تسعى مصر للتوسع في منظومة التعليم بالاعتماد على أحدث الطرق التكنولوجية الحديثة، والتقنيات المتطورة من أجل تخريج جيل كامل قادر على الريادة في مجال تكنولوجيا المعلومات، ومن هنا جاء الاهتمام بالمدارس والجامعات التكنولوجية، حيث وافق مجلس الوزراء خلال اجتماعه الأخير على إنشاء 6 جامعات تكنولوجية جديدة، وهي: جامعة 6 أكتوبر التكنولوجية، ومقرها محافظة الجيزة، وجامعة برج العرب التكنولوجية، ومقرها محافظة الاسكندرية، وجامعة شرق بورسعيد التكنولوجية، ومقرها محافظة بورسعيد، وجامعة طيبة التكنولوجية، ومقرها محافظة الأقصر، وجامعة أسيوط الجديدة التكنولوجية، ومقرها محافظة أسيوط، وجامعة سمنود التكنولوجية، ومقرها محافظة الغربية.
تفاصيل إنشاء 6 جامعات تكنولوجية
ومن أجل تعزيز دور الجامعات التكنولوجية، نص القرار على أنه يجوز للجامعة عقد شراكات مع كيانات دولية من الكيانات العاملة في نفس المجال المنشأ من أجله الجامعة، مع مراعاة القوانين والضوابط الحاكمة والمنظمة لهذا الشأن، وأن تعتبر كل جامعة تكنولوجية هيئة عامة ذات طابع علمي وثقافي، وتكون لها شخصية اعتبارية مستقلة، وتتبع الوزير المختص.
وتمت الإشارة إلى أن إنشاء هذه الجامعات يأتي تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، والخاصة بالتوسع في إنشاء الجامعات التكنولوجية على مستوى الجمهورية، وأنه من المقرر تشغيل هذه الجامعات الست بدءًا من العام الدراسي القادم.
وتهدف الجامعات التكنولوجية استحداث مسار جديد متكامل للتعليم والتدريب التطبيقي والتكنولوجي، ومواز لمسار التعليم الأكاديمي، حيث يحصل خريجوه على درجات جامعية في مراحل الدبلوم فوق المتوسط والبكالوريوس والدراسات العليا، كما تستهدف هذه الجامعات تطبيق التكنولوجيا واستغلالها لما فيه صالح المجتمع، وتأهيل الخريجين من التعليم الثانوي العام والفني لتلبية احتياجات سوق العمل من الموارد البشرية التقنية والتكنولوجية اللازمة لمتطلبات خطط التنمية الاجتماعية والاقتصادية للدولة، ودعم الصورة المجتمعية لهذا النوع من التعليم.
كما تسهم الجامعات التكنولوجية في توفير تعليم تكنولوجي يقدم خدمات تعليمية وتدريبية متكاملة ذات جودة مناظرة لنظم الجودة العالمية، وبما يسمح بإعداد خريج قادر على المنافسة في أسواق العمل المحلية والإقليمية والعالمية.
كما وافق المجلس على قيام جامعتي بني سويف والدلتا التكنولوجيتين بالتعاقد مع شركة واحات السيلكون لاستئجار المقرات المملوكة لها الموجودة بـ (السادات – بني سويف - أسيوط – برج العرب)، لاستخدامها في استضافة بعض البرامج الخاصة بالجامعتين.
ويرى تربويون ومتخصصين في تطوير التعليم أن الاهتمام بالتعليم التكنولوجي لا يزال أمامه الكثير من أجل تحقيق طفرة تكنولوجية حقيقية على أرض الواقع تسهم في رفع مساهمة التقنيات الحديثة في تطوير الصناعة الوطنية.
وفي هذا الشأن يقول الدكتور طلعت عبد الحميد، أستاذ التربية بجامعة عين شمس، إن المدارس والجامعات التكنولوجية هي فكرة مطورة من التعليم الفني وهو التعليم الذي ينبغي تكثيف الجهود والاهتمام به بالقدر المناسب الأمر الذي يوفر الملايين من الطلاب والخريجين القادرين على اقتحام سوق العمل وقيادة الصناعات المختلفة في مصر.
وأضاف عبد الحميد في تصريحاته لـ«البوابة» أن التعليم التكنولوجي في مصر يتطلب أفكار مبتكرة وتعليم ذو صبغة وطنية ومصرية خالصة لا يعتمد على خطط وبرامج جاهزة يثبت فشلها في مرحلة التطبيق العملي، فلا يجب أن نجلب تجارب أجنبية وأفكار "معلبة" قد تكون نجحت في بلادها ولكن في مصر هناك ظروف خاصة يجب أن تتم مراعاتها في وضع أية خطط مستقبلة تهدف إلى تطوير التعليم.
من جهته قال الخبير التربوي الدكتور حسن شحاتة، الخبير التربوي، إن الميزة الأساسية في المدارس والجامعات التكنولوجية هي توافر التطبيق العملي للمناهج والمقررات، ولهذا نجحت في المراحل الأولى ودفعت الدولة إلى تعميم الفكرة والتوسع في إيجاد مدارس وجامعات تكنولوجية على أعلى مستوى.
ولفت الخبير التربوي في تصريحاته لـ«البوابة» إلى أن التعليم التكنولوجي يوفر طلاب مؤهلين لسوق العمل في مصر وبالتالي قيادة الصناعة المصرية، والصناعة بالطبع هي عصب الاقتصاد، ويتوقف عليها النهضة الشاملة في البلاد.