التقى الرئيس الإماراتي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان اليوم السبت الرئيس الأمريكي جو بايدن في اجتماع ثنائي عقد في مدينة جدة السعودية، خلال القمة المشتركة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية والولايات المتحدة والأردن ومصر والعراق.
وقدم بايدن تعازيه إلى نظيره الإماراتي وشعب الإمارات في وفاة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، وبدوره شكر الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، بايدن والشعب الأمريكي لزيارة نائبة الرئيس كامالا هاريس.
وتقدم الرئيس الأمريكي بالتهاني إلى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمناسبة انتخابه رئيسا للإمارات، ودعاه إلى زيارة بلاده في وقت لاحق من العام الحالي.
وبحث الطرفان مجموعة من الفرص والتحديات الإقليمية والعالمية، التي تتطلب تنسيقا وثيقا بين الإمارات وأمريكا كونهما شريكين إستراتيجيين.
وفي مجال الدبلوماسية الإقليمية، أعرب بايدن عن تقديره للقيادة الشخصية للشيخ محمد بن زايد آل نهيان في إلغاء الحواجز وإقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل وتعميق التعاون مع الدول الأخرى في المنطقة.
وبحث الطرفان دور واشنطن في المساعدة على إقامة علاقات اقتصادية وتجارية وشعبية جديدة بين إسرائيل والإمارات والبحرين والمغرب، وكذلك في تعميق الروابط بين هذه الدول ومصر والأردن من خلال أطر جديدة للتعاون.
وفي مجال الدفاع، شدد الطرفان علي التزامهما بتعميق التعاون الأمني المكثف والذي جعل الدولتين أكثر أمانا وإسهاما في السلام والاستقرار الإقليميين.
ولفت الرئيس الأمريكي إلى أن الإمارات هي الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي نشرت قواتها العسكرية بجانب الجيش الأمريكي في كل تحالف أمني دولي شاركت فيه الولايات المتحدة منذ درع الصحراء / عاصفة الصحراء في 1990-1991، كما أكد الطرفان علي التعاون الوثيق المستمر منذ عقود في مهمة بلديهما المشتركة لمكافحة الإرهاب والتطرف العنيف.
وأكد بايدن التزامه بدعم الدفاع عن الإمارات ضد الأعمال الإرهابية وغيرها من الأعمال العدائية، مثل الهجمات التي استهدفت مواقع مدنية في الإمارات في يناير 2022، وشدد علي الدور المحوري للإمارات كونها شريكا استراتيجيا وطرفا أساسيا في الشراكة الأمنية بين دول مجلس التعاون الخليجي ومصر والعراق والأردن.
من ناحيته، شدد الرئيس الإماراتي علي أن واشنطن هي الشريك الأمني الأساسي لبلاده، لافتا إلى حرص الطرفان على تسريع وتكثيف المناقشات لتعزيز هذه العلاقات التاريخية.
وأكد الطرفان التزامهما بمواصلة التعاون الوثيق الذي أفضى إلى الهدنة في اليمن، والتي تدخل اليوم أسبوعها الخامس عشر، معربين عن تقديرهما للعمل الفعال لمجلس التعاون والمبعوث الأمريكي الخاص والأمم المتحدة في تحقيق الهدنة، مشددين علي التزامهما ببذل كامل الجهود من أجل توجيه الأطراف إلى الأمام في عملية سياسية من شأنها تحقيق تسوية دائمة للنزاع.
كما شدد بايدن على أن التهديدات التي لا تزال تنطلق من اليمن، وغيرها وعلي أهمية ضمان أن تمتلك الإمارات أفضل وأنجع الوسائل للدفاع عن أرضها وشعبها.
بينما أكد الرئيس الإماراتي والرئيس الأمريكي التزامهما بمواصلة استخدام مكانتهما الدبلوماسية الجماعية لتهدئة وإنهاء الصراعات في أماكن أخرى من المنطقة.
وبحث الطرفان ضرورة حماية آفاق "حل الدولتين" وضمان أن يعود "الاتفاق الإبراهيمي" بالفائدة على الفلسطينيين أيضا، وجددا تأكيدهما على دعم العراق مرحبين بالاتفاقيات التاريخية لربط شبكة كهرباء العراق بشبكات دول مجلس التعاون الخليجي، إلى جانب مشاريع أخرى تزيد من اندماج العراق في كامل المنطقة.
وفيما يتعلق بالاقتصاد والتجارة والعلاقات التجارية، لفت الرئيس الأمريكي إلى أن الإمارات أكبر شريك تجاري لبلاده في الشرق الأوسط ومستثمر مهم في الاقتصاد الأميركي.
ورحب بايدن بالمبادرات الاقتصادية للإمارات في كافة أنحاء الشرق الأوسط وخارجه، بما في ذلك اتفاقيات التجارة الحرة الأخيرة الموقعة مع إسرائيل والهند وإندونيسيا إلى جانب الاستثمارات الجديدة في الأردن ومصر. وكلف الطرفان الفرق المعنية لديهما بتحديد مجالات تعميق وتوسيع الشراكات التجارية، إلى جانب التفاوض على اتفاقية إطار عمل استراتيجي أوسع بين الإمارات والولايات المتحدة.
وأشاد الرئيس الأمريكي بجهود الإمارات لتعزيز سياساتها وآليات تنفيذها في مكافحة الجرائم المالية والتدفقات المالية غير المشروعة.
وسلط الطرفان الضوء على الشراكات التعليمية والثقافية والصحية الشاملة والدائمة بين الدولتين.
ورحب بايدن بالتزام الإمارات الطويل الأمد بأمن الطاقة العالمي كمورد موثوق ومسؤول وثمن دورها الرائد في دفع العمل المناخي وتحول الطاقة وتطوير تقنيات الطاقة النظيفة.
ووجه محمد بن زايد الدعوة إلى نظيره الأمريكي لحضور مؤتمر الدول الأطراف COP28 المقرر عقده في الإمارات في 2023.
ولفت الرئيس الإماراتي والرئيس الأمريكي إلى ضرورة إطلاق تسوية المياه والطاقة الشمسية بين إسرائيل والأردن بدعم واستثمار إماراتي وأمريكي كنموذج للشراكات المستقبلية في المنطقة.
وطلب الطرفان من مبعوثيهما المعنيين بشؤون المناخ، جون كيري والدكتور سلطان الجابر، استكشاف فرص جديدة في مجال المناخ والطاقة النظيفة لدفع النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة.
ونوه الطرفان إلى نجاح معرض إكسبو 2020 في الإمارات، والذي عزز دورها بوصفها جهة مستضيفة للفعاليات العالمية التي تعزز الاستدامة والابتكار والحوار.
ولفت بايدن إلى أهمية الإمارات كقوة للتغيير والمواطنة العالمية والازدهار، وأثنى على قيادة الإمارات في تعزيز التعايش الديني وتحدي الكراهية الدينية من خلال مبادرات مثل "بيت العائلة الإبراهيمية" ومركز "هداية"، وأعرب عن تقديره للدور الذي لعبته الإمارات في إيصال آلاف الأطنان من الإمدادات الطبية إلى دول العالم خلال جائحة كورونا واستجابتها لنداءات المساعدة الإنسانية أثناء الكوارث الطبيعية والصراعات في كافة أنحاء المنطقة.
وأشار الطرفان إلى المكانة الاستثنائية للإمارات كونها بلدا للتسامح يضم أكثر من 200 جنسية من مختلف الخلفيات الدينية والعرقية تتعايش بسلام فيما بينها، وباعتبارها الوجهة الأكثر رواجا للشباب العربي الساعين إلى مستقبل أكثر إشراقا وازدهارا.