عبر الكاتب الأمريكي دافيد إجناتيوس عن اعتقاده أن توقعات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بحرب طويلة المدى في أوكرانيا قد لا تتحقق.
وأشار الكاتب، في مقال نشرته صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إلى أن الرئيس بوتين يراهن على كسب الحرب في أوكرانيا من خلال إنهاك خصومه اعتمادًا على سياسة النفس الطويل، موضحًا أنه قد يكون على حق ولكن هناك العديد من الوسائل المتاحة للولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها لعرقلة استراتيجية بوتين وإفشالها.
ويقول الكاتب" إن الكارت الرابح في أيدى الدول الغربية هو قوة تلك الدول الاقتصادية التي تفوق قوة روسيا الاقتصادية، مشيرًا إلى تصريحات الرئيس الأمريكي جو بايدن في بداية الحرب الروسية في أوكرانيا التي أكد فيها أنه سيجعل روسيا تدفع ثمنًا اقتصاديًا باهظًا على المدى القريب والبعيد بسبب تلك الحرب".
ويضيف الكاتب" أن وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن أكد نفس المعنى خلال تصريحات له في أبريل الماضي حيث قال إنهم يبذلون جهودًا دؤوبة من أجل إنهاك روسيا حتى تصبح غير قادرة على تكرار مافعلته في أوكرانيا، إلا أن واقع الحال يشير إلى أنه كلما طال زمن الحرب في أوكرانيا، زادت فرصة روسيا في تحقيق مكاسب عسكرية في الوقت الذي تواجه فيه العقوبات الدولية المفروضة عليها، وفي هذه الحالة سوف تؤدي سياسة الدول الغربية تجاه روسيا إلى صراع دموي طويل المدى".
وتابع" أن الغرب مازال بإمكانه قلب تلك الموازين قبل حلول الشتاء المقبل من خلال إحكام عقوبات اقتصادية صارمة على روسيا، موضحًا أن أكبر دليل على نجاح العقوبات الاقتصادية على موسكو، على الرغم من بطء وتيرة هذا النجاح، هو اعتراف المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف الشهر الماضي أن الوضع ليس سهلًا على الإطلاق، بينما عبر هيرمان جريف مدير "سبير بنك" - وهو تكتل مالي حكومي روسي وأكبر مصرف عالمي في الاتحاد الروسي - أن بلاده تحتاج لما يقرب من عقد من الزمان حتي يسترد الاقتصاد الروسي عافيته ويصل للمستويات التي حققها عام 2021".
ويشير الكاتب كذلك إلى أنه على الرغم من استفادة روسيا من ارتفاع أسعار مواد الطاقة وزيادة عوائد صادراتها، إلا أنها غير قادرة على شراء احتياجاتها بسبب الحظر المفروض عليها، مضيفًا أن صادرات أمريكا لروسيا من السلع التي قد يحتاجها الجيش أو شركات التكنولوجيا أو قطاع الطاقة قد تقلصت قيمتها بنسبة 95 بالمائة مقارنة بالعام الماضي.
ويقول الكاتب إن إحدى الدراسات التي أجراها معهد بيترسن للدراسات الاقتصادية الدولية تشير إلى أن العقوبات الاقتصادية علي روسيا بدأت تلقي بظلالها على الاقتصاد الروسي وأن واردات روسيا من الدول التي تفرض عليها عقوبات اقتصادية بدأت تتقلص بنسبة كبيرة وصلت إلى 60 بالمائة.
ويخلص الكاتب في نهاية مقاله إلى أن الرئيس بوتين يتعامل مع الموقف بجرأة واضحة، معبرًا عن اعتقاده أن الرئيس الروسي مازال في جعبته المزيد من كروت اللعبة والتي لم يستخدمها بعد.