شدد الرئيس الإماراتي محمد بن زايد علي حرص بلاده على تعزيز التعاون بين دول المنطقة والتنسيق مع الشركاء بما يخدم السلام والاستقرار الإقليمي والعالمي ومواجهة التحديات المشتركة، لافتا إلي أن سياسة الإمارات في علاقاتها الدولية قائمة على التوازن وتوسيع قاعدة المصالح مع دول العالم لخدمة أهداف التنمية الوطنية والسلام والاستقرار في العالم.
جاء ذلك خلال مشاركة محمد بن زايد في قمة الأمن والتنمية التي استضافتها مدينة جدة السعودية بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي وقادة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والرئيس الأمريكي جو بايدن والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بن الحسين ورئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي.
وتابع الرئيس الإماراتي، إن "الأجيال الشابة تتطلع إلى الغد بروح ملؤها التفاؤل والأمل وواجبنا أن نعزز هذه الروح ونرسخ الثقة لديهم بأننا نسير في الاتجاه الصحيح ونسعى إلى إيجاد حلول جذرية للتحديات لبناء مستقبل مزدهر لهم " .
وأضاف: "إنه لا يخفى على أحد حجم التحديات التي نواجهها على مستوى منطقتنا والعالم أجمع وهذا يفرض علينا توحيد الجهود الدولية وتعزيزها بما يلبي طموحات شعوبنا إلى التقدم والازدهار".
وقال بن زايد: "إننا في الإمارات نؤمن بأن السلام والحوار والعيش المشترك هو السبيل لتحصين مستقبل الأجيال القادمة وأمامنا طريق واضح للنهوض بمنطقتنا وإعادة دورها الفاعل على الساحة الدولية، وذلك من خلال التضامن والتعاون وتعزيز فرص العلم والتعلم وأن يبقى الإنسان ورفاهه هدفنا الذي نسعى من أجله".
ولفت إلى أن التجارب التاريخية أثبتت أنه لا نهاية للصراعات والنزاعات والتوترات إلا عبر التحلي بالحكمة والالتزام بالقانون الدولي وتبني الوسائل الدبلوماسية والحلول السياسية لحل المشاكل بما يضمن مصالح الجميع ويجنب البشرية مزيدا من المعاناة وويلات الحروب والصراعات.
وأوضح بن زايد أن مواجهة التحديات والتغلب عليها يكمن في تعزيز فرص التعليم المتقدم وتشجيع الابتكار والتركيز على الآفاق المستقبلية للتكنولوجيا وترسيخ أدوات البحث العلمي وتعزيز الروابط الاقتصادية، وهذا في إطار التعاون والتكاتف الدولي ومن دون ذلك ستبقى التوترات والصراعات تأخذ من أعمار الشعوب وتهدد مستقبل الأجيال القادمة.
وأكد أن بلاده ستبقى شريكا رئيسيا موثوقا في نهج الاستقرار والازدهار والذي يقوم على السلام والتنمية وتعميم ثمارهما في دول المنطقة والعالم، مضيفا: “نحن نسعى إلى ترسيخ آليات التواصل والحوار والعمل المشترك.”
وأردف: "نثق بأن منطقتنا قادرة على أخذ زمام المبادرة وتحمّل مسؤولياتها إزاء قضاياها وأن يكون لها دور رئيسي في الكثير من القضايا التي تواجه الإنسانية وفي مقدمتها تحديات التغير المناخي والطاقة المستدامة والأمن والغذائي ".
كما أكد الرئيس الإماراتي أن شراكة المنطقة مع الولايات المتحدة الأمريكية تمثل قاعدة صلبة لوضع أسس قوية للتعاون المثمر، بما يفتح مجالات جديدة للعمل ويعزز الثقة المتبادلة، خاصة في القضايا الرئيسية المتعلقة بالتنمية الإقليمية والدولية.