الخميس 21 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

مخاطر الشيشة.. فى مقاهي المحافظات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

حذر الدكتور خالد عبد الغفار القائم بمهام وزير الصحة، من مخاطر ارتفاع الموجة الجديدة من كورونا على الصحة العامة وطالب بمزيد من الإجراءات الخاصة بالتطعيم بالجرعة الثالثة والرابعة.

وعلى الجانب الآخر شهدت مقاهي المحافظات التوسع فى عودة تدخين الشيشة بكافة أنواع المعسل وعدم الالتزام بإجراءات الطب الوقائي وقرار مجلس الوزراء بالإجراءات الاحترازية.

ووفقا للأرقام الرسمية يوجد 2 مليون مقهى فى مصرنا المحروسة منتشرة فى جميع المحافظات بالمدن المراكز والأحياء والقرى.

بالإضافة إلى الأرقام غير الرسمية من الكافتيريات والكافيهات أسفل العمارات والغرز على الطرق الرئيسية والفرعية والترع وضفتى النيل وأسفل الأبراج وعلى الأرصفة بطول وعرض الشوارع المصرية وعلى الحدائق الخضراء.

وقد بلغ حجم إنفاق المصريين من الرواد والمترددين على تلك المقاهى ما يزيد على 50% من رواتبهم طبقا للإحصائيات التى يعلنها الجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء وأن التكلفة الاقتصادية التى ينفقها المصريون سنويا على تدخين السجائر والشيشة يصل إلى 40 مليار جنيه.

ووفقا لبعض الدراسات الاجتماعية والصحية المتخصصة يوجد 13 مليون مدخن فى مصر يعيشون فى علاقات سرية سيئة متوترة وقلقة بسبب التدخين.

وتشير بعض الإحصائيات إلى أن الإنفاق على التدخين بكل أنواعه يصل إلى 128 مليارا من متوسط دخل الأسر.

ومن هنا نكشف أن مخطط الشركة الرئيسية المنتجة للدخان والسجائر قد وضعت مستهدفًا للشركة هذا العام المالى يصل إلى 3.25 مليار جنيه بينما كان المخطط فى العام الماضى 3.8 مليار جنيه فقط وذلك بسبب ارتفاع مبيعات المعسل والدخان والسجائر.

وللأسف لا أحد فى وزارة الإدارة المحلية وكل محافظات مصر يعرف تحديدا عدد المقاهى المرخص لها والمقاهى العشوائية.

بينما تكشف اقتصاديات إنتاجية المعسل فى مصر أن الإنتاج الرسمى يزيد على 21 ألف طن معسل سنويا وهو ما يعنى ارتفاع جبل من المعسل، هذا غير الإنتاج غير الرسمى ولعله من المدهش أنه يوجد فى مصر 9 مصانع للمعسل والسجائر والدخان فى محافظات "الجيزة والإسكندرية وأسيوط والمنوفية والغربية".

هذا غير المصانع العشوائية تحت بير السلم والمنتشرة فى كل ربوع مصر والمدهش أن مصانع المعسل فى مصر تكفى الاستهلاك المحلى ويتم التصدير للدول العربية ودول الخليج.

والاندهاش أن تطوير المعسل انتشر بغير الأسماء التجارية الشعبية مثل "معسل سلوم" و"معسل القص للكوكب الذهبي" و"معسل ماتوسيان" بنكهاته المختلفة فهناك أنواع متعددة من المعسل المنتج حديثًا بمذاق "البطيخ والكنتالوب والتفاح والعنب والجوافة والليمون" وحتى المعسل "الأرجيلى اللبنانى".

وهى التى يتم تصنيعها للأسف بالملونات الصناعية والأصباغ ومكسبات الطعم غير الصحية وقد أصبحت هذه الأنواع الأشهر بعد معسل الزغلول والعباسى والقص، وقد تفنن صناع المعسل فى إنتاج أوزان لكل أصحاب المزاج بعبوات تبدأ من "25 جراما – 50 – 150 – ربع كيلو و3-4 كيلو" تتم تعبئتها فى عبوات ورقية وسلوفان وعبوات بلاستيكية وزجاجية حتى علب الصفيح.

وللأسف رغم أن إنتاج المعسل فى ذاته خطر على الصحة العامة فما بالنا وحالات الغش التى تتم فى صناعة الكميات الأكبر من المعسل من العسل الأسود المحروق بالإضافة إلى قصاصات القصب ونشارة الخشب والجلسرين والسكر المقطر فضلا عن التلوث أثناء عمليات الخلط والتعبئة والنقل والتداول.

يضاف إلى ذلك الإشعال بنيران الفحم الذى يتم استهلاكه أيضا بكميات كبيرة من الأطنان التى تباع يوميا فى تجارة رابحة ولعلنا نتذكر هنا فيلمى "الكيف" و"العار" وغيرهما.

لقد أكد خبراء الصحة خطورة التدخين للشيشة والسجائر حيث تسبب أمراض خطيرة تصيب الرئة بالسل والتفحم فضلا عن أمراض القلب وتسوس الأسنان والسكتات الدماغية وسرطان الرئة واللثة والشفاه والمثانة وغيرها من الأمراض الجلدية والأورام الخبيثة.

وقد أكد خبراء مكافحة تدخين الشيشة "أن حجر المعسل الواحد يشكل خطورة بما يوازى حجم 20 سجارة".

ومن هنا نؤكد ضرورة استمرار دراسة أضرار تدخين المعسل وانتشار الشيشة والسجائر ولا بد أن يتعاون قطاع الطب الوقائى بوزارة الصحة ووزارة البيئة وجمعيات مكافحة الدرن والتدخين وشرطة المرافق بالمحليات والإعلام ولجان الصحة والإدارة المحلية والبيئة فى البرلمان بتشريعات حازمة ومغلظة من أجل تحديات المعسل والشيشة والذى تجلى فيها موقف الحكومة فى أزمة كورونا حتى نحافظ على صحة المصريين.

وأخيرًا نطالب رئيس الوزراء د. مصطفي مدبولي ووزير الصحة باهمية اعادة النظر فى التصريح بالشيشة والمعسل الذي يهدد قلوب المصريين.