تمر اليوم ذكرى اكتشاف حجر رشيد والذي تم اكتشافه ما يقرب من 200 عام على يد نابليون بونابرت قائد الحملة الفرنسية ، وهو الحجر الذي يعتبر مفتاحا لفهم اللغة المصرية القديمة.
ذكر الكاتب إبراهيم عناني في كتابه “حجر رشيد وعلم المصريات “ إنه في اغسطس 1799 بينما كان ” بوشار” أحد جنود الحملة الفرنسية مكلفا بالعمل في قلعة رشيد عثر على حجر مبني في جدار قديم كان لا بد من هدمه لوضع أساس قلعة سان جوليان ما علم قنصل المستر هاريس ان الجنرال مينو قد امر باستحضار الحجر إلى الاسكندرية بعد ان نظفوه واعتنوا به ، وقد قال الدكتور “ إبرش” إن الحجر كان مقاما بمعبد “ توم” ، أو “ توموس” " أو الشمس الغاربة ونقل الحجر إلى القاهرة وألقى عليه نابليون نظرة إعجاب وسرعان ما ذاع خبره إلى العالم ثم نُقل إلى لندن في فبراير عام 1802 .
قال عناني: إن الحجر يقال أنه كان يمثل قرص الشمس المجنح وهو رمز هوريس ومن تحته اثنتان من الأفاعي إحداهما متوجة بتاج الوجه القبلي والأخرى متوجة بتاج الوجه البحري والأرجح أن ارتفاعه كان في الأصل ما بين خمسة أو ستة أقدام وأنه كان قائما على قاعدة مرتفعة قريبا من تمثال الملك في الهيكل.
يعتبر هذا الحجر من البازلت الأسود الصلد مكتوب بثلاثة خطوط هي من أعلى إلى أسفل الهيروغليفية والديموطيقية واليونانية ويرجع تاريخه إلى أيام بطلميوس الخامس أبيفانس ، وقد أمر نابليون بونابرت بعد سماعه بحجر رشيد بطبع عدة نسخ وإرسالها إلى العلماء في أوروبا وقد كتبت نصوص الحجر بثلاثة خطوط وهي الهيروغليفية ولم يتبقى من النص سوى اربعة عشر سطرا وهي تطابق الثمانية والعشرين سطرا في النص الأغريقية ، والديموطيقية وهي الخط الأوسط ولم يتبقى سوى 32 سطرا ، والاغريقية وهي الخط الأسفل ويعتبر شبه كامل، حيث يوجد 54 سطرا.
يشير النص الموجود بالحجر إلى أفضال الملك البطلمي على معابد مصر وكهنتها منها منح معابد المصرية كميات كبيرة من القمح واعفاء الشعب المصري والمعابد من الديون والعفو غن المساجين والهاربين خارج مصر والسماح لهم بالعودة الى مصر ، وفي مقابل هذه الأعمال الخيرة للملك بطلميوس قرر الكهنة تزيين المعابد والمقاصير المصرية بتماثيل للملك وتوضع بجوار الألهة واعتبار مناسبة ميلاد وتتويج الملك عيدا رسميا لمصر كتابة هذا القرار بثلاثة خطوط خطين من خطوط اللغة المصرية القديمة وخط يمثل لغة البطالمة ولم يصل الحجر كاملا ولكن فقدت اجزائه العليا والسفلى ويمكن تخيل شكله الكامل للحجر من خلال مقارنته بنصوص اخرى مشابهة من عصر البطالمة ويبدو الجزء العلوي كان منقوشا ومنقوش بقرص الشمس المجنح رمز الإله حورس وأسفل النقش يقف كل من الملك بطلميوس الخامس وزوجته في حضور الآلهة المذكورة في النص.