أكد العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني، على ضرورة تغيير إيران لسلوكها، مؤكدًا أن جميع الدول العربية بما فيها الأردن، تتطلع لعلاقات طيبة مع طهران.
وقال الملك عبدالله في حوار مع صحيفة "الرأي" الأردنية: "نحن لا نريد توترًا في المنطقة والأردن وكل الدول العربية تريد علاقات طيبة مع إيران مبنية على الاحترام المتبادل، وحسن الجوار، واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها. ونرى أن الحوار هو السبيل لحل الخلافات".
وتابع العاهل الأردني قائلًا: "ولكن وكما سبق أن أكدت في عدة مناسبات، التدخلات الإيرانية تطال دولًا عربية، ونحن اليوم نواجه هجمات على حدودنا بصورة منتظمة من مليشيات لها علاقة بإيران، لذا نأمل أن نرى تغيرًا في سلوك إيران، ولا بد أن يتحقق ذلك على أرض الواقع لأن في ذلك مصلحة للجميع في المنطقة، بما في ذلك إيران والشعب الإيراني".
وحول ما أثير عن "الناتو العربي"، قال الملك عبدالله الثاني، إن بلاده معنية بتعزيز العمل العربي المشترك وتفعيله، "خدمة لقضايانا ولمصالحنا"، مؤكدا أن الأردن لم يكن يوما، ولن يكون إلا مع حلف أمته العربية ومصالحها وقضاياها.
وأشار إلى أن الأردن كان في صدارة المشاركين في مواجهة تهديدات إرهابية وأمنية استهدفت دولا عربية وشعوبها، مؤكدًا أن هناك حاجة إلى منظومة عمل دفاعي مؤسسي عربي، ما يتطلب تشاورا وتنسيقا وعملا طويلا مع الأشقاء، بحيث تكون المنطلقات والأهداف واضحة.
ورغم أن هذا الطرح جزء أساسي من المبادئ التي قامت عليها جامعة الدول العربية، إلا أن موضوع الحلف لا يتم بحثه حاليا، بحسب العاهل الأردني، الذي قال إن مصادر التهديد التي تواجه الدول العربية اليوم مشتركة، وتتطلب تعاونا عربيا يستجيب لها، خصوصا مخاطر الإرهاب المتجددة، وشبكات التهريب المنظمة للمخدرات والأسلحة.
وأشار إلى أن المنطقة ليست بحاجة لمزيد من الأزمات والصراعات، بل إلى التعاون والتنسيق، مؤكدًا أن الأردن ينادي بمد جسور التعاون بدلا من بناء الأسوار والحواجز، وهو معني بأمن المنطقة.
وعن دور الأردن في دعم تحقيق التعاون الإقليمي، قال الملك عبدالله، إن بلاده مبكرا في تشجيع التعاون الإقليمي لبناء مجموعات المنعة الإقليمية، مشيرًا إلى أن هناك آلية للتعاون الثلاثي مع مصر والعراق، بالإضافة إلى التعاون المستمر مع السعودية ودولة الإمارات.
وأشار إلى أن بلدًا بمفرده لا يُمكن له أن ينجح في مواجهة كل هذه التحديات المشتركة وتحقيق الأهداف الطموحة التي نريدها، خصوصا في مجالات مثل الطاقة والأمن الغذائي والأمن المائي والدوائي والبيئة وغيرها من القطاعات الحيوية، مؤكدًا أن بلاده منخرطة في أي جهد إقليمي يستهدف تعاونا يحقق الازدهار والتنمية لشعوب المنطقة، ويتصدى للتحديات المشتركة.
وحول القضية الفلسطينية، أكد العاهل الأردني، أنه لا يمكن تجاوزها، "فهي قضيتنا الأولى ومفتاح السلام والاستقرار الشامل والدائم".
ولفت إلى أنه لا أمن ولا استقرار ولا سلام في المنطقة من دون حل يلبي حق الشعب الفلسطيني في الحرية والدولة المستقلة ذات السيادة على ترابه الوطني، على خطوط الرابع من يونيو/حزيران عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وشدد على أن الأردن مستمر، انطلاقا من الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، في التصدي لأي محاولة لتغيير الوضع التاريخي والقانوني القائم في المدينة المقدسة.
وأكد أن اجتماع جدة، الذي نهنئ الأشقاء في المملكة العربية السعودية على نجاحه، عكس أولوية القضية الفلسطينية ومركزيتها، وحجم التنسيق بين الدول العربية.
بوابة العرب
العاهل الأردنى نريد علاقات طيبة مع إيران بشرط تغيير سلوكها
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق