الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

«فتحي» يحاكي التراث بمهنته.. ويحارب الانقراض بـ«النحاس»

فتحي أمين
فتحي أمين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

فى أحد الأزقة الضيقة بين العمائر القديمة التى عفى عليها الزمن، يجلس «فتحى أمين» الرجل البالغ من العمر ٦١ عامًا، فى دكانه الصغير الذى لا يتعدى مترين، يعمل منذ أكثر من ٤٠ عامًا فى مهنة واحدة ولا يكل ولا يمل من العمل المتواصل بها ليل نهار حتى يستطيع أن يجنى قوت يومه رغم الشيب الذى غلب على ملامح وجهه والشيخوخة التى تحاربه، إلا أنه يرفع راية الصمود والقوة فى وجه نوائب الدهر التى أصبحت تحارب الجميع بشتى أسلحتها.
يعمل الرجل الستينى فى مهنة صارت فريدة من نوعها، حيث يستطيع أن يشكل من النحاس والصاج ما يستطيع رسمه من الأشكال الإسلامية التى تستخدم فى المآذن والقباب التى توضع على المساجد والهلال، وغيرها من المهن اليدوية التى تتطلب فى المعيشة كالصوانى وسخانات الشاى، كل ما تتخيله من الأشكال التى يستطيع أحد أن يشكلها من تلك المعادن، ينجح «فتحى» فى تشكيلها بكل بساطة.
فى منطقة خان الخليلى بالقاهرة أفنى «فتحى» حياته فى العمل هناك، تقلب بين بحور المهن اليدوية، حتى استقر على العمل فى تلك المهنة التى استطاع من خلالها أن يعلم أبناءه ويزوجهم، وقال: «بنتشرى الخامات من النحاس والصاج ونشكلها زى ما احنا عايزين بنعمل بالمأذنة بتاعة المساجد، كله بيكون شغل يدوى ليس فيه مجال للماكينات نهائيًا، ولكن فى بعض الأوقات نستخدم الماكينات لتجميع بعض الأشياء».
حال الرجل الستينى كحال العديد من أصحاب المهن اليدوية، حيث يعانى الأمرين بسبب شبح الانقراض: «لم يعد أحد يلتحق بالمهنة نهائيًا رغم أنها تمثل تراثا بيحكى فترات زمنية من تاريخ مصر، ولكن ليس هناك اهتمام بها».
مع الظروف التى تمر بها السياحة حاليًا فى مصر، باتت المهنة لا تساعد على العيش نهائيًا بحسب «عم فتحى» الذى يقول: «حركة البيع متوقفة، ممكن أبيع كل أسبوع مثلًا، على الرغم من أننا كنا نصدر للدول الأجنبية والعربية».
لم يشغل بال الرجل الستينى المخاطر التى تمس جسده وتتسبب فى إيذائه ولكنه يفكر بشكل أكبر فى المخاطر الأخرى التى تمس مهنته ومنها الغلاء فى الخامات: «النحاس الخام كان بـ٧٠ جنيها دلوقتى بـ٣٨٠ جنيها، وده السبب الأول فى انقراض هذه المهنة، لذا نحاول بكل السبل أن نحافظ عليها».