قال الدبلوماسي النرويجي السابق جو إنجي بيكولد" إن الدول الأوروبية أصبحت ترى أن الصين تمثل تهديدًا للأمن الأوروبي".
وأضاف بيكولد ـ في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية ـ أن حلف شمال الأطلسي قام خلال اجتماع القمة الذي استضافته مدريد الشهر الماضي باعتماد مفهوم استراتيجي جديد باعتبار الطموحات الصينية وسياساتها، تمثل تحديًا للدول الأعضاء وللقيم والمبادئ التي يتبناها الحلف.
ويشير الكاتب إلى أن هناك العديد من الأسباب والعوامل التي دفعت حلف الناتو إلى اعتماد هذا التوجه منها أن الناتو يسعي من خلال استراتيجيته الجديدة إلى مواجهة الصعود المتزايد للصين في ظل النظام العالمي ثنائي القطب والذي يحل محل النظام الحالي أحادي القطب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية والذي بدأ في التسعينات من القرن الماضي وحتى بدايات الألفية الجديدة.
ويضيف الكاتب، أن اقتصاد الصين بدأ في التنامي على نحو ملحوظ، حيث تشير التقديرات إلى أنه سيتجاوز الاقتصاد الأمريكي بمقدار 25 بالمئة في عام 2026 إلى جانب توافر الموارد لدى الصين لزيادة ميزانية الدفاع والتي تزيد بمقدار أربعة أضعاف عن ميزانية الدفاع الروسية.
ويقول إن هذه العوامل تشمل أيضا تنامي القدرات التكنولوجية للصين على نحو ملحوظ واعتماد العديد من الدول الأوروبية على التكنولوجيا الصينية؛ ما يعرض تلك الدول إلى استخدام الصين التكنولوجيا الحديثة كسلاح موجه ضد الدول الغربية.
علاوة على ذلك، يقول الكاتب، إن القلق بدأ ينتاب الدول الأوروبية بشأن التزام الولايات المتحدة بالدفاع عن أمن منطقة المحيط الأطلنطي فطالما اطمأنت الدول الأوروبية لالتزام أمريكا بأمن الأطلنطي إبان الحرب الباردة بسبب التزام أمريكا باحتواء الاتحاد السوفيتي.
وأشار في الوقت نفسه، إلى أنه قد انتابت المخاوف الدول الأوروبية تشديد الصين قبضتها على هونج كونج؛ ما دفع دول أوروبا إلى تصنيف الصين على أنها تمثل تهديدا للأمن الأوروبي.
ويضيف الكاتب أن من ضمن العوامل التي دفعت أوروبا لتغيير نظرتها للصين هو ذلك التقارب الواضح بين الصين وروسيا خاصة بعد قيام موسكو بشن عمليتها العسكرية في أوكرانيا في أواخر فبراير الماضي حيث قامت الصين بزيادة حجم التجارة البينية مع روسيا وتقديم الدعم الدبلوماسي لها مما دفع الدول الأوروبية إلى اعتبار بكين شريكًا لروسيا في تلك الحرب التي تعد الأكبر والأوسع نطاقًا منذ عام 1945.
ويشير إلى أنه على الرغم من أن السياسة الأوروبية الجديدة تجاه الصين تعد مؤشرًا على وحدة الصف عبر الأطلسي إلا أنه من السابق لأوانه التأكيد أن تلك الاستراتيجية سوف تؤدي إلى تنسيق جيد بين أمريكا والدول الأوروبية بشأن الصين.