الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

تقارير وتحقيقات

احذر المسكنات.. «هيئة الدواء»: الإفراط في تناولها يسبب تدهور وظائف الكلى.. «الحق في الدواء»: تفعيل الروشتة الإلكترونية لحماية المرضى واحترام مهنة الطب والصيدلة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

الألم أكثر ما يكرهه البشر، لذلك يلجأ الكثيرون للمسكنات، بحثا عن الراحة، وهربا من الألم بكافة أشكاله، فهى عبارة عن أدوية تستخدم لتسكين الآلام، كما يمكن الحصول عليها دون الحاجة لوصفة الطبيب، وبالرغم من انتشار استخدام المسكنات بشكل كبير، إلا أنها يمكن أن يكون لها مخاطر وأضرار على المدى البعيد.

تدهور وظائف الكلى

وقد حذرت هيئة الدواء المصرية، من خطورة الإفراط في تناول المسكنات؛ لما تسببه من أضرار صحية مثل تدهور وظائف الكلى، مهيبة المواطنين بضرورة استخدام المسكنات، كما هو موصوف، وبأقل جرعة ممكنة لأقصر فترة زمنية ممكنة، مع ضرورة استشارة مقدمي الرعاية الصحية من الأطباء والصيادلة قبل تناولها، محذرة من استخدامها بدون وصفة طبية لمدة أكثر من ١٠ أيام للألم أو ٣ أيام للحمى.

نصائح طبية للمرضى

وأكدت الهيئة على ضرورة استشارة الطبيب أو الصيدلي في حال استمرار الألم أو الحمى لمدة أطول، وقبل تناول المسكنات وخاصةً للمرضى الذين يعانون من أمراض الكلى، وكبار السن فوق الـ ٦٥ عامًا، أو المرضى الذين يتناولون الأدوية المدرة للبول، بالإضافة إلى المرضى الذين يعانون من أمراض القلب، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض الكبد.

وأضافت الهيئة أنه يجب زيادة كمية السوائل التي يتم تناولها يوميًا لتصبح من ستة لثمانية أكواب عند تناول المسكنات، وقراءة التعليمات المدونة في نشرة المستحضر، حيث تسعى الهيئة  لنشر الوعي فيما يخص الأدوية والمستحضرات الصيدلية والاستخدام الآمن والأمثل لها في مصر.

وتابعت: وذلك من خلال استخدام الدلائل العلمية الصحيحة والمحدثة، وتزامنًا مع انتشار ظاهرة الإفراط في تناول المسكنات في الآونة الأخيرة كوسيلة سريعة للتخفيف من الألم يلجأ إليها الكثير من الأشخاص، وخاصة المسكنات التي تُصرف دون وصفة طبية.

ضحايا المسكنات

يقول «أ. س»: "كنت أشعر بآلام في العمود الفقري بصفة مستمرة، ونصحني أحد الأشخاص بتناول مسكنات قوية وشعرت ببعض الراحة، ومع الوقت فقدت هذه المسكنات قدرتها على تسكين الألم، مما اضطرني إلى تناول مسكنات أقوى، والتي تحتوي على مادة الكورتيزون وهنا حدث ما لا يحمد عقباه، فبعد فترة شعرت بتغير في وزني وعدم القدرة على بذل أي مجهود، وعند زيارة الطبيب اكتشفت إصابتي بقصور شديد في وظائف الكلى والكبد مع وجود التهاب مناعي نتيجة التعامل الخاطئ مع المسكنات وخاصة الكورتيزون".

وتقول «م. ع»: "تعودت على المسكنات منذ فترة طويلة خصوصا مع آلام الدورة الشهرية، وذلك دون الرجوع إلى طبيب، فأغلب البنات اعتدن على الهروب من هذه الآلام بأخذ مسكنات معروفة، وينصحن بعضهن بها وهذه من أخطر العادات لدينا، فبعد تجربتي مع المسكنات الخاطئة، والتي بدأت معي بالشعور بالقيء والهذيان وانتهاء بنزيف في الرحم، أنصح كل فتاة بعدم تناول أي دواء إلا بعد استشارة طبيب متخصص وبعد إجراء عدة تحاليل لمعرفة أنسب الأنواع، فلكل حالة علاج مناسب قد يكون غير مناسب في حالات أخرى".

مخاطر تناول المسكنات باستمرار

من ناحيته، يقول الدكتور محمد عز العرب، أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إن هناك فرقا بين استخدام المسكنات لفترة مؤقتة باستشارة الطبيب واستخدامها لفترة زمنية أطول، فإن المسكنات التي تحتوي على الباراسيتامول تم وضعها ضمن «otc» على مستوى العالم.

وأكد "عز العرب"، خطورة استخدام أو تناول المسكنات وكذلك المضادات الحيوية دون وصفة طبية من الطبيب المعالج، وإن كان استخدامها طارئا فلابد من استشارة الطبيب قبل استخدامها.

ويضيف "عز العرب"، لـ«البوابة»، أنه من غير المسموح تناول المريض للمسكنات من تلقاء نفسه، دون الرجوع إلى الطبيب في البداية، فمن الممكن أن تسبب هذه المسكنات مضاعفات في الزائدة الدودية، وتأثرها سلبًا، فضلًا عن غيرها من المضاعفات الأخرى العديدة.

وأشار أستاذ الجهاز الهضمي والكبد، والمستشار الطبي للمركز المصري للحق في الدواء، إلى أن المسكنات قد تعالج عرضا وليس المرض، ومن الخطأ استخدامها فمن الممكن أن تخفي المرض الذي يحتاج الطبيب إلى معرفته، وعلى المدى الطويل لها تأثير ضار على الكبد والكلى، فقد تسبب الالتهاب الكبدي المزمن أو التليف، ومضاعفات تؤدي إلى الفشل الكلوي.

ضوابط على الصيدليات

وطالب "عز العرب"، بضرورة وجود تشريع وقانون ملزم للصيدليات لمنع بيع المسكنات والمضادات الحيوية إلا بروشتة طبية، فضلًا عن ضرورة زيادة الوعي لدى المواطنين بخطورة استخدام المسكنات دون استشارة الطبيب، فمن الممكن في حالة استخدامها في العضل أن تؤدي إلى صدمة تفاعلية تسبب الوفاة، أو ينتج عنها توقف عضلة القلب.

بيع الأدوية في الصيدليات بدون روشتة

في سياق متصل؛ يقول محمود فؤاد، المدير التنفيذي للمركز المصري للحق في الدواء، إن الصيدليات تقوم بصرف الأدوية للمرضى دون الحاجة إلى روشتة طبية من الطبيب المعالج، والتفاعلات الكيميائية للأدوية التي قد تؤثر على حالة المريض الذي لديه تاريخ طبي عائلي؛ موضحًا أن هناك أطفالا في هذا العام توفوا نتيجة حقن تم السماح بإعطائها لهم من خلال الصيدليات دون النظر إلى تأثيرها السلبي على حالة المريض الصحية، فكان لابد من إجراء اختبار حساسية قبل إعطاء هذه الحقن، حيث يدفع المريض حياته ثمنا لإعطائه حقنة.

ويضيف «فؤاد»، لـ«البوابة»، أن مصر تواجه أزمة حقيقية وهي أنه نحو ١٥٪ من صيدليات مصر يقوم بإدارتها غير الصيادلة، حيث يقومون بشراء الاسم فقط، دون وجود طبيب داخل الصيدلية، وهي أزمة اشتكت منها نقابة الصيادلة كثيرًا، فهناك نحو ٨٣ ألف صيدلية، وبالتالي فإن نسبة الـ ١٥٪ تشكل أزمة.

ويتابع: وقد تكون مصدرًا لبيع الأدوية المخدرة وأدوية الجدول وزيادة أعداد المدمنين، فضلًا عن بيع المسكنات والمضادات الحيوية فهم الأعلى نسبة في البيع، مشيرًا إلى أن كثيرًا من المواطنين يتوجهون للصيدلية لأخذ أدوية مسكنة أو مضادات حيوية لتسكين الآلام، الأمر الذي يحمل نتائج صحية وخيمة ويدفع ثمنها الشخص بعد مرور فترة زمنية طويلة.

الروشتة الإلكترونية

ويؤكد «فؤاد»، أن دول العالم عند الدخول للصيدلية لابد أن يكون الشخص حاملًا للروشتة الطبية المختومة، ففي مصر فإن الروشتة الطبية الورقية وهي عبارة عن ورقة تحمل اسم الطبيب فقط، ولكن الروشتة كما يعرفها العالم منذ نحو ١٥ عامًا مع اختراع الكمبيوتر هي الروشتة الإلكترونية، حيث يسجل الطبيب على الكمبيوتر بيانات المريض وسنه ووزنه وطوله ثم يسجل الأدوية التي يتناولها المريض ويتم ختمها، ثم تقوم الصيدلية بصرفها للمريض بشكل آمن جدًا.

ويضيف: أن العلم تقدم كثيرًا فنجد أن هناك الصيدلة الإكلينيكية، وهو صيدلي فاهم التفاعلات الكيميائية الخاصة بالدواء ويتواجد داخل المستشفيات الكبيرة والخيرية مثل: «مستشفى ٥٧٣٥٧ ومعهد ناصر ومستشفى أحمد ماهر والسعودي الألماني»، ويقوم بالتحدث مع الطبيب حول الأدوية وتفاعلاتها مع الأدوية الأخرى التي يتم صرفها للمريض، بما يؤثر سلبًا على صحة المريض، وهو ما يمثل الرعاية الطبية الكاملة المتكاملة.

ويتابع، أن الصيدليات تصرف المسكنات والمضادات الحيوية دون التأكد من الحالة الصحية للمريض سواء كان مريض قلب أو كلى أو كبد أوغيره، وتأثير هذه الأدوية على المريض سلبًا، مطالبًا بتعميم الروشتة الإلكترونية المختومة بختم الطبيب المعالج في مصر والتخلص من الروشتة الورقية، لافتًا إلى أن ختم الروشتة الطبية أمر قد يرفضه بعض الأطباء، حتى لا يكون مضطرا لدفع الضرائب المقررة للدولة، فهم أقل أشخاص في المجتمع المصري يدفعون ضرائب للحكومة.

فإن الصيدلي مهنة تجارية في مصر، ولكنه هو الخبير الأول في الدواء إذا قام بمهامه بالشكل السليم، فهناك مليارات من الجنيهات يتم صرفها على المضادات الحيوية والمسكنات الأمر غير الموجود في أي دولة من دول العالم، ولكن الغرض هو الوقاية وليس تمكن المرض من المريض، فإن الإنفاق الصحي للمصريين في العام قبل الماضي ٢٠٢٠ وصل لنحو ١١٨ مليار جنيه، ونحو ٦٣٪ من هذا المبلغ من أموال المواطنين من خلال الشراء من الصيدليات.

وشدد على ضرورة احترام مهنة الطب والصيدلة والحفاظ على حياة المريض، وإلزامه بوجود روشتة طبية أثناء صرف الأدوية من الصيدليات، فهناك أدوية تسمى بـ «OTC»، والتي تستخدم لعلاج الصداع وتسكين الآلام وغيرها، وهناك أدوية تسمى بالأدوية الوصفية هي التي يصفها الطبيب للمريض بعد أن يقوم بتشخيص الحالة الصحية.

«الصحة العالمية»: المسكنات تؤثر على فعالية اللقاحات

حذرت منظمة الصحة العالمية (WHO) من تناول المسكنات قبل جرعة تطعيم فيروس كورونا للوقاية من الآثار الجانبية المحتملة، لأنها قد تؤثر على فعالية اللقاحات، وفي حالة كان المتلقى يعاني من الحمى أو آلام في الجسم.

وتقول المنظمة إنه يمكن لمن يتعاطون اللقاح تناول «باراسيتامول أو مسكنات أخرى» للسيطرة على الآثار الجانبية مثل الألم أو الحمى أو الصداع أو آلام العضلات بعد التطعيم ولكن ليس قبل أخذ اللقاح، حيث تعمل مسكنات الألم بطرق مختلفة على الأجهزة العصبية المحيطية والمركزية، وتختلف عن الأدوية المخدرة التي تذهب الشعور كليًا بشكل مؤقت، وهي غالبا لا يجوز تناولها في حالة التطعيم ضد كورونا.

١٧٧ مليون عبوة مسكن سنويًا

ويقول الدكتور أحمد العزبى، رئيس غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات، إن حجم استهلاك المرضى لأدوية وعقاقير المسكنات للألم فى السوق المصرية يقدر بنحو ١٧٧ مليون عبوة سنويًا بقيمة ٢ مليار جنيه؛ مضيفا أن غالبية تلك الأدوية يتم إنتاجها محليا، ويتم تصديرها، وبالفعل تساعد هذه الأدوية في تخفيف الألم ولكنها يمكن أن تؤدي إلى أضرار صحية أخرى، مثل: آلام المعدة وغيرها من الآثار السلبية على الجسم.