يستعد سوق النقد المصرى لحدث هو الأول من نوعه، بعد أن طرح البنك المركزى أول عملة بلاستيكية من فئة الـ10 جنيهات، وستبدأ فى الانتشار فى الأسواق خلال الأيام القليلة القادمة مع استمرار العمل بالعشرة جنيهات الورقية بشكل طبيعى.
ومن المقرر أن يبدأ البنك المركزى المصرى فى إنتاج فئات النقد البلاستيكية الأخرى خلال الفترة المقبلة مثل الـ 20 جنيهًا، والـ 50 جنيهًا والمائة والمائتين جنيها وبعض الفئات الأخرى.
وتتميز النقود البلاستيكية بالمرونة والقوة، والسُمك الأقل، وطول العمر الافتراضى الذى يصل إلى نحو ثلاثة أضعاف عمر الفئة الورقية الحالية المصنوعة من القطن، إلى جانب أنها مقاومة للماء، وأقل فى درجة تأثرها بالأتربة، كما أنها صديقة للبيئة وقابلة لإعادة التصنيع، وأكثر مقاومة للتلوث مقارنة بفئات النقد الورقية المتداولة، بالإضافة إلى صعوبة تزييفها وتزويرها.
يقول الدكتور عبد المنعم السيد، مدير مركز القاهرة للدراسات الاقتصادية والاستيراتيجية، إن مصر بدأت طباعة العملة البلاستيكية والدخول فى استثمارات تصنيع العملات.
وأضاف السيد فى تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن طرح البنك المركزى المصرى فئة العشرة جنيهات البلاستيكية (بوليمر) والتى تم إنتاجها باستخدام أحدث خطوط إنتاج البنكنوت المطبقة فى العالم بدار الطباعة الجديدة فى العاصمة الإدارية مع التأكيد على عدم إلغاء أى من الإصدارات السابقة من ذات الفئة واستمرار العمل بها وتداولها وجعل مصر تدخل ضمن الدول التى بدأت استخدام النقود البلاستيكية فئه الـ 10 جنيهات، كمرحلة أولى حيث تم التعاقد على شراء الماكينات والمعدات والتدريب عليها، خلال الشهور الماضية.
وتابع: يأتى طرح العملة الجديدة فى إطار تطبيق سياسة النقد النظيف ورفع معدلات جودة أوراق النقد المتداولة بالسوق المصرية، بجانب تخفيض تكلفة طباعة أوراق النقد وخاصة الفئات الأكثر تداولًا وذلك على المدى البعيد نظرًا لطول عمر الورقة، بما يتماشى مع برامج التنمية المستدامة التى تتبانها الدولة من خلال رؤية مصر 2030.
وأكد السيد، أن إعلان البنك المركزى المصرى، عن بدء إصدار النقود البلاستيكية "البوليمر" يأتى بالتزامن مع إعلان منظمة الصحة العالمية، أن استخدام النقود الورقية يمثل إحدى الوسائل التى يمكن أن ينتقل من خلالها عدوى فيروس كورونا المستجد "كوفيد-19"، مطالبًا بغسل اليدين بصورة جيدة واستخدام المطهرات بعد استخدام أى أوراق نقدية، خاصة أن تبادل الأوراق النقدية واستخدامها يمثل مصدرًا لنقل كل أنواع العدوى البكتيرية والفيروسية.
وواصل مدير مركز القاهرة للدراسات: يستعد البنك المركزى المصرى، فى مقره الجديد الجارى تنفيذه بالعاصمة الإدارية، الانتهاء من تدشين أكبر دار نقد، حيث تم تجهيزها بأحدث ماكينات إنتاج العملات فى العالم، والتى ستعمل على 4 خطوط لبدء إصدار عملات مصرية بلاستيكية لأول مرة من مادة البوليمر.
وأوضح، أن حجم العملة المتداولة فى مصر يقارب 3.5 تريليون جنيه، منها ما يقرب من 40% يتم تداوله عن طريق الكاش، وأن حجم ما يتلف من الاستخدام الخاطئ كبير جدًا ويهدر أموالا كثيرة، مؤكدا أن العملات البلاستيكية تتميز بطول عمرها الافتراضى الذى يتراوح بين (30-40) شهرًا على عكس الورقية التى تتعرض للتلف والتآكل خلال 8 أشهر كحد أقصى.
وأضاف، أنه من المعلوم أن هناك أكثر من 31 دولة تستخدم عملتها المحلية فى الهيئة البلاستيكية، ودخول مصر فى صناعة العملات البلاستيكية يجعلها رائدة فى منطقة الشرق الأوسط فى خاصة مع عدم وجود منافس فى منطقة الشرق الأوسط، وأفريقيا، والدول العربية لتحقيق عائد استثمارى كبير من خلال طباعة العملات البلاستيكية، إنه لا يوجد فى أفريقيا سوى دولة غانا التى تستعمل العملات البلاستيكية، وتطبعها فى أستراليا، وأن دخول مصر يساهم فى تشجيع الدول المجاورة فى طباعة عملتها بلاستيكيا بالقاهرة وتغذية المنطقة بالكامل وهذا يعتبر البعد الاستثمارى الذى يجب على مصر استغلاله وتحقيقه خلال الفترة القادمة.
وعن فوائد استخدام النقود البلاستيكية، قال السيد، إن هناك 7 فوائد لاستخدام النقود البلاستيكية "البوليمر" تتمثل فى أن:
1- النقود البلاستيكية "البوليمر" مصنوعة من مادة "البوليمر" غير الضارة بالبيئة بعكس النقود الورقية.
2- العمر الافتراضى للعمله البلاستيكية "البوليمر" يعادل أضعاف عمر العملة الورقية، بخلاف العملة الورقية التى تتدهور بشكل سريع بعد تداولها.
3- استخدام النقود البلاستيكية "البوليمر" فى مصر يعد أمرًا إيجابيًا لحركة النقد بالأسواق.
4- استخدام النقود البلاستيكية "البوليمر" يساهم فى تخفيض تكاليف الطباعة.
5- استخدام النقود البلاستيكية "البوليمر" يحسن مستوى الأوراق التى تتداول بشكل كبير.
6- العملة البلاستيكية لن تكون شبيهة بالعملة المعدنية أو الكوينز، ولكن حجمها مثل حجم العملة الورقية المتداولة وتحمل نفس التصميم كل بحسب فئته.
7- النقود البلاستيكية "البوليمر" تساعد على محاربة التزوير.
من جانبه قال الدكتور سمير رؤوف، الخبير الاقتصادى والمالى، إن سوق النقد المصرى ينتظر إصدار العملات البلاستيكة فى أسرع وقت لافتا أن الهدف الأول من طرح العملات البلاستيكية الجديدة، هو القضاء على التزوير ومواكبة التطور التكنولوجى إلى جانب تقليل التكلفة.
وأضاف رؤوف فى تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن البنك المركزى، يسعى للوصول إلى الاستفادة الكاملة من مزايا النقود البلاستيكية التى وصلت إليها الدول الأوروبية حيث تم سفر عدد من المسئولين عن هذا الملف بالبنك المركزى، لعدد من الدول الأوروبية وإنجلترا وسويسرا على مدار الشهور الماضية لمعرفة آخر التطورات عن طباعة النقود البوليمير.
وأوضح، أن العملات البلاستيكية تتميز بالعديد من المميزات فبالإضافة إلى استحالة تزويرها فإن شكلها مميز حيث تم تصميم الـ 10 جنيهات الجديدة بطابع عصرى حديث ومبتكر يعلن عن فكر الجمهورية الجديدة والنهضة التى تشهدها مصر على مر العصور، فهى تتزين بمسجد الفتاح العليم باعتباره أحد معالم الطرازات المعمارية الإسلامية بالعاصمة الإدارية الجديدة، كما سيتم إجراء تعديلات على ماكينات السحب الآلى حتى تتمكن من التعامل بالسحب والإيداع على العملات الجديدة.
من جانبه أشاد أشرف غراب، نائب رئيس الاتحاد العربى للتنمية الاجتماعية بمنظومة العمل العربى بجامعة الدول العربية لشئون التنمية الاقتصادية، أن إصدار البنك المركزى أول عملة بلاستيكية من البوليمر فئة الـ 10 جنيهات وفقًا لأحدث القياسات العالمية والتكنولوجية فى تأمين وطباعة العملات، مؤكدًا أن أكثر من 20 دولة حول العالم تستخدم العملات البلاستيكية أبرزها أستراليا وكندا ورومانيا وغينيا وفيتنام وغيرها وذلك لأنها تتميز بالعديد من الصفات التى تميزها عن العملة الورقية، أهمها أنه يصعب تقليدها أو تزويرها.
وأشار غراب إلى أن العملة البلاستيكية تصميمها يجمع بين حضارة الماضى الفرعونى والإسلامى والتاريخ العريق وما يتم إنجازه فى الوقت الحالى، إضافة لمقاومتها المياه فلن تتلف إذا تم غسلها داخل الملابس، كما أنها قابلة لإعادة التصنيع ولا يمكن الكتابة عليها مثل العملة الورقية، موضحًا أن إصدار البلاستيكية لا يلغى الورقية، بالإضافة إلى أن المواطن لا يحتاج لاستبدالها بمرور الوقت مثل الورقية لأن مادتها متينة لا تتلف بسهولة، بالإضافة إلى أنه يمكن ثنيها ولا يمكن كرمشتها مثل الورقية.