قال علي فارس، موزع الموسيقي، إن هناك نوعاً مهماً من الاقتصادات غائبا عن الكثير من الناس خاصة بالدول العربية وهو اقتصاديات الموسيقى، والذي يؤثر ويتأثر بالاقتصاد العالمي، حيث يتم النظر إلى الموسيقى على إنها سلعة كغيرها من السلع التي تخضع لسياسة العرض والطلب ولها جمهورها الخاص.
وأوضح فارس، أن شكل الانتاج أو الاقتصاد الموسيقي تغير مع التوسع نحو المنصات الرقمية وظهور الإنترنت، الذي قضى على احتكارية العديد من شركات الإنتاج، حيث أصبح الإنترنت فضاء للمصادر المفتوحة بما يمثل التحدي الأكبر أمام حقوق الملكية الفكرية، كما جعل المحتكَر يتآكل من تلقاء نفسه.
وأضاف، أنه مع تغير شكل الإنتاج وتحوله إلى العالم الافتراضي، بدأت الموسيقى تجد لنفسها متسعاً لفرض تجارب جديدة، ومعها بدأ تيار ما يسمى "الموسيقى البديلة" أو الأندرجراوند في الظهور، باعتماده على قوة العالم الافتراضي، والمصادر المفتوحة.
ونوه علي فارس، بأن نسبة 75% من الموسيقي التي تُستهلك عبر الإنترنت يتم الاستماع إليها عبر تقنية "البث الإلكتروني" أو streaming لمقاطع الفيديو، أي لتلك الأغاني الموجودة على منصات الفيديو الإلكترونية بدلاً من تحميلها على الجهاز الخاص بالمستخدمين، في حين أن 45% من مستخدمي الانترنت يفضلون اختيار منصات البث الصوتي فقط وليس مقاطع الفيديو.
وتابع، أنه يتربع على عرش هذه المنصات بلا منازع موقع "يوتيوب"، والذي يفضله 46% من المستخدمين الذين يفضلون بث مقاطع الفيديو، ويأتي الشباب كأصحاب أكبر نسبة وسط هذه الفئة التي تفضل الذهاب إلى أكبر موقع عالميا فيما يخص الفيديوهات بـ80%، كما أن 85% من مستخدمي يوتيوب يستمعون عبره إلى الموسيقى، وهو الأمر الذي يدخل لصناعة الموسيقى دولارا واحدا على الأقل من كل واحد منهم.