على نهج العظماء ممن لم يلتحقوا بالتعليم وفاقت موهبتهم مراحله، سار"جلال الفيومي» ، ابن محافظة الفيوم، ذو الـ٧٦ ربيعا وحلمه هو الوصول للعالمية من خلال معارض وزارة الثقافة، حيث لاقت أعماله قبولا لدى الكثيرين وأقدم على شرائها من يهتمون بهذا الفن النفيس.
في منزل صغير وبسيط لا يتعدى الـ٥٠ مترا بإحدى القرى الريفية بمركز إطسا بمحافظة الفيوم، يقطن"جلال حزين الفيومي"،كما يحب أنه يناديه جيرانه وأقاربه، ومن يعرفونه وسط مشغولاته النحتية.
يقول جلال، الذى لم يحصل إلا على الشهادة الابتدائية،» بدأت حكايتي مع النحت التلقائي منذ كنت صغيرا، وتطورت دون أن يساعدني أحد أو ينمي موهبتي»، وبعد انتهاء خدمتي العسكرية عملت كموظف حكومي رئيس عمال في الطرق والكبارى، وحاليا عضو عامل بنقابة الفنانين التشكيليين، وقمت بنحت تمثال تحت مسمى نهضة مصر بطريقة مختلفة عن الفنان محمود مختار، ونحت التمثال لا يأخذ مني وقتا أكثر من أسبوع لـ ١٠ أيام.
وأضاف جلال لـ«البوابة نيوز » كل تمثال منحوت خلفه حكاية عشتها بعيني كفنان تلقائي»
وحاكت أعماله الواقع، حيث الفلاحة المصرية في حقبة قديمة من الزمن تحمل جرة المياه فوق رأسها وحاملة المصحف علي يديها تقرأ فيه، وعن الثورة قام الفنان التشكيلي بنحت تصوير مصغر عن الثورة عبارة عن مجموعة من المواطنين ممثلة للشعب يحملون الحجارة، وصورة مصغرة لمصر تحمل الهرم على كتفيها، يتوسطهم ثعبان كالأفعى تعبيرا عن الفتنة، وصورة لرأس أسد كناية عن رئيس مصر العظيم الذي أنقذ البلاد أثناء الثورة، ومعهم الشيخ وأسقف الكنيسة، وعبر الفنان عن حبه لمصر وعظمتها في أكثر من تمثال يحتفظ به في معرضه الصغير بمنزله.
كما شكل الثمانيني بيديه النحيلتين، منحوتات عدة للسيدة البدوية التي تحمل طفلها وتغزل صوف بالمنوال والمغزل، وتحمل الخيزران تحت أبطيها وترعى الأغنام، كما شكل من الكاوتش البلاستيك أسد، ومن الأخشاب نحت صقر، ومن الحجر صنع قط فرعونى، ومن الزلط أرنبه وصغارها وخلفها فأر، ومن الزلط سمكة وتمثال فرعونى، وحجر المرمر الذي يباع بالجرام شكل منه تمثالا مجمعا عن الثورة أيضا يحمل اسم الجيش والشعب أيد واحدة، ومواطن يرفع يده بـ"سلميه، ورأس الشهيد، وتمثال يحاكي الدبابة المصرية يقودها وزير الدفاع لينتصر على نظيره الإسرائيلى،وتمثال فرعوني من البازلت، وكذالك يستخدم الجرانيت الوردي والحجر الرملي في منحوتاته.
عن آخر معارضه قال» شاركت بعرض منحوتاتي في المعرض القومي العام الماضى، وورث مني أبنائي مواهب النحت والرسم بينهم نورا ومحمد.
اقتنى أعمال الفنان العديد من الشخصيات العامة وزاروا معارضه، منهم : الدكتور عاطف عبيد والفنان فاروق حسني والدكتور يوسف والي والدكتور سعد نصار محافظ الفيوم الأسبق، وكرمته الفنانة الكبيرة سميحة أيوب وعزت العلايلي ونور الشريف، وحصل على شهادات تقدير من الهيئة العامة لقصور الثقافة، كما حصل على الجائزة الكبرى لنادي بور سعيد الدولى.
وطالب الفنان التشكيلي الدولة الاهتمام بالفنانين التشكيليين التلقائيين،وان تتبناهم وزارة الثقافة وتعرض أعمالهم.مؤكدا بأن مصر غنية بفنانيها التشكيليين التلقائيين المهدور حقوقهم لعدم اعتماد وزارة الثقافة لهم كونهم لم يدرسوا هذا الفن الذي وهبه الله لهم دون دراسة.
البوابة لايت
أنامل من ذهب.. «جلال الفيومى» أقدم نحات بالفطرة فى ريف الفيوم
تابع أحدث الأخبار
عبر تطبيق