لحظات موجعة وآمال تتعلق بالحياة ودموع تنهمر من ألم الفراق، وألم جسدي يختلط بصرخات الفزع والبحث عن والده.. هو “يوسف”، شاب فى عمر 18 عام، كان بجوار والده “قطب”، الرجل ذو السبعبن عاما الذى ذهب إلى أسرته فى إجازة عيد الأضحى، ولم يكن يعلم أنه يودعهم فى الزيارة الأخيرة، وكأنه يشعر بما يخبأه له القدر.
أصيب يوسف قطب صاحب الـ18 عامًا إصابات ما بين الخفيفة والمتوسطة استدعت نقله إلى مستشفى ملوي العام، في حين كان البحث جاريًا عن والده صاحب الـ70 عامًا، والذي تواجد في أسيوط لزيارة عائلية منذ إجازة عيد الأضحى أجراها لشقيقاته وأبنائهم وبعض أقاربه قبل أن يذهب إلى القاهرة فجر اليوم برفقة نجله وقد أفاد يوسف فى البداية أنه بحث عن والده وهو مصاب فى قدمه ولم يجده، ولكن قالوا له أنه نقل إلى العناية المركزة وحالته مستقرة فراوده الأمل أن والده بخير، ولكن اخبروه بعدها بوفاته، واعتصر الحزن قلبه لفراق والده وقد كان بجواره فى هذا أتوبيس المنكوب، ولكنه القدر الذى اختاره.
وكانت زيارة قطب حسين إلى أسيوط هي الأولى منذ سنوات بسبب طبيعة عمله والتي تمنعه من الزيارات الطويلة لأسرته وعائلته في أسيوط والوادي الجديد، ولدى «قطب» من الأبناء 6 من زوجته الأولى؛ مقيمون في الوادي الجديد، وله نجلان هما يوسف وعادل من زوجته الثانية في القاهرة.
وشيع الآلاف من أهالي محافظة أسيوط جثامين ضحايا حادث المنيا الذي وقع إثر تصادم أتوبيس نقل عام بسيارة نقل ثقيل بمقطورة بالقرب من قرية البرشا في مركز ملوي، ونتج عن ذلك مصرع 22 شخصاً بعد وصول جثامين شهداء هذا الحادث بعد عصر اليوم إلى مراكزهم وقراهم.
فمن مسجد الأوقاف بمدينة أبنوب شيع الاهالي جثامين أشرف عبد الكريم أحمد فراج، ونجل شقيقته الشاب محمد علي كما شهد مسجد الهلالي بمدينة أسيوط صلاة الجنازة علي الدكتور مصطفي حمدي غزالي مدرس مساعد بجامعة أسيوط، وزوجته فاطمة حسن أحمد حسين ونجلهما الطفل مالك.
وخرج 16 مصابا من مستشفى ملوي العام، بعد تلقيهم الخدمات الطبية واللازمة، إثر إصابتهم في حادث التصادم الذي وقع صباح اليوم الثلاثاء، بين أتوبيس وسيارة نقل، بالطريق الصحراوي الشرقي، بالقرب من محافظة المنيا.
وقد دفعت هيئة الإسعاف بالمنيا بـ 28 سيارة إسعاف مجهزة، لموقع حادث التصادم، وقامت بنقل المصابين إلى مستشفى ملوي العام.
وقد أسفر الحادث عن وفاة 23 مواطنًا وإصابة 30 آخرين، وتم رفع حالة الاستعداد في مستشفيات محافظة المنيا، والمحافظات المجاورة، وتوافر جميع فصائل الدم وأدوية الطوارئ في جميع المستشفيات التي استقبلت المصابين.
وتراوحت الإصابات ما بين كسور في العظام واشتباه كسور في العمود الفقري، وارتجاج، ونزيف، وجروح قطعية، وكدمات وسحجات، مؤكدا أن المصابين يتلقون العلاج والرعاية الطبية اللازمة.
هذا وتوافد عدد كبير من أهالي ضحايا ومصابي حادث تصادم أتوبيس صحراوى المنيا، والذي اصطدم من الخلف بسيارة نقل مقطورة بالطريق الصحراوي الشرقي أمام الكيلو٩٣ بمركز ملوي، وأسفر عن الحادث مصرع وإصابة 55 شخصا، على مستشفى ملوي التخصصي جنوب المحافظة لإنهاء إجراءات استلام جثث ذويهم والاطمئنان على المصابين.