أعربت صحيفة (واشطن بوست) الأمريكية عن اعتقادها أن سماح روسيا بتصدير واردات الحبوب الأوكرانية لدول العالم طبقا لاتفاق تم التوصل إليه أمس الجمعة يدعو إلى قدر من التفاؤل الحذر فيما يخص الموقف الروسي.
وأشارت الصحيفة - في مقال افتتاحي - إلى أن دول العالم المتعطشة لصادرات أوكرانيا من الحبوب استقبلت القرار الروسي بالسماح بتصدير القمح الأوكراني عبر موانيء البحر الأسود بتفاؤل شديد وترحيب كبير.
وأوضحت الصحيفة أن صادرات أوكرانيا من القمح تمثل 10 % من إجمالي الصادرات على مستوى العالم والتي تعتمد عليها دول كثيرة في توفير احتياجاتها من الغذاء مثل بنجلاديش وتركيا وإندونيسيا وباكستان.
وقالت الصحيفة "إن برنامج الغذاء العالمي كان قد تسلم 40 % من احتياجاته من القمح الأوكراني قبل بداية العملية الروسية في أوكرانيا أواخر فبراير الماضي إلا أن اندلاع الحرب هناك عرقل استمرار صادرات القمح الأوكرانية مما أدى إلى ارتفاع أسعار المواد الغذائية على مستوى العالم والذي ألقى بظلاله حتى على الدول الغنية في العالم".
وأشارت الصحيفة إلى أن تلك الأوضاع تبرز أهمية الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس حيث أن ملايين من الأشخاص على مستوى العالم سوف يستفيدون من تدفق ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية للعديد من المناطق في العالم بعد رفع روسيا الحصار عن الموانيء الأوكرانية المطلة على البحر الأسود والتي تقوم أوكرانيا من خلالها بتصدير الحبوب للعالم.
ولفتت إلى أنه مما يدعو إلى التفاؤل بشأن إتمام الاتفاق واستئناف تصدير القمح الأوكراني لدول العالم أنه تم بموافقة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ولكن ما يدعو للشك في إمكانية تنفيذ هذا الاتفاق هو عدم ضمان التزام روسيا بتنفيذ هذا الاتفاق إذا ما رأت أن هناك ضرورة لذلك تصب في مصلحتها، موضحة أن سياسة روسيا في هذا الخصوص كانت تشمل حرمان أوكرانيا من عوائد تصدير الحبوب والمنتجات الزراعية الأخرى وهو ما يعني تخلي روسيا عن سياستها السابقة في ظل الاتفاق الذي تم التوصل إليه أمس.
وأعربت الصحيفة عن اعتقادها أن هناك العديد من الشواهد تقول إن الرئيس بوتين سوف يلتزم بتنفيذ اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية أهمها أن هذه الصفقة سوف تساعد روسيا على تصدير وارداتها من الأسمدة والحبوب للأسواق العالمية ولاسيما بعد أن قامت الولايات المتحدة الأمريكية ودول الاتحاد الأوروبي بتطمين المستوردين للحبوب والأسمدة الروسية أن تلك السلع لا تخضع للعقوبات الاقتصادية المفروضة على موسكو من جانب الدول الغربية على خلفية العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، خاصة بعد أن قامت كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بإصدار بيانات ترحيب بالاتفاقات التي تم التوصل إليها مؤخرا بشأن استئناف تصدير الحبوب الأوكرانية وتسهيل تصدير الأسمدة والحبوب الروسية.
واختتمت الصحيفة المقال منوهة بتصريحات أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة التي وصف فيها اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية للعالم بأنه يمثل "بارقة أمل" لجميع دول العالم.