الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

محافظات

جنايات المنصورة: قاتل نيرة أشرف حاول تنفيذ مخططه 3 مرات

هيئة المحكمه
هيئة المحكمه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكدت محكمة جنايات المنصورة الدائرة الرابعة بمحافظة الدقهلية، في حيثيات الحكم ‏على المتهم بقتل نيرة أشرف بالإعدام، توافر نية القتل وسبق الإصرار لدى ‏المتهم.

وشددت علي أن نية القتل وظرف سبق الإصرار قائمان في حق ‏المتهم مُتحققان في ‏الدعوى، وذلك مِن تَوافُـر الدافع على الانتقام من المجني ‏عليها التي رفضَت ‏مُحاولاته المُستميتة في أن تكون شريكته في الحياة، ‏ومن استحكام الخلافات ‏بينهما مُنذ عام ونصف سابقة على الحادث .

كما ‏ردت المحكمة أيضا على دفاع المتهم بانتفاء أركان جريمة القتل العمد مع ‏سبق الإصرار بركنيها المادي والمعنوي.
وصدر الحكم برئاسة المستشار بهاء الدين خيرت المري، رئيس المحكمة، ‏وعضوية المستشارين: ‏سعيد السمادوني، ومحمد الشرنوبي، وهشام غيث، ‏وسكرتارية محمد جمال، ومحمود عبدالرازق، بالإعدام علي محمد عادل ‏المتهم بقتل   نيرة أشرف طالبة جامعة المنصورة.‏

وأوضحت المحكمة، أن  نية القتل وظرف سبق الإصرار قائمان في حق ‏المتهم مُتحققان في الدعوى، وذلك مِن تَوافُـر الدافع على الانتقام من المجني ‏عليها التي رفضَت مُحاولاته المُستميتة في أن تكون شريكته في الحياة، ‏ومن استحكام الخلافات بينهما مُنذ عام ونصف سابقة على الحادث، حتى ‏بلغَت حَدَّ الغِلِّ والرغبة في الانتقام منها بالقتل ثأرًا لكرامته، ومن ثُبوت ‏تهديده لها بالذبح - أكثر من مَرة - من خلال رسائل صريحة بالذبح عَبر ‏بعض تطبيقات التراسل الاجتماعي، ومنها انستجرام وواتس آب، ومن ‏تَظاهُره بمُسايرة ما انتهت إليه جلسة عُرفية تعهد على أثرها بعدم ‏مُضايقتها، ثم إصراره رغم ذلك على تنفيذ مُخططه الإجرامي، وإعداده ‏سلاحًا أبيض قاتلا "سكينًا جديدًا حادًا" اشتراه قبل تنفيذ الجريمة بعشرين ‏يومًا لهذا الغَرض واحتفاظِه به في "جرابه" ليَبقَى نَصله حـادًا لسُـرعة ‏تنفيـذ الجريمة  واختياره لهذا النوع من السلاح بالذات لكونه طباخًا وله ‏دراية ومَهارة في استخدام السكاكين، ثم طعنها به في مَقتلين من جسدها ‏‏"أعلى يَسار الصدر وعُـنقها" وفي مَناطق متفرقة من جسدها بلغت سبعة ‏عشر طعنة.‏

‏ وذكرت المحكمة أن سبق الإصرار يتوافر أيضا من اختياره  زمان ومكان ‏الجريمة وهو امتحانات الفصل الدراسي الثاني، ليقينهِ من حُضورها ‏الامتحانات وشرائه السكين بعد الامتحان الأول وتصميمه على تنفيذ ‏مُخططه الإجرامي 3 مرات بعد شرائها وقبل اليوم الذي أتمَّه فيه، الأولى ‏بعد الامتحان الثاني، إذ أحرز هذا السكين لهذا الغرض، لكنه خشي أن ‏يكون معها مرافق من أهلها؛ فأرجأ التنفيذ مؤقتًا لهذا السبب، وكذلك لكي ‏تَشعر المجني عليها بالأمان مُؤقتا من تهديداته حتى تَسنَح له الفُـرصة ‏القاطعة بقتلها، والمُحاولة الثانية بعد الامتحان الثالث، ولكنه لم يَـرَها في ‏هذه المَرة، ومن تَــقصِّيهِ خط سيرها ومُراسلته لصديقتها مَيْ عَبر تطبيق ‏التراسل الاجتماعي واتس آب من هاتفه النقال للاستــفسار منها عن موعد ‏الحافلة التي تُقل المجني عليها من المحلة الكبرى إلى مدينة المنصورة.‏

‏ وجاءت المَرة الثالثة خلال أداء الامتحان الرابع، إذ أحرز ذات السكـين ‏الجديد الحاد مَرة أخرى ليُنفذ جريمته، ولكنه لم يتمكن من رُؤيتها في هذه ‏المَـرَّة أيضًا، ثم استمرار تصميمه على أن يكون التنفيذ خلال انعقاد ‏الامتحان الخامس في يوم 20 /6 /2022 وفي هذا اليوم وهو في سبيله إلى ‏الجامعة كان مُدجَجًا بهذا السلاح الأبيض، وتَوجُههِ إلى محطة حافـلات ‏شركة خاصة بميـدان المَشحمـة بالمحـلة الكبرى وانتـظاره مـن الساعـة ‏العاشرة وعـشر دقائـق  صباحًا حتى العاشرة وواحد وعشرين دقيقة ليَتيقّنَ ‏من وجود المجني عليها بالرغم من وجود حافلة تَستعد للتحرك، وبها مقاعد ‏خالية وعلى ذات خَط السير، الذي رصَدتهُ كاميرات المراقبة في هذا المكان ‏‏"سِنتر النصر التجاري" - وإن كان لا يقدح في ذلك أنه لم يَرها إلا بعد ‏صُعوده الحافلة التي تصادَف وجُودها فيها إذ كان يسعي للتوصل إليها من ‏خلال ذلك  ‏

وأودت المحكمة  بالحثيات انه من اعترافه باطمئنانه لرؤيتها لمَّا استَقل ‏الحافلة التي وجدها فيها مع زميلاتها، ومن اعترافه بتفكيره في قتلها داخل ‏الحافلة طيلة الرحلة التي استغرقت نصف الساعة من المحلة الكبرى إلى ‏المنصورة ، ومِن تَـرَيثه مؤقتا لانتهاز فُـرصةً أفضل خَـشيةَ أنْ يَـزودَ ‏الرُكاب عنها فتـفشَل خُطته، ومِن تتبعها لمَّا بَلَغت الحافلة مُنتهاها أمام بوابة ‏الجامعة "بوابة توشكي" ونُزول الجمعُ منها وكانت المجني عليها وزميلاتها ‏من السابقات، وعَدْوه مُسرعًا ليلحَق بها وسط زحام طلاب العلم - غيرَ ‏عابئ بمَن حولها .‏

وقال  المتهم عنه نصًا في الصحيفة الثالثة عشرة بالتحقيقات: "وأول ما ‏نزلنا هي كانت سابقاني بشـويـة وأنا نزلت وكان كـل اللي في دماغي إنْ أنا ‏أروح أخلَّص عليها" إلى أن صارَت قابَ قوسَين أو أدنى من دُخول بوابة ‏الحَرم الجامعي ومن استلالهِ السكين من غِمده من بين طيات ملابسه ‏ومُوالاة الطعن فيها حتى سقطت أرضًا، واستمراره في تسديد الطعنات إليها ‏في مَقتَلين هُما صُدرها من جهة اليسار وجنبها الأيسر بعد سُقوطها، قاصدًا ‏إزهاق روحها، ومن تهديده لحارس البوابة وطالب آخر حين حاولا إثنائه ‏عن جُرمه، ثم عَودته إلى المجني عليها- بعد تهويشهما- وإمساكه رأسها ‏بيُسراه وذبْحِها من عُنقها.‏

وإصرار المتهم أيضا علي القتل من تأكيده في تحقيقات النيابة العامة بأنه ‏فَكر بهدوء ورَوية قبل أنْ يقتل المجني عليها منذ سنة ونصف قبل إتمام ‏جريمته إلى أنْ اختمَرت لديه الفكرة تمامًا في رمضان الماضي، ومن ‏اعترافه كذلك بأنه الذي يَظهر في المَقاطع التي صَورتها كاميرات المُراقبة ‏في مُحيط مكان الحادث، وبأنه القاتل للمجني عليها بعد تفكيره وتدبيره على ‏النحو مار البيان. فإنَّ هذه الخلافات التي استمرت قُرابة العام ونصف العام ‏قبل الحادث، وإعداد المتهم أداة القتل "السكين" قبل التنفيذ بعشرين يومًا ‏لهذا الغرض وتَـتبُعه للمجني عليها ومحاولة قتلـها أكثر من مَـرَّة إلى أن ‏ظفر بها، وطعنه لها بالسكين المُعَد سلفًا لقتلها به، وتوجيه الطعنات في ‏مَقاتل من جسمها، فإنَّ هذا التخطيط الدقيـق المُحكم، سـواء ما تمَّ منه قبل ‏تنفيذ الجريمة أو خلالها، يَدلُ بيقين لدى المحكمة على تَوافر قصد القتل ‏وظرف سبق الإصرار في حَـقه كما هو مُعَرَّف به في القانون، دلت عليه ‏ظروف الحال وملابسات الحادث وتصرفات المتهم، والتي أوردتها ‏المحكمة في تفصيلها السابق، ويعتبر ذلك استكمالا للرد على الدفع بتعديل ‏القيد الوصف وانتفاء نية القتل الذين أثارهما دفاع المتهم. ‏