السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

سلاسل الهزيمة لا تنقطع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قد يعتبر البعض أنَّ يوم ميلادي مناسبة حزينة للغاية لهذا الكوكب البائس، فقد حاولت كثيرًا أن أبدو أفضل لكنني في النهاية وحش كامن لم تتح له الفرصة لكي يفترس أبناء جنسه. 

من الصعب أن تجد حدثًا مُهمًا في حياتك التائهة عبر آلة الزمن، لن يفتقدك أحدٌ في هذا العالم الصغير جدًّا كما أوضحت صور تليسكوب جيمس الفضائي.

لحظة صدق وتركيز من فضلك.. أنت مُجرد شخص واحد في عالم به 7 مليارات نسمة جميعهم أفضل منك، في كون به مليارات النجوم والكواكب أعظم وأقوى منك بكثير جدًّا.. أنت أصغر بكثيرٍ مما تتصور وأضعف بمراحل ممَّا تظن. 

الحقيقة أنَّ الحياة ستستمر بك وبدونك، أنت أقل من أن تكون حدثًا مُهمًا في كوكب ضئيل ينتظر نهاية حتمية، سواء بفعل الطبيعة أو بقيامة عاصفة كما تتوقع كل الأديان السماوية والأرضية.. النهاية قادمة قادمة لا محالة.

حياتك القصيرة ونهايتك القريبة لن تكتب أكثر من "البقاء لله.. الله يرحمه"، لا تطمع في أكثر  من ذلك فحتى الكثير.. ضئيل جدًّا وأقل من أي مجهود تبذله.. فالهدف والمُبتغى لا يستحق. 

صحيح الحياة للمكافحين، والسعادة في الرحلة وتخطي الصِّعاب، لكن مع مرور الوقت والتقدم التدريجي في العمر.. تجد مظاهر الفرح في أشياء قد تبدو بسيطة لكنها عظيمة.. على سبيل المثال: قد يكون سماع انفجار بركان عظيم على سواحل اليابان أقل ضررًا من رنين هاتفك.

أن تُشاهد مباراة في الدوري المصري أقل ضررًا من الجلوس في دائرة مستديرة مليئة بكلمات النفاق والكذب.. أن تأخذ هاتفك وتشاهد فيديوهات سخيفة على الإنترنت أفضل بكثير من أن تتحدث مع شخص محدود الفكر. 

لا أمتلك أي إنجازات أتحدث عنها في يوم مولدي، كنت أتمنى أن أكتب عن ما حققته، أو أحلامي التي أريدها.. يبدو أني فشلت في كل معاركي هذا العام.. لكن استمتعتُ ببضع أيام لم أتحدث فيها مع أي شخص، كنتُ أريد أن أخوض تجربة إغلاق الهاتف وأستمتع بتخطي مراحل متقدمة جدًّا من «Farm Frenzy»، كنتُ سعيدًا للغاية في هذه اللحظات. 

أحدثكم عن سرٍ، أرجو أن تحفظونه.. أشعر بغُربة عميقة وحزن كبير  أشد قسوة من «لهيب الشمس».. لا أعرف لماذا أخسر كل معاركي؟!.. أمتلك سجلًا حافلًا من الهزائم، وبعض الانتصارات التي لا تُرى إلا تحت عدسة تليسكوب مجهري. 

نجتهد ونزرع ثم يَحصد الثمار مَن لا يستحق.. نُسابق الزمن للوصول إلى الأهداف لكن النتائج تتبخر وتختفي.. هل نفتقد قواعد اللعب.. أم أننا نمارس رياضة لا نُجيدها؟.. أعتقد أنَّ هناك مشكلة أخرى.

رغم أنني قد أبدو أسوأ شخصٍ في العالم، لكن بداخلي الكثير من المحبة وأنهار من الصبر والمُثابرة وأحلام تُطاردني في كل مكان، قد تكون ملجأي الوحيد ومُنقذي من سلاسل الهزيمة التي لم تنقطع.. صحيح أني لا أعرف أي قاعدة من قواعد النجاح، لكني محترف لكل مُسببات الفشل.

ومع انتهاء عام وبداية آخر.. أتمنى أن أواصل فشلي وطريقي في عالم بلا طموح، وأن تتواصل مُحاولاتي نحو تحقيق نتيجة مُشرفة ومركز متقدم في التصنيف، لقد أوشكت أحلامي على الفناء، لكن المسافة بينها وبين المقابر لا تزال بعيدة. 

ونلتقي بكم في عام جديد مع معارك فاشلة قد تنال إعجابكم.