رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

عدالة السماء.. «الساحرة المستديرة» تحقق أحلام البسطاء

من الظلام إلى الأضواء والشهرة.. قصص مؤثرة للاعبى كرة القدم

جيسوس من الفقر إلى
جيسوس من الفقر إلى العالمية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انتشلت الساحرة المستديرة العديد من المواهب، التي أصبحت في الوقت الحالي نجومًا يتحاكى بها الجميع، بعدما عاشوا حياة بائسة في صغرهم قبل أن يكتووا بنيران الفقر وآهات المعاناة مع الضنك والمستقبل الغامض، لكن تأتي كرة القدم لتلقي بظلالها على هؤلاء النجوم وتغير حياتهم من فقر مدقع إلى غنى فاحش، ومن الظلام إلى الأضواء والشهرة.
لم ينس أي نجم منهم، الظروف الصعبة التي عاشها وهو صغير، لكي تظل قصة نجاحه مصدر إلهام لكل شخص يسعى للوصول إلى هدفه، لذا نلقي الضوء على أبرز هذه القصص في عالم كرة القدم المليئ بهذه النماذج.

جيسوس.. داهن الأرصفة

منذ أيام قليلة، أعلن نادي أرسنال تعاقده مع المهاجم البرازيلي جابرييل جيسوس، قادمًا من مانشستر سيتي بعقد يمتد لـ5 سنوات مقابل 45 مليون جنيه إسترلينى، ليصبح هذا المبلغ أكبر قيمة مدفوعة في مشوار اللاعب الاحترافى، ليعود إلى الأذهان معاناته مع الفقر في طفولته، حيث تركه والده يصارع آلام الجوع مع والدته، قبل أن تتفاجئ الأسرة بوفاته في حادث، وصمم على لعب كرة القدم أملًا في انتشال أسرته من الفقر، وفي عامه الـ18 كان حافي القدمين ويمسك في يده فرشة وعلبة ألوان، وبدأ في طلاء الأرصفة في شوارع البرازيل؛ بحثًا عن الأموال لكي يساعد والدته في المعيشة الصعبة، حتى التحق بنادي بالميراس البرازيلي بمقابل مادي صغير 3 آلاف و500 جنيه إسترلينى، إذ وضع قدميه على بداية سلم المجد، بانتقاله للدوري الإنجليزي عبر بوابة المان سيتى، حتى أصبح نجمًا من نجوم المنتخب البرازيلى، ليتحول من طفل بسيط يدهن أرصفة الشوارع في 2014، إلى رمز رسمت له جدارية رائعة بصورته في مسقط رأسه عام 2018.

لوكاكو.. مزج اللبن بالماء

وإلى أحد أفضل المهاجمين في العصر الحالى، البلجيكي روميلو لوكاكو، نجد لاعب مميز بالتكوين البدني والجسدي طوله 190 سم، لكنه ظل ينازع من أجل الهروب من دائرة الفقر عن طريق كرة القدم، حيث يتذكر الظروف الصعبة التي مرت به وبعائلته قبل بلوغه الـ16 عامًا وانضمامه إلى فريق أندرلخت في بلاده.
قال لوكاكو، في تصريحات لصحيفة «لاجازيتا ديلو سبورت» الإيطالية، إن عائلته حاربت الفقر والجوع في مرحلة مبكرة من حياته، موضحًا: «عندما توقف والدي عن لعب كرة القدم كان عمري حينها 6 سنوات، ولم نكن نمتلك النقود، ووالدتي كانت مصابة بمرض السكرى، لكن كان عليها مواصلة العمل»، وتابع: «والداي كانا ينامان بدون وجبة العشاء من أجلنا (هو وشقيقه جوردان)»، ولفت: «عندما رأيت والدتي تمزج اللبن بالماء أدركت أن كل شيء انتهى».
وظل لوكاكو يحارب من أجل عيش حياة كريمة مستخدمًا كرة القدم، حتى أصبح المهاجم الأفضل في تاريخ بلجيكا طبقًا للأرقام والإحصائيات.

كانتى.. جامع القمامة

طفولة قاسية عاشها الفرنسي نجولو كانتى، نجم خط وسط تشيلسي الإنجليزى، حيث كانت الأوضاع صعبة للغاية مع عائلته (أمه وأبوه و8 من إخوته) التي جاءت من مالي؛ بحثًا عن لقمة العيش، إذ إن والده فارق الحياة عندما كان عمره 11 عامًا، ليسير كانتي لمسافات طويلة باحثًا عن أنواع من النفايات القيمة ومن ثم ينتقل بها للمصانع لكي يبيعها ويحصل على بعض الأموال، بالرغم أنه يعلم أنها لا تفي بالحاجة ولا تحمي عائلته من الفقر، إلى أن جاءت فكرة التغيير بعد مونديال 1998، بالاتجاه نحو كرة القدم حتى تدرج من أكاديمية لعدة أندية حتى وصل به الحال إلى تشيلسي وقبله ليستر سيتي في 2015 الذي انفجرت معه قدراته ومهاراته، وأصبح من الأعمدة الأساسية في تشكيل منتخب فرنسا.

رونالدو والإجهاض

كاد الفقر يحرم العالم من التمتع بمهارات أحد نجوم المستديرة عبر التاريخ، بعدما حاولت والدة أسطورة كرة القدم بالبرتغالية كريستيانو رونالدو إجهاضه لسوء الأحوال المالية التي كانت تمر بها العائلة، ولكن مشيئة الخالق كانت هي النافذة، بأن يولد هذا النجم الذي وصل برفقة عائلته لأكثر الأماكن رقيًّا في العالم وأحد أكثر الرياضيين ثراء في الوقت الحالى.
ولد رونالدو في منزل متواضع بحي فقير، يشارك أشقائه الثلاثة الكبار غرفة ضيقة، وكانت والدته تعمل طاهية، فيما عمل والده بستاني وعامل غرفة ملابس في نادي أندورينيا، الذي انضم له كريستيانو في سن مبكرة عام 1992، لكن وضع الأسرة ازداد سوء بعد وفاة الأب، الذي كان مدمنا على الكحول، وحين بلغ رونالدو عامه الـ14 عمل على إقناع والدته بالتركيز في كرة القدم وترك الدراسة، فهو لم يكن طالبا مجتهدا على أي حال.
وبالفعل نجح النجم البرتغالي في مبتغاه ووصل إلى العالمية عن طريق عالم الجلد المدور، حيث تقول والدة رونالدو عن هذا الأمر في الكتاب الذي تناول سيرتها الذاتية: «قال لي انظري إليّ الآن يا أمى، لقد أردت إجهاضي والآن أنا الشخص الذي يتكفل بالعائلة».

ريفالدو يفقد أسنانه

قميص يتدلى من كتفيه وسيقانه الطويلة منحنية للخارج عند الركبة، بسبب نقص فيتامين (د)، وخدين غائرين نتيجة فقدان معظم أسنانه؛ نظرًا لسوء التغذية، التي كانت تلازمه في صغره كإحدى مظاهر الفقر الذي كان يعيش فيه النجم البرازيلي ريفالدو وعائلته.
وكانت ملامسة الساحر البرازيلي لكرة القدم، هي التي أسهمت في نجاته من الفقر، حيث عانى كثيرًا في صغره حينما توفى والده في حادث سير، وظل يكافح حتى وقع عقدًا مع نادي سانتا كروز، بعدما اضطر للعمل صباحًا على شواطئ البحر القريبة من منزله كبائع للهدايا التذكارية.