ضربت جائحة كورونا العالم بقوة خلال الأسابيع القليلة الماضية، لترتفع معدلات الإصابة في مختلف دول العالم بشكل كبير بالمقارنة بالشهور الماضية التي شهدت التراجع الأكبر في عدد الاصابات، وكادت بعض الدول ان تسجل "صفر" إصابات، إلا أن ارتفاع الإصابات في الأيام الأخيرة يؤكد ان الموجة السادسة من كورونا قد بدأت بالفعل.
وبحسب آخر الاحصائيات العالمية أفادت جامعة "جونز هوبكنز" الأمريكية، أن حصيلة الإصابات المؤكدة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد-19" حول العالم ارتفعت إلى 555 مليونا و454 ألفا و658 إصابة.
وذكرت الجامعة - في أحدث إحصائية نشرتها، عبر موقعها الإلكتروني، أن إجمالي الوفيات جراء الإصابة بالفيروس حول العالم ارتفع إلى 6 ملايين و351 ألفا و181 وفاة، وأوضحت أن الولايات المتحدة سجلت أكبر عدد من حالات الإصابة حول العالم، والتي بلغت أكثر من 88.5 مليون إصابة، في حين تجاوزت حصيلة الهند 43.6 مليون إصابة لتحتل المرتبة الثانية، تليها البرازيل بأكثر من 32.8 مليون.
ووفقا لأحدث البيانات، تصدرت الولايات المتحدة قائمة الدول من حيث عدد الوفيات جراء الإصابة بالفيروس بأكثر من مليون حالة وفاة، تلتها البرازيل في المرتبة الثانية بـ673 ألفا و610 وفيات ثم تأتي الهند في المرتبة الثالثة بإجمالي 525 ألفا و454 وفاة.
ارتفاع الإصابات
تأتي الاحصائية بعد أيام من إعلان الدكتور تادروس أدهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية عن ارتفاع عدد الإصابات بفيروس كورونا التي تم تسجيلها بنسبة تصل إلى 30 % خلال الأسبوعين الماضيين، وأن هناك سلالة فرعية للفيروس في الهند يتم متابعتها.
وأشار تادروس - في مؤتمر صحفي بمقر المنظمة، الأربعاء الماضي - إلى أن هناك بعض العوامل التي تفاقم من التحدى الحالي، وفي مقدمتها انخفاض عدد الاختبارات التي تجري وبما لا يعطى صورة حقيقية عن مدى انتشار الفيروس، ولفت إلى أن تحديات عدم وصول اللقاحات والعلاجات بالشكل المطلوب إلى البلدان الفقيرة مازالت قائمة، مشددًا على أهمية تلقيح الفئات الأكثر ضعفًا مثل المسنين والمصابين بالأمراض المزمنة والعاملين فى المجال الصحي بالجرعات التعزيزية.
وأوضح مدير المنظمة أن هذه التحديات وكذلك مشكلة إتاحة مضادات الفيروسات الفموية الجديدة تقتضى اتخاذ إجراءات على المستوى العالمى والإقليمي والمحلي مع استمرار استخدام الأدوات الموجودة للوقاية من الفيروس وتطويرها، وقال إن المنظمة مازالت تجري مناقشاتها مع شركة فيروس فيما يخص مضادات الفيروسات الجديدة، وحث الشركة على العمل مع الوكالات الصحية والبلدان لضمان أن تكون هذه المضادات متاحة وبسرعة.
كورونا في مصر
وفي مصر، كشفت وزارة الصحة والسكان، عن رصدها ارتفاعًا في معدلات الإصابة المجتمعية بفيروس كورونا بنسبة 6.9% في غضون الأسبوع الوبائي الماضي، وقال الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث باسم وزارة الصحة والسكان، ان تلك الزيادة ترجع إلى عدد من الأسباب على رأسها: ظهور بعض المتحورات الفرعية لـ"أوميكرون" أسرع انتشارا لكنها لا تؤدي إلى إصابات شديدة، وكذلك تراخى المواطنين في الالتزام بالإجراءات الاحترازية وارتداء الكمامات وخاصة أثناء التجمعات وفي الأماكن المغلقة وقليلة التهوية.
روشتة الوقاية
ويرى متخصصون أن دخول الموجة السادسة من كورونا كان بسبب التخلي عن الإجراءات الاحترازية اللازمة للوقاية من كورونا بالإضافة إلى ظهور متحورات جديدة الفيروس من نفس سلالة اوميكرون سريعة الانتشار.
وفي هذا الشأن، يؤكد الدكتور أمجد الحداد، استشارى الحساسية والمناعة بالشركة القابضة للمصل واللقاح "فاكسيرا"، ان ارتفاع الاصابات خلال الفترة الحالية يرجع إلى ظهور متحور جديد أقرب لمتحور اوميكرون.
وأكد الحداد في تصريحات لـ"البوابة نيوز" أن المتحور الجديد يتطلب العودة لتطبيق الإجراءات الاحترازية للوقاية من كورونا، لافتا الي ان اي شخص غير ملتزم بالإجراءات الاحترازية معرض للإصابة بكورونا من جديد إلا أن التطعيم بأحد اللقاحات يفيد في تقليل خطورة أعراض الإصابة، داعيا الي تلقى جرعة تعزيزية من اللقاح.
وتابع: "لو مرت أكثر من 6 أشهر على تلقى الجرعة الأخيرة من اللقاحات او الإصابة السابقة يجب التوجه على الفور للحصول على جرعة تنشيطية او تعزيزية لزيادة المناعة ضد المتحورات الجديدة".
واكمل: "اللقاحات نجحت في تحويل فيروس كورونا من فيروس شديد الخطورة الي فيروس ضعيف واقرب للأمراض الموسمية، وأصبحت المتحورات الجديدة تصيب الجزء العلوي من الجهاز التنفسي، وهي اقل خطورة".
من جهته، قال الدكتور إسلام عنان، أستاذ اقتصاديات الدواء وعلم انتشار الأوبئة، ان دخول مصر الموجة السادسة يتطلب مزيد من الالتزام بإجراءات الوقاية، وحتى لو كانت أعداد الإصابات منخفضة والإصابات الخطرة لا تزال نادرة، إلا أن الموجة السادسة ستشهد ظهور متحورات اوميكرون a4 وa5.
وعن طبيعة أعراض هذه المتحورات، أكد ان الأعراض مثل أعراض الموجة الخامسة فمتحورات اوميكرون معروفة بسرعة انتشارا إلا أنها لا تزال اقل خطورة، وقد لا تظهر الإصابة في تحليل ال pcr، لذلك يجب الحذر حال ظهور النتيجة سلبية في التحاليل.
وأضاف "عنان" في حديثه ل"البوابة نيوز" إن الفترة الحالية تتطلب العودة لارتداء الكمامات من جديد خاصة في أماكن التجمعات، وتلقى جرعة تعزيزية من اللقاحات، مشيرا إلى أن لقاح فايزر واللقاحات الصينية مثل "سينوفارم وسينوفاك" فعالة ضد أوميكرون.