أطلقت مفوضية الاتحاد الأوروبي، مبادرة عاجلة لترشيد استهلاك الغاز الطبيعي قبل حلول فصل الشتاء.
وطرحت المفوضية - في اجتماع عقدته مساء أمس بمقرها في (بروكسيل) - مبادرة عاجلة لخفض الاعتماد على الغاز الطبيعي للأغراض الصناعية والاستهلاكية للأوروبيين، وذلك في خطوة قال عنها المراقبون إنها تستبق فصل الشتاء القادم الذي يتعاظم فيه اعتماد الأوروبيين على غاز التدفئة الذي كانت روسيا أكبر مصدر له للأسواق الأوروبية قبل قرار فرض العقوبات الأوروبية عليها.
وحملت المبادرة الاوروبية عنوان "إدخار الغاز من أجل شتاء آمن - Save Gas for a Safe Winte" حيث تدعوا الأوروبيين إلى تقليص استهلاكهم للغاز بنسبة 15% اعتبارا من مطلع أغسطس القادم، وذلك لبناء احتياطيات كافية منه لمواجهة برد الشتاء القارس في أوروبا هذا العام.
وذكر بيان صادر عن مفوضية الاتحاد الأوروبي "أن التدهور المتوقع في أوضاع الطاقة وراء اجتماع ليلة أمس الذي يهدف إلى تنسيق مسرح الطاقة الأوروبي لما هو أسوأ خلال الشتاء القادم وكذلك لمواجهة اجراءات تصعيدية غير مستبعدة من جانب موسكو للضغط على الأوروبيين".
وبحسب المرصد الإخباري للاتحاد الأوروبي توقفت بصورة كاملة كافة أشكال إمداد الغاز القادمه من روسيا إلى بلدان (البلطيق وبولندا وبلغاريا وفنلندا) فيما تراجعت إمدادات الغاز الروسي لـ (الدانمارك وألمانيا وهولندا وإيطاليا) بصورة كبيرة مؤخرا.
وبحسب البيانات، تقل إمدادات الغاز الروسي الحالية بما متوسطه 30% عنها في الفترة ما بين عامي 2016 و2021 وتستهلك المساكن نسبة 40% من احتياجات الطاقة الكهربائية، وكذلك تستهلك المباني التابعة للمؤسسات والحكومات الأوروبية كميات كبيرة من الكهرباء المولدة من محطات تعمل بالغاز.
دعت المفوضية الاوروبية في مبادرتها إلى استبدال إدارة محطات الكهرباء العاملة بالغاز لكي تعمل بالفحم حتى وإن كان ذلك لا يتناغم مع توجهات الاتحاد الأوروبي للحد من الانبعاثات الكربونية في أجوائه مستعيدة سيرتها الأولى قبل عام 2018 أو بتعظيم الاعتماد على الكهرباء النووية كمصدر للطاقة غير ملوث للبيئة.
وفي مايو الماضي.. تعهدت البلدان الأوروبية بتقليص اعتمادها على الغاز الروسي بنسبة الثلثين خلال العام الجاري وصولا إلى فطام أوروبي كامل عن الغاز الأوروبي بحلول عام 2027، وذلك من خلال البحث عن مصادر بديلة عن الغاز الروسي وتعزيز الاحتياطيات الأوروبية المخزنة من الغاز المسال.
وفي مطلع الشهر الجاري، نشر بيت خبرة (بيروجيل) المتخصص في شئون الطاقة دراسة، مقره (بروكسيل) أن تقليل الطلب الأوروبي على الغاز خلال عشرة أشهر قادمة وبنسبة 15% بالمقارنة بمتوسطات الاستهلاك المسجلة في الفترة من 2019 – 2021 سيكون أمرا ضروريا ومطلوب تحقيقه للوصول إلى إنهاء اعتماد أوروبا بصورة كاملة على استيراد الغاز من روسيا.
كما جاءت تلك الدراسة قبيل أيام على إعلان مؤسسة "غازبروم" الروسية عن وقف العمل في أنبوب الشمال - نورد ستريم 1 - لأسباب الصيانة الفنية الدورية، وهو ما حصل فعلا اعتبارا من 11 يوليو الجاري ولمدة عشرة أيام، وأوضحت الدراسة أنه عبر هذا الأنبوب يتم تصدير ثلث واردات الغازل الأوروبية من روسيا.
تجدر الإشارة إلى أن "غازبروم" كانت قد خفضت من قدرتها على الضخ إلى الأسواق الأوروبية في شهر يونيو الماضي بنسبة 40%، وقالت مصادر في المؤسسة لشبكات الإخبار العالمية "إنه قد يتم استئناف الضخ اعتبارا من الحادي والعشرين من يوليو الجاري إذا تم الانتهاء من أعمال الصيانة وهي التوقعات التي يستبعدها الجانب الأوروبي في إطار المجريات التصعيدية الراهنة مع (موسكو).