نظرات وداع وابتسامات غمرتها الدموع وغروب لشمس الأمنيات فى افق بعيد بلا رجوع وضحكات اطفال اختطلت بالصراخ والفزع من مشهد مخيف وفقد للأمان وألحان حزينة سرقت الفرح وكأن الشمس فى نزعها الأخير تحبس أنفاسها أمام صرخات الأطفال ونظراتهم الحزينة فترحل بشعاعها الحزين فى الأفق الغربى لمدائن الغيب العظيم وتقول وداعا للحياة وداعا للمدرسة واللعب والألعاب وداعا لضحكات اطفال ازهقتها رعونة واستهتار السائقين والسرعة الزائدة وتركوا العذاب والألم والحسرة ووجع القلوب للأحياء من ذويهم وأقاربهم
تتوالى القصص المؤلمة والحكايات الحزينة وانين الأوجاع عن ركاب أتوبيس المنيا المنكوب وكأنهم كانوا يعلمون بقرب وفاتهم فالكثير منهم كتب على حسابه الشخصى تدوينات بقرب نهايته ومنهم من ودع اهلة واطفالة وكانه يعلم انه لن يعود فنجد روايات وقصص أوجعت القلوب وأرواح كتبت لها النجاة فى لحظات فارقة عاشها الركاب .
فى التقرير التالى قصص وحكايات من دفتر أحوال ركاب الحادث الأليم لأتوبيس المنيا المنكوب والذي وقع في الطريق الصحراوي الشرقي بالكيلو 93 في مركز ملوي بالمنيا، في تمام الساعة 8 من صباح اليوم
ووفقاً لتحريات أجهزة الأمن الأولية فإن أسباب حادث أوتوبيس المنيا، هي انتظار سيارة نقل ثقيل «مقطورة» على جانب الطريق الصحراوي الشرقي في الكيلو 93، اصطدم بها أوتوبيس النقل الجماعي من الخلف بشكل مفاجئ
ودفعت هيئة الإسعاف بالمنيا بـ 28 سيارة إسعاف مجهزة، لموقع حادث التصادم، وقامت بنقل المصابين إلى مستشفى ملوي العام.
نتج عن الاصطدام الشديد بين أوتوبيس النقل الجماعي وسيارة النقل الثقيل، وفاة 23 شخصاً وإصابة 30 آخرين وفقاً لآخر إحصاء رسمي، كما أكدت مصادر طبية وجود 3 جثث مجهولة من ضحايا الحادث ، ولم يتم الاستدلال على هوياتهم الشخصية بسبب الإصابات الشديدة وجثامين المتوفين الممزقة وجارٍ البحث لمعرفة هويتهم .
تم نقل المصابين إلى مستشفى ملوي التخصصي عقب وقوع الحادث، من أجل تلقيهم العلاج والإسعافات بشكل سريع والاستماع لأقوالهم من جانب النيابة العامة بشأن الواقعة، التي صرحت بدفن جثامين الضحايا .
تراوحت الإصابات بين كسور في العظام واشتباه كسور في العمود الفقري، وارتجاج، ونزيف، وجروح قطعية، وكدمات وسحجات، والمصابين يتلقون العلاج والرعاية الطبية اللازمة.
10 آلاف جنيه لكل متوفى
وأعلنت مديرية التضامن الاجتماعي بمحافظة المنيا صرف إعانات عاجلة للمتوفين فى حادث الأتوبيس الذى راح ضحيته 23 شخصا وأصيب 33 آخرين.
وقال ياسر بخيت وكيل وزارة التضامن بالمحافظة، إنه تقرر صرف مبلغ 10 آلاف جنيه لكل متوفى طبقا للقرار رقم 186 وذلك بالتنسيق مع محافظات المتوفيين، خاصة أن جميعهم من خارج المنيا، وبالنسبة للمصاب وطبقا للقرار سيتم صرف 2000 جنيه بحد أقصى خلال مدة تواجده بالمستشفى.
وتابع محافظ المنيا الحادث المروع حيث انتقل في الساعات الأولي من صباح اليوم الثلاثاء لتفقد موقع الحادث ومتابعة كافة التفاصيل اولا بأول والتعرف على الاسباب الاولية للحادث والوقوف علي أعمال نقل المصابين حيث انتقلت على الفور سيارات الإسعاف لموقع الحادث.
وكلف المحافظ، وكيل وزارة الصحة بتوفير كافة أوجه الرعاية والخدمات الطبية اللازمة طوال إقامتهم بالمستشفى لاستكمال العلاج حتى تماثلهم للشفاء وخروجهم من المستشفى. كما كلف المحافظ وكيل وزارة التضامن الاجتماعي بصرف الإعانات العاجلة المقررة في هذا الشأن.
وتوافد عدد كبير من أهالي ضحايا ومصابي حادث تصادم أتوبيس صحراوى المنيا، على مستشفى ملوي التخصصي جنوب المحافظة لإنهاء إجراءات استلام جثث ذويهم والاطمئنان على المصابين .
وخرج 21 مصابا من مستشفى ملوي العام، بعد تلقيهم الخدمات الطبية واللازمة، ، وتم رفع حالة الاستعداد في مستشفيات محافظة المنيا، والمحافظات المجاورة، وتوفير جميع فصائل الدم وأدوية الطوارئ في جميع المستشفيات التي استقبلت المصابين.
تنبأ بقرب نهايته.. آخر كلمات الطبيب المتوفى مع أسرته في حادث أتوبيس المنيا
أحلام شابة وأمنيات مشرقة كان يحلم بها الطبيب الشاب مع زوجته وابنه ليرسم لهم مستقبل أفضل، ولم يكن يعلم أن القدر لن يمهله وأنها رحلته الأخيرة مع زوجته وابنه، فتحولت الأمنيات إلى دموع وأحزان دامية ولقى الطبيب حتفه مع زوجته وابنه الرضيع ليلقوا ربهم سويا ولا يفارقون بعضهم ولكن فارقوا أهلهم وذويهم.
وخيم الحزن على أهالى الصعيد بعد وفاة الدكتور ي المدرس المساعد بمستشفى العصبية والنفسية الجامعى وزوجته الدكتورة فاطمة حسن أحمد الصيدلانية بنفس المستشفى وابنهما " مالك" هما عروسان حديثي الزواج فارقا الحياة مع طفلهم الوحيد، ليحرقون قلوب عائلتهم .
ففي تمام الساعة الرابعة والنصف فجرًا، كانت هي اللحظات الأخير للزوجين في حياة أسرتهم الصغيرة، بعد أن تعرض الثلاثة لحادث تصادم الأتوبيس المنكوب ليصبحوا ضمن أسماء الوفيات المدونة بدفتر عمليات إسعاف المنيا.
ونشر الطبيب المتوفى في حادث أتوبيس المنيا، عبر حسابه الشخصي على «فيس بوك»، قبل الحادث كأنه تنبأ بوفاته أو كان ينتظر نهايته المفاجأة قائلا: «كل نهاية هي إيذان ببدء فصل جديد في القصة، فأسأل الله دوما العفو عما سلف والرضا والخير فيما هو آت».
"صرخات رضيعة تمكست بالحياة بين مصابي حادث أتوبيس المنيا المنكوب"
ضحكات بريئة تحولت لصرخات باكية ونظرات خوف وذعر من مشهد لا تفهمة تبحث بعييها عن والديها فلا تجدهم فينتابها البكاء والذعر تمسكت بالحياة وشاهدت الموت بعيونها البريئة التى تنهمر منها الدموع هى طفلة رضيعة فى عمر 6 اشهر مجهولة الهوية بين مصابى حادث اتوبيس المنيا المنكوب تتلقى العلاج داخل قسم العظام بمستشفى ملوي التخصصي و لم يتم التعرف على أسرتها بعد، وتضمنت إصابتها كسر بالذراع اليمنى وحالتها العامة مستقرة، حيث تم إسعافها وتقديم الرعاية الطبية الفائقة فور وصولها إلى المستشفى.
اكفينا شر الأقدار وانقلاب الحال".. آخر كلمات أشرف وابن شقيقته ضحايا أتوبيس المنيا
شباب فى مقتبل العمر كانت لديهم أحلام وطموحات لمستقبل أفضل ولم يعلموا ما يخبئ لهم القدر فى هذه الرحلة المنكوبة التى سرقت فرحتهم و ازهقت ارواحهم وكأنهم كانوا يعلمون بقرب وفاتهم فنجد الكثير منهم كتب على حسابه الشخصى تدوينات توحي بقرب نهايتهم.
من بين ضحايا حادث المنيا الشاب الثلاثيني أشرف عبدالكريم وابن شقيقته الشاب محمد علي من مركز أبنوب بمحافظة أسيوط، واللذان كانا على متن الأتوبيس المتجه إلى القاهرة ولقيا حتفهما إثر اصطدامه بإحدى سيارات النقل التي كانت متوقفة على جانب الطريق ليفارقا الحياة في الحال.
كان آخر ما كتبه "أشرف" عبر حسابه الشخصي على «فيسبوك» قبل ساعات قليلة من وفاته: «هيفضل أحسن دعاء في الأيام دي إن ربنا يكفينا شر المستخبي ويكفينا شر انقلاب الحال، ويكفينا شر سلب نعمة الأهل والصحة والعمر بعد العطاء، ويكفينا شر الابتلاءات وشر الأقدار اللي عمرنا ما عملنالها حساب وشر المصايب اللي منقدرش نستوعبها وشر الصدمات ويكفينا أي شر جاي يا رب».
يبلغ محمد علي من العمر 23 عامًا، ويدرس في كلية الحقوق جامعة أسيوط، وكان بصحبة خاله أشرف عبدالكريم على متن الأتوبيس نفسه، متزوج، ولديه من الأبناء اثنين يوسف وعلي وآخر ما شاركه «محمد» عبر صفحته على «فيسبوك» مع أصدقائه، صورة شخصية له علق عليها: «لأنّ الله يدري، هذا يكفي»، كما كانت آخر صورة شخصية شاركها عبر موقع تبادل الصور والفيديوهات «إنستجرام» علق عليها: «سلمت أمري للذي لا يغفل، ولا ينام، ولا يكسر بخاطري»، أما آخر كلماته التي كتبها في يناير الماضي كانت: «أتمنى يُقال عند موتي كان خفيف على قلوبنا، كان لا يؤذي أحدًا».
"حكاية وداع الأب وأبناءه".. لحظات فراق يوسف لوالده في حادث أتوبيس المنيا
لحظات موجعة وآمال تتعلق بالحياة ودموع تنهمر من ألم الفراق، وألم جسدي يختلط بصرخات الفزع والبحث عن والده.. هو “يوسف”، شاب فى عمر 18 عام، كان بجوار والده “قطب”، الرجل ذو السبعين عاما الذى ذهب إلى أسرته فى إجازة عيد الأضحى، ولم يكن يعلم أنه يودعهم فى الزيارة الأخيرة، وكأنه يشعر بما يخبأه له القدر.
أصيب يوسف قطب صاحب الـ18 عامًا إصابات بين الخفيفة والمتوسطة استدعت نقله إلى مستشفى ملوي العام، في حين كان البحث جاريًا عن والده صاحب الـ70 عامًا، والذي تواجد في أسيوط لزيارة عائلية منذ إجازة عيد الأضحى أجراها لشقيقاته وأبنائهم وبعض أقاربه قبل أن يذهب إلى القاهرة فجر اليوم برفقة نجله وأفاد يوسف فى البداية أنه بحث عن والده وهو مصاب فى قدمه ولم يجده ولكن قالوا له أنه نقل إلى العناية المركزة وحالته مستقرة فراوده الأمل أن والده بخير ولكن اخبروه بعدها بوفاته، واعتصر الحزن قلبه لفراق والده وهو كان بجواره فى الأتوبيس المنكوب لكنه القدر الذي اختاره.
وشيع الآلاف من أهالي محافظة أسيوط جثامين ضحايا حادث المنيا فمن مسجد الأوقاف بمدينة ابنوب شيع الاهالي جثامين اشرف عبد الكريم احمد فراج ونجل شقيقته الشاب محمد علي كما شهد مسجد الهلالي بمدينة أسيوط صلاة الجنازة على الدكتور مصطفي حمدي غزالي مدرس مساعد بجامعة أسيوط ، وزوجته فاطمه حسن احمد حسين ونجلهما الطفل مالك