"الجنيه المصري" يعد أول عملة صدرت في المنطقة، بعد أن كان الاعتماد على الذهب والفضة، ومنذ صدوره كان بالعملات الورقية أو القطنية التي اعتاد عليها المصريين، حيث كان تصميم كل ورقة يحكي فترة تاريخية مرت على مصر، وحاليا تم تغيير العملات إلى البلاستيكية البولمير، وبدأت بفئة 10 جنيه، والتي تعد مواكبة للعصر وتتمتع بخصائص حديثة ومتطورة.
وكشف كتاب "فنون مصرية على العملات الورقية"، للدكتور أشرف رضا، الأستاذ بكلية الفنون الجميلة بجامعة حلوان، والرئيس التنفيذي لمجمع الفنون والثقافة، عن التصميمات والإبداعات التي دونت على العملة المصرية، فإن مصر ظلت بدون عملة نقدية محددة حتى عام 1834، حيث أصدر محمد علي، قرار بإصدار عملة مصرية تقوم على نظام الذهب والفضة، حتى تم اصدار اول عملة مصرية عام 1836، وفى 1 يناير 1899 صدر اول جنيه ورقي.
ويوضح كتاب "فنون مصرية على العملات الورقية"، مراحل تطور عملة العشرة جنيه في مصر، بأنها ظهرت لاول مرة بيناير 1912، ايام حكم الخديوى عباس حلمي الثاني، ورسم على وجهها مراكب راعية امام معبد الأقصر، وبالخلف زخارف يتوسطها شعار البنك الأهلي المصري، وفي عام 1931 بعهد الملك فؤاد الاول صدرت العشرة جنيه بتصميم جديد بمجموعة السلطان قلاوون والخلف رسمة للريف ومجموعة من النخيل والساقية، واستمر هذا التصميم طوال فترة حكم الملك فاروق، وفى نوفمبر 1952 بعد ثورة يوليو تم رسم تمثال الملك توت عنخ امون وتمثالى ابو الهول ومعبد الكرنك على العشرة جنيه الورقية، وفى أكتوبر 1963 تم رسم وجه الملك توت عنخ امون ونباتات وزخارف ونسر الجمهورية فى عهد الرئيس جمال عبد الناصر، وبحلول عام 1970 صدرت العشرة جنيه برسم للواجهة الشرقية لمسجد السلطان حسن، وتمثال الملك خفرع واهرامات الجيزة، وفى عام 1979 بعهد الرئيس أنور السادات، تم رسم صحن مسجد الرفاعي، وزخارف عربية والملك خفرع والاهرامات والاوزات الفرعونية، وفي عام 2003 صدرت بشكل جديد برسم مسجد الرفاعي وسط زخارف عربية والملك خفرع وزهور اللوتس، ومؤخرا فى يوليو 2022 صدرت العشرة جنيه البلاستيكية الجديدة حيث تضاعف عمرها الافتراضي 3 اضعاف، وبرسومات وتصميمات عصرية، فعلى وجهها مسجد الفتاح العليم بالعاصمة الجديدة وبالخلف الملكة حتشبسوت وتصميم يجمع بين الهرم ومكتبة الإسكندرية.
ويقول محمد سعد، خبير اقتصادي، ان الجنيه المصري كانت قيمته مرتفعة في عهد محمد علي وحتى ثورة 1952، لعدة أسباب منها انها كانت اكبر دولة منتجة وتصدر اجود انواع القطن والمواد الغذائية، وانشاء اسطول بحري، وحفر قناة السويس، وكانت مصر تصدر كل منتجاتها من خلال موانيها وقناة السويس، حتى ربطته بريطانيا بعملتها والتى كانت الأقوى عسكريا واقتصاديا.
وـوضح أن العملات الورقية بفئة الـ10 جنيه اتخذت اشكالا وتصميمات مختلفة منذ عام 1931 وحتى نسختها البلاستيكية الحالية، واستمرت مصر فى استخدام اول 10 جنيه ورقية لمدة 31 عاما، وفي عام 1970 استمر استخدامها لمدة 9 سنوات، وفى الألفيات منذ 2003 وحتى 2015 استمر نفس الشكل للعملة.
وأكد ان العشرة الجنية البلاستيكية الجديدة هى الافضل لانها تتمتع بصفات افضل من العملات الورقية حيث تتصف بالمرونة والقوة وسمكها اقل وعمرها الافتراضي اطول ومقاومة للماء وصديقة للبيئة واقل تلوثا ومن الصعب تزوريها وتزييفها.
وأشار إلى ان تصميمها اعتمد على الجمع بين المعالم التاريخية والحضارة الفر عونية وبين ما يتم انجازه حاليا، لافتا الى انها لا تتعرض للتلف وبالتالى هى توفر على الدولة مصروفات الطباعة.
وقال الدكتور على الادريسي، الخبير الاقتصادي، ان العملة الجديدة كانت بصدد الإصدار منذ عامين ولكن عرقلتها الظروف العالمية بعد تفشي فيروس كورونا مما أدى إلى تأجيل عملية الإصدار، مؤكدا أن فئة العشرة جنيه مصنوعة من مادة "البوليمر" وهي ليست مادة بلاستيكية، وهى مادة مختلفة عن ورق البنكنوت، والعالم كله اتجه لها لان تكلفة الطباعة اقل وصعبة التزوير، وللحد من الحالات الخاصة بالنصب والتزوير، وهى لا تنقل الامراض ويسهل إعادة تدويرها مرة أخرى، بجانب ان شكلها حضاري ولا يجوز الكتابة عليها او تشويه شكل العملة.
وأوضح ان البنك المركزى يبحث عن تقليل تكلفة الطباعة عن طريق تدفق عملة عمرها الافتراضي أطول، وإعادة تدويرها، وبدأت التجربة بفئة العشرة جنية ثم الانتقال للفئات الأخرى، حتى لا يتم ترويج شائعات حول اصدار العملات المصرية، لافتا الى ان هناك صعوبة فى توجيه المواطنين بتبديل كل فئات العملات بشكل مفاجئ.