لم يدرِ أمين الشرطة حسن إبراهيم صاحب الـ44 عاما، ابن قرية كفر الوزير بالمنصورة أن حياته ستنتنهي أثناء بحثه عن جثمان الطفلة "مريم " الغارقة فى نيل حلوان، والتى هزت قصتها الرأى العام بعد سقوطها من علو 15 مترا من أعلى كوبرى الأوسطى بحلوان.
فى صباح السبت الماضى كانت الحياة تسير بطبيعتها أعلى الكوبرى الأوسطى المطل على نهر النيل بحلوان، بينما كانت الطفلة مريم فاروق صاحبة الـ13 عاما تسير برفقة أقاربها اعلى الكوبرى وتلهو، قبل ان تنزلق قدمها ويختل توزانها وتسقط من أعلى الكوبرى فى النيل.
ولفت صراخ أقاربها المارة وحاول عدد من المواطنين إنقاذها ولكن كل المحاولات باءت بالفشل بعدما جرفها التيار سريعا، بينما هرعت أجهزة الأمن إلى مكان الواقعة سريعا، لكن الجثة اختفت تماما ليتم الدفع بقوات الأنقاذ النهرى والغواصين فى رحلة استمرت على مدار يومين لإيجاد جسد الطفلة النحيل قبل أن يعثروا عليه فى المعادى على بعد عشرات الكيلومترات من مكان الواقعة.
لكن قبل إيجاد جثة الطفلة حدثت فاجعة أخرى عندما انقلب لنش الإنقاذ بمنطقة طرة البلد، ليلقى الغواص حسن إبراهيم حسن، أمين شرطة من قوة شرطة المسطحات المائية، مصرعه غرقا أثناء البحث عن جثة الطفلة.
عدد كبير من زملاء الغواص الفقيد عبروا عن حزنهم الشديد على وفاته، مؤكدين أنه أحد أكفأ الأمناء العاملين وأسهم فى عدد كبير من عمليات الإنقاذ سابقا لتكون نهايته فى ميدان الشرف والعمل وتكون نهايته مشرف.
كانت تلقت أجهزة الأمن بالقاهرة بلاغا من غرفة عمليات النجدة مفاده سقوط طفلة من أعلى كوبري الدائري الأوسطي بنهر النيل بمنطقة حلوان، وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن وتبين أن الطفلة عمرها 13 سنة وسقطت فى مياه النيل وحاول عدد من المواطنين إنقاذها ولكنها غرقت وجرفها التيار، وقام الغواصون بالبحث عنها فى أعماق النيل لانتشال الجثمان، واثناء البحث عن جثة الطفلة غرق أمين شرطة من قوة الأنقاذ، وتم انتشال الجثتين ونقلهم إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة التي صرحت بدفنهم وتسليمهم إلى ذويهم، وتم تشييع الجثتين ودفنهم بمقابر العائلتين.