فصل جديد من التعنت الاثيوبي في ملف سد النهضة حيث تحاول دائمًا أن تفرض أسلوب الأمر الواقع فمنذ أيام بدأت اثيوبيا فى الملء الثالث لسد النهضة والدي كشفته صور الأقمار الصناعية، وبحسب خبراء الري؛ القيادة السياسية لن تفوت أى فرصة دولية لتتحدث عن تمسك مصر باتفاق قانوني ملزم على قواعد التشغيل ووضع إطار قانونى عادل للدول الثلاثة، كما سعى المفاوض المصري لإبراز القضية على أعلى المحافل الدولية حيث عرضت فى مجلس الأمن مرتين وقد خرج بيان رئاسى مفاده دعوة جميع الأطراف لاستئناف المفاوضات الأمر الذى اخترقه الجانب الاثيوبى عن طريق وقف المفاوضات وأحادية اتخاذ القرارات، وذكر الخبراء، أن عمليات الملء لن تؤثر على حصة مصر والسودان بفعل الهطول المطري الكبير خلال شهري "يونيو ويوليو" العام الجاري، وطالبوا بضرورة ايجاد ضغوط دولية وطرحها بشكل قوي فى المؤتمر القادم فى cop27 .
يقول الدكتور عباس شراقى، أستاذ الجيولوجيا بجامعة القاهرة وخبير المياه: نتابع صور الأقمار الصناعية بشكل مستمر لأنها كاشفة عن حجم المياه فى مساحة البحيرة التى يمكن مقارنتها بين الملء الثانى العام الماضى والثالث العام الجاري حيث قامت اثيوبيا بتشغيل توربينا فى فبراير الماضى بهدف تشغل كهرباء وصرف كميات من المياه من البحيرة بحيث يقل المياه عن المنسوب المحدد ليتثنى له جفاف الحوائط العليا لاستكمال أعمال الانشاءات، ولكن لم تعمل التروبينات بشكل جيد فاضطروا إلى فتح بوابات تصريف فى 12 مارس الماضى وهنا تم تصريف نحو 2 مليار متر مكعب مياه ذهبت لحصص مصر والسودان من ناحية، وجف الممر الأوسط من ناحية أخري ليستكملوا الأعمال الإنشائية على الأجناب والمنتصف".
وأضاف شراكي لـ"البوابة نيوز": بعد تصريف 2 مليار من السد يكون الباقى قرابة 6 مليار متر مكعب فقط، تم تعويضها بعد الانتهاء من الانشاءات ثم تخطت المياه المستويات التى جاوزتها العام الماضى واختفت بعض الجزر واقتربت المياه من سد السرج "السد الركامى" حيث تبعد عنه بحوالي 1 كم مثل العام الماضي، وستقترب أكثر حتى تلامسه.
وتابع: “من المتوقع أن يستمر التخزين الثالث حتى نهاية الشهر الجاري قرابة 5 مليار متر مكعب من المياه وذلك بحسب القدرة الاستيعابية لأعمال الانشاءات التى أعاقتهم العام الماضى حيث فاضت المياه وتسربت من فوق حوائط السد وكانت تمثل خطورة عالية وكان السد معرض للانهيار، وما قامت به اثيوبيا هو الخرق الرابع للاتفاقيات السابقة وقرار مجلس الأمن ولإعلان مبادىء سد النهضة نفسه 2015 وذلك لأنها تتخذ قرارات أحادية مثل التخزين 3 مرات وتشغيل التوربينات ما يعد 4 خروقات اثيوبية. أما الأضرار تتمثل فى الضرر المائى، يتثمل فى تخزين5 مليار متر مكعب من أصل 10 مليار متر مكعب أعلنت عنها اثيوبيا تمثل خصم من الايراد المائى الذى تصل لمصر التى تختلف حجمها بين عام وأخر بحسب درجات الفيضان يأتى 60% منها من النيل الأزرق وفقدانها تمثل خسارة مباشرة وخسارة زراعات ومحاصيل بقرابة مليار دولار”.
وواصل "شراقي": تتحذ مصر كافة التدابير من تحلية مياه بحر أو معالجة مياه الصرف الزراعي والصحي وتبطين الترع وميكنة الزراعة للاستغلال الأمثل للمياه ولكنها بكلفة عالية من مليارات الدولارات وذلك لتقليل استهلاك المياه من بحيرة ناصر وعدم تقليل المخزون لمائى للسد العالي، وهنا المواطن المصري لن يشعر بأضرار السد.
بدوره يقول الدكتور ضياء الدين القوصي، مستشار وزير الري سابقًا: فصل جديد من أحادية الموقف والتعنت فى الملء الثالث دون النظر للأضرار التى ستلحق بدولتى المصب، ويمكن تفسير ثبات الموقف المصري للعلم بأن الحصة المصرية لن تتأثر وفى حالة أي نقص بالطبع سيكون هناك ردود أخري، ويضيف "القوصي": الهطول المطري على الهضبة الاثيوبية منذ يونيه حتى منتصف يوليو بشكل مستمر من الأمطار بدرجة عالية، وهذا يعنى بأن حصص كلا من مصر والسودان لن تتأثر، على أن يتم تخزين المياه الفائضة عن احتياج دول المصب.
ومن المتوقع يتم تخزين كمية مياه تتراوح بين 3.4 مليار متر مكعب إلى 5.5 مليار متر مكعب في حين أن المستهدف الإثيوبي 10.5 مليار متر مكعب من المياه، وهذه الكميات تخصم نحو 5 مليارات متر مكعب من الإيراد المائي لمصر وهذه المياه كان يفترض أن تصل بحيرة ناصر خلال العام الجاري.