عندما سئل جمال عبدالناصر، بعد قيام ثورة 1952، عن المفكرين المصريين الذين أسهموا فى تكوين أفكاره ومن ثم فى قرار القيام بالثورة، ذكر كتابا واحدا، هو «عودة الروح» لتوفيق الحكيم.
كتب توفيق الحكيم رثاء حزينا للغاية يبكي فيه ناصر عام 1970.
كان من يكتب في الصحافة قبل الثورة أدباء عظام أمثال طه حسين، العقاد، أحمد بهاء الدين، وصلاح عبد الصبور وكوكبة كبيرة من المفكرين والكتاب والفنانين هم من هيأوا الأجواء التي نشأت فيها الثورة. وقد شهدت حقبة الخمسينات والستينات رواجا على مستوى الوجوه الأدبية التي أثرت المكتبة العربية بإبداعات لا تزال خالدة حتى اليوم، وبرز عدد كبير من نجوم الأدب الذين أصبحوا مؤسسين لأدب وطني بلغ العالمية، من أمثال نجيب محفوظ ويوسف إدريس وخيري شلبي وإبراهيم أصلان وإحسان عبد القدوس.
كانت هذه المرحلة مرحلة فارقة في تاريخ الأدب المصري، والعربي بشكل عام، حيث شهدت نضجا عظيما لا سيما في مجال الرواية .
ومن إنجازات الثورة التي أعطتها للثقافة المصرية؛ إنشاء الثقافة الجماهيرية التي تحول اسمها فيما بعد إلى الهيئة العامة لقصور الثقافة والمراكز الثقافية لتحقيق توزيع ديمقراطي للثقافة، وتعويض مناطق طال حرمانها من ثمرات الإبداع الذي احتكرته مدينة القاهرة، ما يعد من أهم وأبرز إنجازاتها الثقافية .
كما تم إنشاء أكاديمية الفنون التي تضم المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والباليه والموسيقى والفنون الشعبية ، بالإضافة إلى إنشاء دار الأوبرا، كما تمت رعاية الآثار والمتاحف ودعم المؤسسات الثقافية، والسماح بإنتاج أفلام من قصص الأدب المصري الأصيل بعد أن كانت تعتمد على الاقتباس من القصص والأفلام الأجنبية.
الهيئة العامة لقصور الثقافة
تعد الهيئة العامة لقصور الثقافة إحدى المؤسسات الثقافية ذات الدور البارز في تقديم الخدمات الثقافية والفنية، وهي هيئة مصرية تهدف إلى المشاركة في رفع المستوى الثقافي وتوجيه الوعي القومي للجماهير في مجالات السينما والمسرح والموسيقى والآداب والفنون الشعبية والتشكيلية وفي نشاط الطفل والمرأة والشباب وخدمات المكتبات في المحافظات .
وقد أنشئت في بادئ الأمر تحت مسمي الجامعة الشعبية عام 1945 ، ثم تغير اسمها في سنة 1965 إلي الثقافة الجماهيرية، والثقافة الجماهيرية فى منتصف الستينات كانت تطرح مشروع الكتاب الأول لتشجيع الكتاب المبتدئين على النشر فى إطار الثقافة الجماهيرية، وفى تلك الفترة عملت الهيئة على نشر الاستنارة الفكرية، وتحقيق وعي ثقافي شامل لكل طبقات المجتمع، وتحويل مسار الفنون للشارع المصري، بدلا من اقتصارها على الطبقة الأرستقراطية المثقفة، في جميع أقاليم القطر المصري ، لكي تؤدي دورها الفعال تجاه جموع الشعب في كل مكان حتى للبسطاء منه.
وفي عام 1989 صدر القرار الجمهوري لتتحول إلي هيئة عامة ذات طبيعة خاصة وأصبح اسمها الهيئة العامة لقصور الثقافة .. تقوم حاليا بالعمل على نشر الثقافة والتنوير فى ربوع الوطن بإعمال آليات العدالة الثقافية من خلال قصور الثقافة المنتشرة فى ربوع مصر (580 موقعا ثقافيا) ، والنزول بالثقافة الجماهيرية إلى الشارع المصرى ، حتى تصل لكل فئات الشعب لزيادة التوعية وتنمية المجتمع
الهيئة المصرية العامة للكتاب
منذ قيام ثورة يوليو 1952 ، كان من مهامها التنمية الثقافية حتى تسير جنبا إلى جنب مع الخطة العامة للدولة، فكان التخطيط لإنشاء هيئة ثقافية حكومية تضطلع بمسئوليات وزارة الثقافة في مجال التأليف والترجمة والنشر.
ومنذ عام 1961 تفتقت الأذهان في كيفية إقامة هذه الهيئة، فمرت بعدة أشكال تحت مسميات عديدة من خلال القرارات الجمهورية التي صدرت منذ 1961 حتى 1994 إلى أن أصبحت الهيئة المصرية العامة للكتاب على شكلها الحالي .. فكان قرار رئيس الجمهورية العربية المتحدة رقم 1813 لسـنة 1961 بإنشاء “الهيئة العامة للأنباء والنشر والتوزيع والطباعة ” ذات طابع اقتصادي وتلحق برئاسة الجمهورية، وكان الهدف الرئيسى من إنشاء هيئة ثقافية كبرى فى حجم هيئة الكتاب تضييق الفجوة الثقافية بين مصر وبين شعوب العالم المتقدم من خلال تكاتف الجهود التى تبذلها قطاعات وزارة الثقافة تحقيقاً لمزيد من الرقى والتقدم وبما يليق باسم مصر وحضارتها.
تقوم هيئة الكتاب بما تضطلع به من مسئوليات لإتاحة كافة التسهيلات للتعريف بالإنتاج الفكرى العربى والعالمى، وإعادة طبع ما يمكن تحقيقه من كتب التراث، وكذلك تأليف وترجمة الكتب الثقافية على الصعيدين الإقليمى والعالمى، وأيضا طبع ونشر وتسويق الكتاب المصرى على المستوى المحلى والعربى والدولى .
وأصدرت هيئة الكتاب العديد من الكتب حول الثورة والزعيم جمال عبد الناصر منها : سنوات ما قبل الثورة، والوثائق السرية لثورة 23 يوليو، وتأملات في ثورات مصر، عبدالناصر والحرب العربية الباردة، ثورة يوليو والحقيقة الغائبة مصر قبل عبد الناصر، ثورة 23 يوليو, الحقيقة عن ثورة 23 يوليو ليلة ثورة يوليو، معركة الجلاء ووحدة وادي النيل، الولايات المتحدة وثورة 23 يوليو، قصة عبد الناصر والشيوعيون.
أكاديمية الفنون
كان من أهم إنجازات ثورة 23 يوليو 1952 إنشاء أكاديمية الفنون عام 1969 وهى أول جامعة لتعليم الفنون ذات طبيعة منفردة في الوطن العربي وهذه الأعوام تعنى الكثير بمقياس العطاء والإسهام الحقيقي في البناء الحضاري ولأهمية الفنون كأحد مقومات الحضارة أولت الدولة لها كل رعاية وعناية وتشجيع، لذا أنشأت الدولة عدداً من المعاهد العليا للفنون كان أولها معهد الفنون المسرحية عام 1935 ثم توالى إنشاء معاهد أخرى، وبعد فترة من إنشاء هذه المعاهد تكشفت الحاجة إلى ضرورة وجود هيئة تنظمها جميعا وتنسق فيما بينها وتساعدها على أداء وظيفتها ومباشرة أعمالها.
ولم تكن هناك مؤسسات حكومية تنشر الفنون، ولذا أنشأ ثروت عكاشة أكاديمية الفنون بمعاهدها الفنية المتخصصة المختلفة، وذلك بعد توليه مسئولية وزارة الإرشاد القومي بسنة واحدة، ومن خلال تلك المؤسسة استطاع الانطلاق بمصر من المحلية إلى العالمية، فقد كانت هي إشارة البدء لتعليم الفنون العالمية، والانفتاح عليها ، وتأهيل الكوادر الفنية المصرية في كثير من المجالات، حيث بدأ التعاون مع بعض الدول الأجنبية لاستقدام أساتذة أجانب لتولي عملية الدراسة للطلاب المصريين في أكاديمية الفنون من خلال دراسة أكاديمية متخصصة، والذين أصبحوا يقودون العملية التعليمية والثقافية، فيما بعد، ووصولا بتمثيل مصر في المهرجانات والمسابقات الدولية والعالمية ووضع فنون مصر على الخريطة العالمية، ولم يكتف باستقدام الأساتذة من الخارج بل أرسل بعثات خارجية، واستحضر آلات ومعدات للمعاهد.
دار الكتب والوثائق القومية
تمتلك دار الوثائق القومية العديد من الوثائق الهامة المتعلقة بالثورة ومنها : تنازل الملك فاروق عن العرش عقب اعلان الثورة، وكذلك الوثائق المتعلقة بالإنذار الموجه للملك السابق 26/7/1952 ، وقرارات مجلس الثورة بإلغاء النظام الملكي وإعلان الجمهورية فى 18/6/1953 ، قرارات مجلس الثورة بمصادرة أموال الملك السابق فاروق، وإلغاء الحراسة 27|9|1953 ، قرارات مجلس الثورة بتأليف الوزارة 1954، وأيضا قرارات مجلس الثوة بتخلي اللواء أركان حرب محمد نجيب عن رئاسة الوزراء، وتكليف البكباشي جمال عبدالناصر بتأليف الوزارة 1954، قرارات مجلس الثورة باسترداد أموال الشعب وممتلكاته من أسرة محمد علي، ووثيقة خاصة بالإسراع بعمل مشروع انشاء التليفزيون.