يخطئ من يظن أن ديربي الأهلي والزمالك الليلة في نهائي كأس مصر، سيكون مجرد مباراة عادية في بطولة، ولكنها مباراة لها معانٍ أكبر من ذلك بكثير، فهي مباراة في حد ذاتها بطولة، الأهلي والزمالك من ينتصر يتوج ملكا على عرش القاهرة الرياضي، ومن يخسر يعيش أياما مظلمة لا ابتسام فيها ولا نور، المباراة نفسها تضمن للفائز إضافة بطولة جديدة إلى دولاب بطولاته، كما أنه وبلا شك سوف تؤثر على مشوار كل منهما في مسابقة الدوري الممتاز، ومن يفوز بالكأس في ليلة الخميس ستزداد فرص فوزه بالدوري.
كل هذه الزوايا ينظر إليها كل مشجع بصورة واضحة، ولكن هناك لاعبين يحلمان بهذه البطولة، لأنها الأوفى والأكثر إخلاصا بالأرقام وليس بالأفعال فقط، هما اللذان قضيا سنوات طويلة داخل النادي بكل حب وإخلاص وتفانٍ في العمل، ويحبهما الجمهور حبا جما، وهما حازم إمام ظهير أيمن نادي الزمالك، ووليد سليمان صانع ألعاب النادي الأهلي.
إمام المخلصين
حازم إمام هو ذلك الابن الوفي للزمالك، خرج إلى الفريق الأول من قطاع الناشئين، واعتمد عليه حسام حسن المدير الفني للفريق الأبيض، وقدم مع الزمالك مباريات لا تنسى، فمن ينسى لقاء القمة الأول له الذي واجه فيه الفهد الأنجولي جلبيرتو، الذي كان أهم لاعبي الأهلي في هذا التوقيت، هذا الأسمر انتصر على كل من لعب في مركز الظهير الأيمن بالدوري المصري، وتفوق عليهم، حتى جاء حازم إمام ولعب أمامه مباراة العمر، قد تكون هي السبب في رحيله.
حازم إمام مع نادي الزمالك منذ عام 2008، أي أنه مع الزمالك 14 عاما، لم يخرج من النادي الأبيض سوى في سنة واحدة فقط كانت موسم 2016-2017، وكانت إعارة موسم لنادي الاتحاد السكندري، ولكنه قضى بين جدران الفريق الأبيض 13 عاما، بخلاف ما قضاه في قطاع الناشئين، فهو الأوفى بين كل اللاعبين في الوقت الحالي، وأكثر من قضى أيام في ميت عقبة.
خاتم سليمان
في النادي الأهلي، هناك وليد سليمان الذي ارتدى القميص الأحمر وحقق حلم حياته في عام 2011 عقب ثورة يناير، نجح المارد الأحمر في ضم وليد سليمان قادما من إنبي ليبدأ رحلة أسطورية توج خلالها الحاوي بالعديد من البطولات والألقاب المحلية والقارية وحقق إنجازات عالمية.
خاتم سليمان كما يحلو لجمهور النادي أن يلقبه هو الأوفى والأكثر إخلاصا بالأيام التي قضاها داخل قلعة الجزيرة، فعلى مدار 11 عاما لم يرتد سليمان أي قميص غير الأحمر، ولم يدافع عن نادٍ إلا النادي الأهلي، واقتربت الرحلة من النهاية، واستقر سليمان على اعتزال كرة القدم بنهاية الموسم الجاري، لذلك يمني النفس أن يترك بصمات عديدة في السنة الأخيرة له يتذكره بها جمهور نادي القرن الأفريقي بكل خير وفخر.