أقدم شاب في بداية العقد الثالث من عمره بعمر الزهور على الانتحار بتناوله "حبة السوداء" نتيجة أزمات نفسية متلاحقة، ازدات معه بمرور الأيام حتى تحوّلت إلى اكتئاب حاد، جعل "معاذ" الشاب الذي بدأ للتو في العشرينات، يبتعد عن كل من حوله بما فيهم أصدقائه وأسرته، ظل يجلس بمفرده في غرفته لساعات طويلة رافضاً الأكل أو الحياة، حتى تملك اليأس منه، فخرج لإحضار أقراص مكافحة تسوس القمح "حبة الغلة السامة"، وتناولها وما هي إلا دقائق معدودة حتى بدأ السم يسري في جسده بينما يكتم هو آهاته وآلامه حتى لا يشعر به أحد فينقذ حياته، ولفظ أنفاسه الأخيرة لتعثر عليه أسرته جثة هامدة، وسط ذهول وبكاء ونحيب أسرته من هول الصدمة.
وكان اللواء ثروت المحلاوي مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم، تلقى إخطاراً من العميد أمير السحلي مأمور قسم شرطة ثان الفيوم، يفيد ورود إشارة من شرطة النجدة، بتلقيهم بلاغاً،بالعثور على جثة شاب داخل منزله بعدما أنهى حياته بتناول"حبة الغلة السامة".
وعلى الفور، انتقل ضباط قسم شرطة ثان الفيوم برئاسة المقدم حسين فؤاد رئيس مباحث القسم، إلى منزل الشاب بمنطقة منشأة البكري بالحواتم بنطاق القسم، وجرى العثور على جثمان شاب يدعى "معاذ عادل" (22 سنة، جثة هامدة)، بينما تخرج رغوة بيضاء من فمه نظراً لإنهاء حياته بحبة الغلة السامة.
وهرعت سيارة مرفق الإسعاف بنقل جثة الشاب للمشرحة،تحت تصرف جهات التحقيق، التي انتدبت مفتش الصحة للكشف على الجثة، والذي أكد وفاة الشاب إثر إصابته بتسمم حاد، وعدم وجود شبهة جنائية في الوفاة.
وصرحت النيابة العامة، بتسليم جثمان الشاب لذويه، لتشييعه إلى مثواه الأخير بمقابر أسرته، حيث قامت الأسرة بدفن الجثمان فجر اليوم، وسط بكاء والديه وأشقائه، وتحرر المحضر اللازم، وأخطرت الجهات المختصة التي تولت التحقيقات.