"اعترف بإقامة علاقات بالتراضي".. حفيد مؤسس "الإخوان" يعود للواجهة باغتصاب 4 سيدات
طلب مكتب المدعي العام في باريس إحالة الداعية السويسري طارق رمضان، حفيد المرشد الأول مؤسس جماعة الإخوان الإرهابية، إلى محكمة الجنايات بتهمة اغتصاب 4 سيدات بين عامي 2009 و2016، حيث أكدت النيابة أنه "على الرغم من النفي المتكرر للمتهم، إلا أن التحقيق القضائي جمع العديد من عناصر التجريم"، بحسب وكالات أنباء عالمية .
قبل أربع سنوات، تحديدا في فبراير العام 2018 أوقف السلطات الفرنسية "رمضان" للتحقيق معه بشأن اتهامه باغتصاب سيدتين ما بين عامي 2009 و2012 من بينهما سيدة "ضعيفة" من ذوي الاحتياجات الخاصة، ورغم استمرار إنكار رمضان للتهم لفترة طويلة فإنه أقر واعترف بإقامة علاقات جنسية مع سيدتين تتهمانه باغتصابهما، وذلك نقلا عن تقرير لموقع "فرانس24" في 15 نوفمبر 2018.
ووفقا لتقرير "فرانس24"، فإن القضاء قرر الإفراج المشروط عن "رمضان"، بعد 10 أشهر من احتجازه، وحدد كفالة الإفراج عنه بمبلغ 300 ألف يورو (340 ألف دولار) وفرض عليه تسليم جواز سفره وإثبات وجوده في مركز للشرطة مرة كل أسبوع.
فشل في لعب دور الضحية
قال الكاتب والمحلل السياسي التونسي، المقيم في باريس، نزار الجليدي، إن قضية طارق رمضان الذي قاد جماعات الإسلام السياسي داخل أوروبا باتت في رفوف القضاء، والجميع ينتظر محاكمته بعدما استغل المسألة الدينية في ممارسة نزوات شخصية.
وأضاف "الجليدي" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز" أن حفيد مؤسس جماعة الإخوان تمنَّع لفترات، وتهرب في أحيان، وتعلل أيضا، في محاولة للهروب من مقاضاته، ولغايات سياسية في مرات عديدة استطاع أن يلعب دور الضحية، لكنه فشل في النهاية.
وتابع أن توجيه "رمضان" للمحاكمة مجددا يظهر جدية فرنسا في معاقبة الرجل الذي مارس زيف الإسلام السياسي على مستمعيه.
ويعتقد "الجليدي" أن الرئيس الفرنسي ماكرون أراد أن يفصل في مثل هذه القضايا خاصة وأنه يحتاج في هذه الأيام ما يقدمه لدول تطالب بمحاكمة مثل هذه الشخصيات الإخوانية مثل الإمارات ومصر، خاصة وأن هناك لقاء مرتقب بين ماكرون ورئيس دولة الإمارات الشيخ محمد بن زايد.
وربط بين طريقة "رمضان" وطريقة جماعته الإرهابية في لعب دور الضحية خاصة عندما يوجه لها التهم بتنفيذ اغتيالات أو أعمال إرهابية أخرى.
وقال الكاتب التونسي، إن "رمضان" حاول الاستفادة من الجنسيات التي يجمعها، كي يخترق فوارق في القوانين بين الدول، ويبدو أن فرنسا مصممة على محاكمته فيما يخص استغلال المسألة الدينية في نزواته الشخصية.
وتعليقا على الحملة المغربية التي قادتها جمعيات وشخصيات تنتمي لأحزاب إسلامية ولجماعة الإخوان خاصة، وأخرى مقيمة في فرنسا، قائلا: بعض المغاربة الذين يجمعون توقيعات للمطالبة بالإفراج عن رمضان ما هم إلا فلول الإخوان في باريس، الذين باعوا الغالي والرخيص من أجل أن تكون لهم مساجد تابعة للإسلاميين، لكن هيهات لأن القانون الفرنسي الجديد سيمنع كل تحركات الإخوان، وفي ظني فإن هذه التوقيعات مزيفة مثلما اعتادت الجماعة تزييف السياسية والتاريخ، وللعالم أن ينظر لهم في تونس، فبعد 10 سنوات عجاف، اكتشف الشعب أن ليس للإخوان بقاء ولا أهمية.
جذور القضية
وبحسب صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية، فإن القضية بدأت في نهاية أكتوبر 2017 بسبب شكاوى من هند عياري، وهي سلفية سابقة أصبحت ناشطة علمانية، ثم من "كريستيل"، وهي امرأة معاقة، نددتا على التوالي بالاغتصاب في عام 2012 في باريس وفي عام 2009 في ليون.. بين فبراير 2018 وأكتوبر 2020، وجهت لطارق رمضان لائحة اتهام بالاغتصاب ضد المشتكيين الأولين وثلاثة ضحايا محتملين آخرين. تم التعرف على اثنين من قبل الشرطة في الصور والرسائل التي تم العثور عليها على جهاز الكمبيوتر الخاص به، وكانت الفتاة المرافقة السابقة مونيا ربوج، قد اتهمته بتسع جرائم اغتصاب بين عامي 2013 و2014.
وجاء في تقرير "لوفيجارو" أيضا، أن هذه التهم بالنسبة لمحاميي الداعية، أو شكوى هؤلاء النسوة هي ثمرة "خيبات رومانسية"، أو مؤامرة سياسية استنكرها طارق رمضان.
وقال أحد محاميى "رمضان": "إن ملف رمضان، وذكائه، ومواقفه السياسية فيما يتعلق بالإسلام سببت له الكثير من الإساءة.. وأكد أن تصريحات المدعيات تميزت في كل مرة بالتناقضات والأكاذيب المهمة، والتى لم تصمد أمام الحقائق".
خليفة القرضاوي في أوروبا
في كتابها "جواسيس الجيل الرابع من الحروب" وصفته الكاتبة حنان أبو الضياء بأنه خليفة الإخواني يوسف القرضاوي، وأنه يعتنق أفكار سيد قطب، لكنه مدعي الإصلاح ومايسترو الحملة التي تعزف له مقولة "مارتن لوثر الإسلام"، يلعب دوره المنوط به لدعم الجماعة الإرهابية في الخارج.
وعن "رمضان" قالت: "يوجه خطاباته للغرب في صيغة مختلفة عما يقوله للشرقيين، فهو يحرص على ملئها بالأفكار التجديدية في الشريعة الإسلامية حيث يخاطبهم على أن هدفه هو تنقية الإسلام".
أشارت المؤلفة إلى بعض الممارسات الأمريكية المحتفية بـ"رمضان" وتساءلت : ألا يشير الاحتفاء الأمريكي به إلى أنه يسير مع جماعته الإرهابية في نهج تمكين الإدارة الأمريكية من تحقيق مشروعها بتقسيم العالم الإسلامي إلى دويلات بمشروع الشرق الأوسط الجديد وفي الوقت نفسه يحقق للإخوان حلم الخلافة بدويلات متفرقة؟!