الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

عبدالهادي الجزار .. أسطورة فنية جسدت مكتسبات يوليو

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

                      
"من رحم المعاناة تولد الموهبة".. حكاية خاصة لفنان الفقراء والمهمشون، مزج بين الواقع والخيال ليخلق عالما آخرلا يشبه غيره إنه عالم عبد الهادى الجزار.
فلسفة جيل ما بعد الرواد. 
                       
"الجزار" ليس فنانا تشكيليًا فقط، بل كان فيلسوفًا أيضًا، ولد فى حى القبانى السكندرى، تأثر برائحة البحر، ليشكل رؤيته الفنية ذات الطابع الشعبى و الانسانى، ثم انتقل للحياة فى حى السيدة زينب، فمزج الفن بالمجتمع ليجسد بريشته سحرا خاصًا به.

كان ولا زال "الجزار" أحد أهم الفنانين التشكيلين فى مصر والعالم، انضم إلى جماعة "الفن المعاصر" في الأربعينيات، والتي تكونت من فنانين آخرين مثل "حامد ندا"، و"حسين أمين"، و"سمير رافع"، و"كمال يوسف.

"إنسان السد" أنشودة خالدة                          
لذا سرعان ما تأثر "الجزار" بثورة 23 يوليو 1952، فوجد ضالته للتعبير عن وطنه، فأبدع فى رسم لوحتى "الميثاق"، و"إنسان السد"، لينجح فى توثيق المشروع القومى الضخم "السد العالى" للتاريخ بريشته، حيث التفاصيل المصممة بمهارة فنية عالية تجسد التحدى والإرادة، والتطلع للمستقبل، مجسدًا فى رأس إنسان عملاق وجهه يشبه وجه الزعيم جمال عبد الناصر، مرتديًا خوذة الفضائيين، حيث كان متطلعًا دائما للمستقبل.

يُعد " الجزار" من جيل ما بعد الرواد، واتخدته الأجيال التى تلته أبًا روحيًا، حيث لقى نجاحًا فنيا وتقديرًا أدبيًا سريعاً فى حياته، مرفقًا بالعديد من الجوائز التي كان آخرها جائزة الدولة التشجيعية، إلا أن شخصيته الفنية لم تتميز إلا خلال السنوات الأخيرة.

عُين الجزار معيداً بكلية الفنون الجميلة قسم التصوير  حتى شغل منصب أستاذ مساعد، وكان يقوم بتدريس التكنولوجيا والترميم والفرسك في نفس الكلية بعد عودته من البعثة، وقام أيضا بالتدريس لطلبة مرسم الأقصر.
رحيل أسطورة الإبداع                                  

أدرك "الجزار"  قبل وفاته أن الموت على أعتابه، فأثر على إبداعه وجعله أكثر شفافية، وأرهف حاسته الفنية، وغلب على أعماله طابع الحزن، فانغمس فى عالم الروحانيات الغامض، لذلك تظل أعماله فى الأربعينيات والخمسينيات أقرب لشخصيته الحقيقية.

رحل "الجزار" وبقيت لوحاته امتدادًا للتاريخ وفصوله، لتذكره وتفتخر به الأجيال حتى الآن.