تحل اليوم الأربعاء، الذكرى الـ111 على ميلاد أحد العلامات الأدبية وسياسية مصرية الكاتبة "سهير القلماوى" حيث تعد مما شكل الكتابة والثقافة العربية من خلال كتابتها والحركة السنوية والمناصرة، وكانت من السيدات اللواتي ارتدن جامعة القاهرة 1941، ومن أوائل السيدات اللائي شغلن منصب الرؤساء منها “رئيسة قسم اللغة العربية في جامعة القاهرة، ورئيسة الاتحاد النسوي المصري، ورئيسة رابطة خريجات جامعة المرأة العربية” .
ولدت سهير القلماوي في 20 يوليو 1911 القاهرة مصر وعاشت هناك طيلة حياتها، نشأت في عائلة تفخر بتعليم إناثها ولذلك كانت قادرة على الاستفادة من مكتبة أبيها ذات الأعمال الشاسعة بسن مبكر، يبدوا أن كُتابا مثل طه حسين ورفاعة الطهطاوي وابن إياس ساهموا في موهبتها الأدبية بشكل كبير وشكلوا صوتها كأديبة.
نشأت القلماوي وسط تأثير السيدات المصريات خلال طفولتها أثناء ثورة 1919،خلال الفترة التي كانت بها الناشطة النسوية هدى الشعراوي والشخصية القومية البارزة صفية زغلول، ركزت تلك النساء وناشطات نسوية أخريات على نقل المناظرة النسوية للشوارع لإنشاء حركة بعيدة المدى، أثر هذا المقصد على بعض مبادئها النسوية.
تخرجت القلماوي من الكلية الأمريكية للفتيات في 1928، وكرست نفسها لدراسة الطب كوالدها في جامعة القاهرة، ومع ذلك، وفور تلقيها الرفض، شجعها أبوها على التخصص في الأدب العربي عوضاً عن ذلك، أصبحت أول فتاة شابة ترتاد جامعة القاهرة وأول امرأة بين أربعين رجل تدرس الأدب العربي، خلال وجودها في جامعة القاهرة.
تلقت القلماوي الإرشاد من الدكتور طه حسين الذي كان رئيس قسم اللغة العربية ورئيس التحرير بمجلة جامعة القاهرة، قام طه حسين بجعل القلماوي مساعدة رئيس التحرير في مجلة جامعة القاهرة عام 1932.
تعد القلماوي أول امرأة حاصلة برخصة الصحافة في مصر، خلال فترة دراستها، أيضاً، كانت مذيعة لخدمة البث الإذاعي المصري، بعدما حصلت على الماجستير في الآداب، تلقت منحة لإجراء البحوث في باريس لشهادة الدكتوراه. عام 1941، بعدما انتهت من رسالة الدكتوراه، أصبحت أول امرأة تحصل على الدكتوراه من جامعة القاهرة.
يعد أول وأشهر عمل للقلماوي هو أول مجلد قصص قصيرة الذي نشر عام 1935، من بين أكثر من ثمانين منشور لها، كان هذا العمل، الذي نشر بالقاهرة، أيضاً بمثابة أول مجلد قصص قصيرة تنشره امرأة في مصر.
حللت القلماوي في قصة" أحاديث جدتي" الدور الاجتماعي للإناث باعتباره الحافظ والمجدد لتأريخ المجتمع عبر السرد الشفوي بهذا العمل، يتألف هذا العمل من قصة جدة تحكي ذكريات الماضي لحفديتها، طورت خط هذه القصة بداخل النقد الإجتماعي ومنظور المدنيين الذين لزموا بيوتهم في زمن الحرب، تستنبط الجدة الأخلاق من ذكرياتها عن الأحداث وترسم مقارنة بين الماضي والحاضر، ودائماً ما تؤثر الماضي.
تلمح القلماوي عبر هذا العمل بأن حكايات الزوجات القديمة وقصص الجدات لما قبل النوم يمكن أن تحمل رسالة نسوية عميقة، كعديد من الأعمال الخيالية خلال حقبة الثلاثينات، تقدم مجموعة قصصها وصفا واقعيا لمجتمع الطبقة المتوسطة المصرية ونظرة عن المجتمع القروي بعين الطبقة المتوسطة.
وضعت رسالة الدكتوراه الخاصة بها والتي تتألف من بحث عن "ألف ليلة وليلة" الأساس لمهمتها النسوي، كانت تهدف لأعداد امرأة جديدة: امرأة ذكية ومثقفة وحكيمة مسؤولة بشكل كامل عن حياتها وأسرتها، امرأة لا تستخدم فطنتها وفضائلها لتتساوى بالرجل، ولكن أيضاً تسعى جاهدة لإعادة تثقيف الرجل لتحظى بالمساواة، ظهرت هذه الرسالة في كتب النقد الأدبي الخاصة بها، في النقد الأدبي 1955، والعالم بين دفتي كتاب 1985.
صورت أيضاً تراجمها لبعض الأعمال مثل القصص الصينية لبيرل باك (1950) وترويض النمرة لشكسبير (1964) النضالات النسوية وضرورة إعادة تثقيف الرجل. أسست القلماوي أيضاً وأصدرت العديد من المجلات الثقافية التي تطرقت للمواد المعاصرة كالسنيما والموسيقى والفنون، من بين بعض الأعمال البارزة الأخرى الشياطين تلهو (1964)، وأدب الخوارج (1941)، والعالم في كتاب(1985)، كما تلقى عملها ترحيباً حاراً من النقاد، اعتبرها الكثير بأنها " علامة أدبية بارزة في الحركة الثقافية المعاصرة في مصر".
نالت القلماوي جوائز وتقديرات لعملها الأدبي والقيادة والمناصرة من بينها: "جائزة مجمع اللغة العربية، لموضوع رسالة الدكتوراه عن (ألف ليلة وليلة)، عام 1954، جائزة الدولة التقديرية في أدب الشباب، وكانت أول امرأة تحصل عليها عام 1955، جائزة الدولة التشجيعية لعام 1955، جائزة الدولة التقديرية في الآداب، تشاركتها مع الدكتور شوقي ضيف عام 1963، جائزة ناصر، المهداة من الاتحاد السوفياتي السابق عام 1976، جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1977، ميدالية التقدير عام 1977، وسام الجمهورية من الدرجة الأولى عام 1978، وسام الإنجاز عام 1978، جائزة الدولة التقديرية للآداب، الدكتوراه الفخرية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1987".
بالإضافة لذلك، كرمها معرض القاهرة الدولي للكتاب عام 1993 للقيام برئاسة الهيئة المصرية العامة للكتاب، عام 1955، وكرمتها محافظة القاهرة في يوم المرأة، توفيت سهير القلماوي في 4 مايو 1997م.