الثلاثاء 05 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

"على جمعة": القدس تجسد الهوية الإسلامية والعربية ويجب تحريرها

الدكتور علي جمعة
الدكتور علي جمعة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

 

قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن القدس‏‏ أولى القبلتين وثالث الحرمين‏،‏ ومسرى الرسول "صلى الله عليه وسلم‏"، هي كلمة تعني الطهارة والنزاهة والتشريف‏، فهي المدينة المقدسة على مر العصور‏، أرض النبوات، وصفها الله "عز وجل" هي وفلسطين في القرآن الكريم- في أكثر من موضع- بأنها الأرض المباركة والأرض المقدسة، قال تعالى عن إبراهيم عليه السلام: (وَنَجَّيْنَاهُ وَلُوطًا إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا لِلْعَالَمِينَ) [الأنبياء:71]، وقال: (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ) [الأنبياء:81]، وقال على لسان سيدنا موسى عليه السلام: (يَا قَوْمِ ادْخُلُوا الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ) [المائدة:21]، وقال تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ) [الإسراء:1].

القدس مهد النبوات ومبعث الرسل واجتمعوا للصلاة في الأقصى يؤمهم محمد
وأوضح "جمعة" عبر حسابة الشخصي على فيسبوك، أن هذه الأرض هي مهد النبوات ومبعث الرسل، دخلها أنبياء الله، فما من نبي إلا وقد أمها، بل اجتمعوا كلهم للصلاة في المسجد الأقصى يؤمهم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذلك المسجد الذي هو صنو للمسجد الحرام في الأولية الزمانية، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال قلت يا رسول الله: أي مسجد وضع أول؟ قال: المسجد الحرام. قلت: ثم أي؟ قال: ثم المسجد الأقصى. قلت: كم كان بينهما؟ قال:أربعون. ثم قال: حيثما أدركتك الصلاة فصل، والأرض لك مسجد [رواه البخاري ومسلم].

لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول، والمسجد الأقصى

وتابع مفتي الجمهورية السابق قائلًا: وبناء على هذه المكانة نظر المسلمون إلى بيت المقدس على أنه منزل شريف، وموضع مقدس كريم، فشدوا إليه الرحال، وأحرموا منه للحج والعمرة، وزاروه لذاته بغية الصلاة والثواب، وأحاطوه برعايتهم الدينية الكريمة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد الرسول، والمسجد الأقصى» [رواه البخاري ومسلم].

الجمال عشرة أجزاء اجتمعت في القدس تسعة منها ووزع الباقي على العالم
وأوضح أن هذه المكانة العليا للقدس لم تقتصر على نفوس المسلمين فقط بل ظل لها أهمية ومكانة لدى الديانات الثلاث، هذه المكانة التي يمكن أن يقال عنها: إن الجمال عشرة أجزاء، اجتمعت في القدس تسعة منها، ووزع الباقي على العالم، وإن الألم عشرة أجزاء، اختصت القدس بتسعة منها، ووزع الباقي على العالم، هذه المكانة التي جعلت المصنفين يصنفون أكثر من مائة وأربعين ألف كتاب عن القدس ما بين اجتماعي واقتصادي وقانوني وتاريخي وجغرافي... إلخ، كما أسهب الكثير من الكتاب والمؤرخين في تناول تلك المدينة، بل وصل الحد ببعضهم للدرجة التي جعلتهم يسخرون كل تاريخهم الفكري حول تلك المدينة، وجعلت الكثيرين لا يبخلون بأعمارهم وأموالهم في خدمة قضيتها.

القدس تجسد الهوية الإسلامية والعربية.. النصر ليس ببعيد وسنسترد مدينة السلام

وتابع ًجمعة : كل هذا حتم علينا وعلى كل ذي بصيرة أن يولي القدس والقضية الفلسطينية من جهده وماله وعلمه ما يوفي بمكانتها، فهي تجسد الهوية الإسلامية والعربية التي يجب أن يبذل من أجلها كل ما أوتي من جهد للذود عنها، فكل جهد يبذل هو زرع للأمل بداخل النفوس القانطة، ومحاولة تذكير بأن النصر ليس ببعيد طالما توافرت آلياته، حتى تعود لنا مدينة السلام التي صارت على أيدي المحتل الغاصب مدينة للحرب ومأوى لتدمير الإنسان والبنيان.

العدوان يحاول تغيير هوية فلسطين العربية الإسلامية.. إسرائيل دولة محتلة
وقال إن العدوان الأثيم المتكرر على هذه المدينة المباركة والمحاولات الحثيثة لتغيير هويتها ووجهها العربي والإسلامي، هذا العدوان يجب ألا يشغلنا عن القضية الأساسية ويغبش عليها، هذه القضية التي هي احتلال الأرض، إن الدخول في نزاع كلامي بين المسلمين بعضهم البعض وتوزيع التهم هنا وهناك إلى حد الخروج عن اللياقة والاتهام بالعمالة إلى آخر القائمة الجاهزة أمر يتعمد العدو إثارته بين المسلمين حتى لا يتحدث أحد عن أصل المشكلة, وهي أن إسرائيل دولة محتلة، وأن أرضنا الإسلامية العربية ما زالت تحت قبضتها، وبواسطة هذه المشكلات التي يتعمد إثارتها يظل التعتيم الإعلامي ويبقى الحال على ما هو عليه.

إسرائيل تحاول هدم الأقصى لأسطورة غير محققة تعتمد على إستغلال الدين
إنه من الواجب علينا ألا ننشغل فقط بالإعانات ولا البيانات ولا التألم والشجب والاستنكار وننسى أن أصل القضية هو احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية وبناء المستوطنات واحتلال القدس والتغبيش عليها بكل الوسائل والسهر على الحفر حول وتحت المسجد الأقصى المراد هدمه لأسطورة غير محققة تعتمد على نوع من استغلال الدين.

على كل عربي ومسلم أن يدرك ماتعانية القدس المباركة
واختتم رئيس اللجنة الدينية قائلًا: على الإنسان العربي والمسلم أن يدرك ما تعانيه تلك المدينة المباركة من أوجاع وآلام يحاول المغتصب أن يشغلنا بها عن رونقها وجمالها وبركتها وقدسيتها، وهذا ما يفرض علينا العلم بأن أقل ما ينبغي على كل عربي تحصيله وفهمه والوقوف عليه أن يتعرف على أهم النقاط التي شكلت تاريخ تلك المدينة العربية التي نعتز بعروبتها وأصالتها حيال هذا المد الاستعماري متعدد الجنسيات والأديان، لعل هذا يمحو الحزن ويحيي آمال النصر والعدالة والرحمة والشجاعة والفتح العظيم.