عشقت الرسم منذ طفولتها، رسمت العديد من الرسومات المتميزة رغم أنها لم تدرس ولم تتدرب، كانت وهى فى المرحلة الابتدائية ترسم بأناملها الصغيرة ليشجعها وقتها أستاذ الرسم فى المدرسة وظلت طوال المراحل الدراسية الابتدائية والإعدادية والثانوية تطور من نفسها بنفسها ورغم تعرضها للعديد من المواقف سواء من الأهل أو الأصدقاء التى كادت تفقدها الثقة وتجعلها تتوقف عن الرسم إلا أنها كانت أقوى من ذلك واستمرت فى تطوير موهبتها وكان لديها رغبة فى دخول كلية فنون جميلة إلا أن ظروفها جعلتها تدخل تعليم ثانوى فنى.
تقول سارة شفيق، التى تعيش فى قرية الحلة التابع لمركز قوص فى محافظة قنا لـ«البوابة نيوز»: «اشتغلت على نفسى وأنا بدرس وطورت من موهبتى ورغم أن أدوات الرسم كانت عائقا بالنسبة لى لأنه للأسف مش متوفرة عندنا فى البلد وكنت بستغل النت وبتابع فنانين كتير وابتديت أطور من نفسى أكتر بدون كورسات أو حتى يوتيوب كما شاركت فى معرض الأسر المنتجة بجامعة جنوب الوادى بحضور محافظ قنا وشاركت مع الاتحاد الوطنى للقيادات الشبابية ضمن فعاليات مبادرة أنا موهوب والحمد لله تم تكريمى».
وتضيف «سارة»: «لاحظ والدى حبى للرسم واهتمامى البالغ به فبدأ يشجعنى على تنمية موهبتى وتوجيه كلمات الثناء لى ورفع معنوياتي فكنت كل مرة أرسم فيها أخرج أفضل ما عندى وذلك بفضل تشجيع والدى ومساندته لى بالإضافة إلى تشجيع المعلمين فى المدرسة لىالدائم وحثهم لى على مواصلة إبداعى والتقدم فى الرسم عن طريق شرح كيفية الرسم وتداخل الألوان».
وتابعت: «حينما كنت فى المرحلة الإعدادية واجهت الإحباط والتشجيع فى هذه المرحلة من قبل المعلمين، ولكن برغم هذا قررت الاستمرار ومواصلة الرسم وطورت من ذاتى وابتعدت عن المحبطين بل انتبهت فقط لمن يشجعنى ويدعمنى وعندما كنت طالبة فى المرحلة الثانوية التحقت بقسم زخرفة فكنت أقلد الأشكال والرسومات الموجودة فى كتبى وأحاكيها بنفس التفاصيل، وكانت أختى تشجعنى أيضًا على الاستمرار،فضلًا عن محاكاة رسومات الكرتون التى كنت أشاهدها وأنا صغيرة مثل ميكى ماوس وفلة والأقزام السبعة وأنقلها عبر الورق».
وأشارت «سارة» إلى أنها فى هذه المرحلة نادرًا ما كانت تستعمل الألوان الخشب وكانت تستخدم الحبر الأسود وأقلام ألوان الجل وكانت تشارك فى المسابقات التى تقام فى المدرسة وعلى مستوى الإدارة التعليمية، وحصلت فى معظمها على المركز الأول وحينما التحقت بالمدرسة التجارية بمدينة قوص كانت تشارك فى مسابقات المدرسة برسومات الكاريكاتير من أفكارها الخاصة وانتشرت بعد ذلك رسوماتها فى قوصم ما أتاح لها فرصة كبيرة للشهرة المحلية فى محيط مدرستها.
وأكملت : «السوشيال ميديا غيرت مجرى حياتى حيث اتجهت بعد انتهاء دراستى إلى وسائل التواصل الاجتماعي من أجل الترويج رسوماتى عبر الإنترنت وبدأت فى تطوير ذاتى بشكل أكبر وتجويد المحتوى المقدم للجمهور ونشر صور رسوماتى على صفحات فيسبوك وواتس آب وكل المجموعات المتاحة وبالفعل تكون لدى جمهور كبير عرفنى من داخل قريتى والمدينة أيضًا».
وتختتمت «سارة» حديثها: «مثلى الأعلى الفنان محمود مدني، ابن الأقصر، وأتمنى أن أصبح مثله، وهو فنان عرفته من خلال السوشيال ميديا انبهرت كثيرًا برسوماته كما أتمنى امتلاك مرسم خاص بى أعرض فيه لوحاتى وإنى أوصل لمستوى الاحتراف وأشارك فى مسابقات ومعارض عالمية».