«أهلا أهلا بالعيد.. مرحب مرحب بالعيد»، دائما نستقبل أعيادنا بهذه الأغنية الشهيرة التى أصبحت أيقونة للأعياد فى مصر ومعظم الدول العربية، حيث استعد المسلمون هذا العام لاستقبال عيد الأضحى المبارك ومظاهر الاحتفال به، والتى تتجسد فى ذبح الأضحية أو شراء اللحوم لإعدادها خلال أيام العيد، ما يتطلب بعض النصائح الغذائية تجنبًا للأضرار الصحية التى قد تصيب المواطنين نتيجة تناول كميات كبيرة من اللحوم خلال العيد.
كشفت أحدث دراسة للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، الخاصة بالدخل والإنفاق الأسرى، أن متوسط دخل الأسرة فى المدن بلغ ٨٠ ألفا و٩٣٢ جنيها مقابل ٥٩ ألفا و٦٦٣ جنيها فى الريف، حيث تخصص نحو ٢٦.١٪ من دخلها للإنفاق على اللحوم. كما بلغ حجم استهلاك السوق المصرية من اللحوم نحو ١.٢ مليون طن سنويًّا، وفقًا لما أوضحته شعبة القصابين بالغرفة التجارية بالقاهرة.
%57 نسبة الاكتفاء الذاتى من اللحوم الحية
وفقًا لتقرير مجلس الوزراء الصادر فى مارس الماضى، بلغت نسبة الاكتفاء الذاتى من اللحوم الحية ٥٧٪ ومدة تغطية ٩.٥ أشهر، كما وصلت حجم التعاقدات الحكومية من السلع الاستراتيجية منذ يوليو ٢٠٢١ حتى الآن، للحوم الحية ٢٦ ألف طن، واللحوم المجمدة ٣.٨ ألف طن.
ارتفاع أسعار الأضاحى
تشهد أسعار الأضاحى فى مصر هذا العام ارتفاعًا ملحوظًا، حيث سجل سعر كيلو الضأن ما بين ٧٩ و٨٥ جنيها «قائم»، يكون السعر مختلفا تماما بالنسبة لكيلو اللحم العجالى، والذى سجل خلال الأيام الماضية ما بين ٧٠ و٧٥ جنيها، وفى الغرفة التجارية يتراوح سعر الضأن المناسب للأضحية بين ٤٠٠٠ و٥٠٠٠ جنيه، بينما تتراوح أسعار عجول الأضحية بين ٢٠ و٢٥ ألف جنيه.
تتراوح أسعار العجول ما بين ١٧ ألفا و٣٥ ألف جنيه، ولكن الأسعار تختلف على حسب عمر العجل ووزنه، أما سعر الماعز يبدأ فى السوق من قيمة ١٤ ألف جنيه وحتى ٤٥٠٠ جنيه مصرى، فيما يتراوح سعر الخروف ما بين ٣ آلاف جنيه إلى ٥٥٠٠ جنيه، والأسعار تختلف على حسب وزن الخروف.
يتراوح سعر الكيلو اللحم الكندوز بمحال الجزارة من ١٨٠ إلى ٢٢٠ جنيها للكيلو، ووصل سعر الكيلو للحم الضأن نحو ١٨٠ جنيهًا بارتفاع ٢٠٪ مقارنةً بالشهر الماضى، ويأتى الارتفاع بسبب تزايد الطلب على اللحوم مع قدوم عيد الأضحى، فضلًا عن ارتفاع أسعار الأعلاف أيضًا وكثرة الحلقات الوسيطة فى بيع الأضاحى وزيادة تكلفة النقل، والتى كانت سبب أساسى فى زيادة الأسعار.
وتقول «آلاء السنى»، جزارة، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، إن أسعار اللحوم فى عيد الأضحى هذا العام ارتفعت بشكل ملحوظ، مقارنةً بالعام الماضى فى نفس هذه الفترة، فإن الزيادة تصل نحو ١٥ جنيها، موضحة أنه سعر البقرى فى السوق يتراوح ما بين ٨٣: ٨٥ جنيهًا وفقًا للعلف، أما الجاموسى نحو ٦٥ جنيهًا، والخرفان القايم ٩٠ جنيهًا، والبدارة ٨٥ جنيهًا، والماعز ١٠٠ جنيه، موضحة أن الأسعار فى ارتفاع مستمر، ويشهد السوق حالة من الركود خلال هذه الفترة.
أضاحى وزارة الزراعة
أعلنت وزارة الزراعة، عن أسعار الأضاحى هذا العام فى منافذها أو الراغبين فى شرائها من مزارع وزارة الزراعة، ليصل سعر الكيلو جرام من لحم الضأن فى مزارع الوزارة إلى ٧٥ جنيها، فيما يتراوح سعر الخروف المناسب للذبح بين ٣ آلاف و٦ آلاف جنيه، موضحة أن الكيلو من العجول البقرى القائم يبلغ سعره ٧٠ جنيها، لتتراوح الرأس بين ٢٠ ألفا وحتى ٣٢ ألف جنيه.
روشتة اختيار الأضاحى
نصح الدكتور أيمن عادل، مدير عام الإدارة العامة للتفتيش على اللحوم بوزارة الزراعة، المواطنين بضرورة عدم شراء أضحية العيد من الباعة الجائلين مثل الشوادر الموجودة فى الشوارع وغير المعروفة، ويجب الشراء من جزار موثوق فيه وسمعته جيدة، أو من الشوادر الخاصة بوزارة الزراعة فى المحافظات وهى أشياء موثوق فيها ومعروفة، وعند شراء الأضحية يجب أن نفحص شكلها الظاهرى، وألا تكون بها أى جروح أو قطع فى الجلد أو الأذن، وألا يكون حيوانا خاملا، ويقف طبيعيا وبه جزء من النشاط، فضلًا عن أنه يجب أن تكون العين لامعة وليس بها إحمرار أو إفرازات سواء من العين أو الأنف والفم.
وأكد عادل، ضرورة النظر على الجزء الخلفى للحيوان والتأكد من خلوه من أى إفرازات على الساق من الخلف وبالنسبة للأسنان أن يكون جزءا من أسنانه غير لبنية حتى يكون سنه مناسبا للأضحية، وتحسس ظهره والعمود الفقرى لرؤية إذا كان به لحم من غيره، مضيفًا أنه بالنسبة للخروف لا يقل عمره عن سنة حتى نستطيع إخراج لحم منه ويفضل أن تكون ليته صغيرة حتى لا تحمل فى الوزن وأن تكون الفروة نظيفة ولا يوجد بها أى طفيليات.
وأشار إلى أن الوزارة تستعد بشكل لاستقبال عيد الأضحى حيث تم رفع حالة الاستعداد القصوى فى المجازر وأطباء التفتيش على اللحوم وإعطاء تعليمات باستقبال الذبائح الخاصة بمن يريدون التضحية والذبح بداخل المجزر، ووفرنا كل شيء من الصرف الصحى والمياه والتنبيه على اتخاذ الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا والتى تتمثل فى التطهير بعد انتهاء أعمال المجزر وارتداء العاملين للكمامات، موضحًا أن للأُضحية شروطا، بالنسبة للإبل يجب أن يكون عمرها ٥ سنوات واقتربت من السنة السادسة، والبقر سنتين واقتربت من الثالثة، والضأن سنة واقتربت من الثانية، أما الماعز فسنتين واقتربت من الثالثة.
نصائح طبية
نصح عدد من خبراء التغذية، المواطنين بضرورة الابتعاد خلال أيام عيد الأضحى عن شرب أى نوع من المشروبات الغازية الضّارة والمليئة بالسكريات، والاعتماد على شرب المشروبات الطبيعيّة والعشبية كالشاى الأخضر، شاى النعناع، وشاى الينسون، وعدم الإكثار من تناول اللحوم المليئة بالدهون، والاكتفاء بتناول طبق واحد فى اليوم، مع الحرص على تناول طبق من الخضار الطازج قبل تناول اللحم.
كما لابد من غسل اليدين جيدًا عندما تتعامل مع اللحوم النيئة، مع الحرص كذلك على غسل كل الأدوات التى استخدمتها فى تقطيع اللحم، وذلك تجنبًا لكل أنواع البكتيريا والجراثيم الضارة، وعدم شرب المياه مباشرةً بعد تناول وجبة اللحوم خلال الغداء أو العشاء، وذلك لأن شرب المياه بعد الطعام مباشرةً يتسبب فى إصابة الإنسان بعسر الهضم المُزعج، كما أن إضافة القليل من البقدونس الأخضر إلى وجبات الطعام اليومية يُساعد على تعديل درجة الحموضة فى المعدة، مما يقى الإنسان من الإصابة بالحموضة الزائدة، ويمنع الجسم من امتصاص الدهون الضّارة.
نصحوا الخبراء أيضًا بضرورة تقطيع لحوم الأضحية بشكلٍ سريع، ووضعها فى أكياسٍ نظيفة ومخصصة لحفظ الأغذية، ووضعها فى الثلاجة لتصل إلى درجة التجمد، ويفضل تقسيم الوجبات اليومية خلال أيام عيد الأضحى إلى خمس وجبات صغيرة بدلًا من ثلاث وجبات كبيرة، والابتعاد عن الجلوس لساعاتٍ طويلة فى المنزل أو فى مشاهدة التليفزيون، والمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية الخفيفة يوميًا لمدة نصف ساعة، فضلًا عن شرب كميات كبيرة من المياه فى اليوم فهى تساعد على تخليص الجسم من السموم والأملاح المُحتبسة والتى تسبب الانتفاخ والتورم للإنسان.
أضرار تناول اللحوم بكثرة
وبدوره، يقول الدكتور هشام الوصيف، استشارى السمنة والنحافة، إن اللحوم من الوجبات الأساسية لجسم الإنسان، حيث يحتاج الجسم للبروتينات، ولكن لابد من أخذ هذا الاحتياج بصورة سليمة وليس خاطئة، فخلال عيد الأضحى يحتفل المسلمون بقدومه وزيارات الأقارب والأهل، إلا أن هذا الأمر يعنى إهمال الأطعمة وزيادة الوزن، فإن زيادة تناول اللحوم تسبب الضرر للإنسان، مشيرًا إلى أن البروتين يفيد الجسم من خلال ما يسمى بـ «أمينواسيد»، وزيادة كمية البروتين تزيد من النقرص يسبب تآكل وخشونة فى المفاصل، وتزيد الآلام فى حالة إذا كان الشخص يعانى من آلام فى المفاصل من الأساس، واللحوم الحمراء إذا كانت خالية من الدهون فهى تتضمن دهون، وبالتالى يزداد الكولسترول مع تناول اللحوم.
ويستكمل «الوصيف»، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أنه فى الأضاحى وتناول الأطعمة فى العيد تكون نسبة الدهون عالية، فيكون أجزاء من البقر أو الجاموس تتضمن نسبة دهون أعلى، ويتم طبخها وتناولها خلال أيام العيد، فضلًا عن أنه هناك بعض المواطنين يتناولون اللحوم على مدار الثلاث وجبات «الإفطار- الغداء- العشاء»، وهو أمر خطير لابد من التحذير منه، فإن تناول البروتين يتم فى وجبة الغداء، وإذا تم تناول الكبدة فى وجبة الإفطار فليس هناك مانع طالما بكميات قليلة دون زيادة، والحصول على وجبة كاملة بتناول السلطات الخضراء مع العيش أو الأرز، وشرب كميات جيدة جدًا من المياه خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى عدم تناول اللحوم على مدار أيام العيد، فلابد من التغيير بتناول الأسماك أو الفراخ أيضًا.
ويشير إلى أن شرب السوائل الساخنة أمر جيد جدًا مثل الشاى الأخضر أو الزنجبيل أو القرفة تساهم فى رفع معدلات الحرق للجسم وتقلل من معدل الكولسترول أيضًا، ولكن لا يجب أن يتم تناولها على معدة فارغة للأشخاص الذين يعانون من مشكلات فى المعدة من الأساس، بالإضافة إلى تقليل كمية السكريات خلال هذه الفترة، فإن نسبة البروتين التى يحتاجها الجسم تتم من خلال عملية حسابية وهى ضرب ١.٥ فى وزن الجسم، والنتيجة هى كمية احتياجه للبروتين بالجرامات.
الطريقة الصحية لإعداد اللحوم
كما يضيف الدكتور إبراهيم عبد الحكيم، استشارى التخسيس والتغذية العلاجية، أن التأكد من خلو الأضحية من الأمراض ضرورى جدًا، خاصةً بعد انتشار الأمراض الوبائية خلال هذه الفترة، فلابد من التأكد من سلامتها فى البداية، موضحًا أن بعض المواطنين يقومون بأخذ الأضحية ويستخدمونها فى الطعام مباشرةً، وهو أمر خاطئ تمامًا يلحق الضرر بهم، حيث لابد من ترك لحومها لمدة ٤ ساعات على الأقل حتى لا تحتفظ بالسموم داخل الطعام بعد إعدادها.
ويوضح «عبد الحكيم»، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أن الأشخاص الذين يعانون من السمنة على مدار أيام العيد عليهم الابتعاد عن الدهون قدر الإمكان، فعليهم الابتعاد عن تناول الريش والكبد والطحال لاحتوائهم على كمية كبيرة من الدهون، فضلًا عن عدم استهلاك كميات كبيرة من اللحوم الحمراء لمن يعانى من التهابات فى المفاصل والنقرص، حيث إنها تزيد من الأملاح على الكلى، وتسبب مشاكل الحصوات والحالب فى هذا الجزء من الجسم، مشددًا على ضرورة شرب كميات كبيرة من المياه يوميًا، حيث أنها تساعد على التخلص من السموم والأملاح، خاصةً فى فصل الصيف.
السلطة والفواكه أساسيات وجبات العيد
ويتابع، أن تناول السلطة ضرورى جدًا فى الوجبات اليومية، وخاصة التى تحتوى على ٣ ألوان مختلفة فيما أكثر، لأنها تحتوى على كمية كبيرة من الألياف والمعادن، بالإضافة إلى ضرورة تناول الفواكه خلال أيام العيد، لأنها تحتوى على المعادن وتساعد فى تخلص الجسم من السموم، لافتًا إلى أن المعدل الطبيعى لتناول اللحوم يوميًا يكون من ٧٠: ٩٠ جراما فى اليوم الواحد، وألا يزيد هذا المعدل على ١٠٠ جرام، كما يفضل ممارسة الرياضة خلال فترة الأجازة، وخاصةً لمن يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، حيث إن فترة المواسم والأعياد يعرف عنها كثرة العزومات والزيارات العائلية والتجمعات على تناول الطعام. ويشير إلى أن طريقة إعداد الطعام أو الطهى مهمة جدًا، حيث يفضل التسوية للحوم من خلال السلق الجيد وعدم وضعها فى مرحلة «التسبيك»، لأنها تحتوى على كمية كبيرة من الدهون، وبالتالى لا يمكن وضع أو إضافة الدهون الإضافية أو الخارجية داخل تسوية اللحوم، مضيفًا أن كمية البروتين التى يحتاجها الأطفال لابد أن تتناسب مع وزنهم، فإن الكيلو جرام يحتاج إلى نحو ١.٢ جرام بروتين لمنع تأثير الزيادة فى البروتين على صحة الأطفال، مشددًا على ضرورة مراعاة عدد ساعات النوم خلال فترة أجازة العيد لمنع الإصابة بالتخمة ومن ثم زيادة الوزن.
التعامل مع لحوم العيد وعاداته
وفى سياق متصل، يرى الدكتور عمرو ناجى، أخصائى التغذية الإكلينيكية والسمنة والنحافة، أن الطريقة المثلى لتجنب حدوث أى مضاعفات أو مشاكل صحية تكون من خلال إتباع نظام غذائى متوازن يحتوى على البروتين والنشويات المعقدة والأملاح المعدنية والفيتامينات، فمن المهم فى البداية اختيار أنواع اللحوم التى يتم تناولها من حيث ضمانة خلو الذبيحة من الأمراض، عدم تناول كمية كبيرة من اللحوم، لأن الجسم يحتاج عددًا معينًا من الجرامات فقط يوميًا، والابتعاد تمامًا عن اللحوم الدسمة والأحشاء الداخلية للذبيحة، خاصةً المصابين بارتفاع الدهون الثلاثية أو الكوليسترول؛ لاحتوائها على نسبة كبيرة من الدهون المشبعة، التى ترفع مستوى الكوليسترول فى الجسم.
ويؤكد «ناجى»، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، على ضرورة اختيار أفضل الطرق الصحية لطهى اللحوم، سواء بالسلق أو الشوى أو فى الفرن (روستد)؛ للتخلص من أكبر قدر من الدهون الضارة، وتجنب استهلاك كميات كبيرة من النشويات، لا سيما غير المعقدة مثل الأرز الأبيض والمكرونة، خاصةً لمن يعانى السمنة وارتفاع الدهون الثلاثية والكوليسترول فى الدم، وتناول النشويات المعقدة مثل الأرز كامل الحبة والمكرونة الكاملة والعيش البلدى، لكن بكميات معقولة، والاهتمام بتناول السلطة الخضراء سواء فى وجبة الإفطار أو مع الغداء، إذ تحتوى على مواد مضادة للأكسدة تساعد على التخلص مما يعرف بـ"الشوادر الحرة» الموجودة فى اللحوم. ويواصل، أن السلطة مصدر جيد للأملاح المعدنية والفيتامينات التى يحتاجها الجسم، وهى غنية بالألياف التى تساعد فى التخلص من الكوليسترول الزائد الموجود فى الأكل، ولابد من تناول قدر من الخضراوات الورقية الداكنة مثل البقدونس مع وجبات اللحوم المشوية، كونها غنية بمضادات الأكسدة التى تساعد على التخلص من الأجسام الضارة التى تتكون نتيجة استخدام الفحم فى الشوى، وتناول السوائل ضرورى جدًا، وعلى رأسها الماء، على أن يتراوح معدلها بين لترين إلى ٣ على الأقل، واستبدال المواد الغازية بعصائر طازجة أمر مفيد جدًا للجسم، إذ تمده بكم جيد من السوائل التى يحتاج إليها وتسهم فى تعزيز المناعة وتدعيم الجسم بالفيتامينات، ومنها عصير البرتقال والموز باللبن والجوافة.
ويتابع، أن تناول الفاكهة مهم خاصة للمصابين بالسمنة، إذ تُنصح هذه الفئة باستبدال العصائر الطازجة بثمار فاكهة تمدهم بالأملاح المعدنية والفيتامينات، وتساعد على تنظيم حركة الهضم والتخلص من الكوليسترول الزائد، والابتعاد عن الأطعمة المملحة والمحفوظة، خاصةً لمرضى السكرى والكلى والقلب وضغط الدم.
اللحوم أو الأضحية السليمة
نصح الدكتور فهيم عزيز شلتوت، أستاذ الرقابة الصحية على اللحوم، عضو مجلس قسم مراقبة الأغذية كلية الطب البيطرى جامعة بنها، بعدم شراء الأضحية من أماكن مجهولة حتى لا يتعرض المواطن للنصب وشرائها مريضة، فلابد أن تكون من مصدر موثوق فيه، فضلًا عن متابعة الأطعمة التى يتم تقديمها للحيوان المراد شراؤه للتأكد من تغذيته السليمة وصحته أيضًا، مشيرًا إلى أن الأضاحى السليمة تظهر من خلال سلامة شعرها وجلدها وعينيها وأن تكون منطقة الفم رطبة، بالإضافة إلى عدم معاناته من الإسهال، وأن يكون وزنه مناسبا، وبعد ذبحها لابد من تخزينها فى الثلاجة فى البداية ثم وضعها الفريزر للتجميد لضمان عدم فساد اللحمة، لأنه بعد ذبح الأضحية تكون اللحمة ساخنة.
ويوضح «شلتوت»، فى تصريح خاص لـ«البوابة»، أن شراء اللحوم يتطلب أن تكون من مكان معروف ومشهور بالسمعة الحسنة، ولابد أن تكون مختومة بشكل واضح، فمن خلال هذا الختم يتم كتابة نوع اللحمة واسم المجزر الذى تم الذبح به وتاريخ الذبح، وهو بمثابة تأكيد على أنه تم الكشف البيطرى على الأضحية قبل الذبح وسلامتها وصالحيتها للاستخدام قبل بيع لحومها، مضيفًا أن اللحمة السليمة تكون ذات اللون الأحمر الوردى وريحتها طيبة وطازجة، ويعرفها المواطنين ذات الخبرة فى مجال شراء اللحوم منذ سنوات، حيث يمكن معرفة صلاحية اللحوم من خلال وضع شريحة منها فى كوب ماء وتكون سليمة فى حالة تحول المياه للون الأحمر القرمزى الخفيف، ولكن إذا تحولت للون الأحمر المدمم تكون غير صالحة.
ويواصل، أن شراء اللحوم المجمدة يتطلب التأكد من تاريخ صلاحيتها والانتهاء، فهى تكون أشبه «بالحجر» وفى حالة عدم كونها كذلك تكون فاسدة، كما أن الثلج المحيط باللحوم المجمدة فى حالة كونه أبيض كما هو، فإن هذا يعنى أن هذه اللحوم مجمدة لم تتعرض لـ«التسييح» من قبل، فضلًا عن ضرورة فحص لونها، مؤكدًا أنه يفضل أن تكون اللحمة فى المدة الأولى من تاريخ الإنتاج، ومحفوظة فى درجة تبريد من ١: ٤ درجة مئوية، لأن مدة حفظها مرتبطة بظروف التخزين، وأن تكون من مكان معروف وموثق.
العمر والوزن المناسب للأضاحى
كما يضيف الدكتور شعبان درويش، مدير عام الطب البيطرى السابق بالجيزة، أن شراء الأضحية إذا كان من الأخراف يكون سنها فوق الـ ٦ أشهر، والجديان سنها من عام واحد، والأبقار يكون عمرها عامين، والجمال ٥ سنوات، وبهذه الأعمار تكون مكتملة الأجسام، مشددًا على ضرورة خلو هذه الأضاحى من الأمراض المعروفة وخالى من العيوب والتشوهات، وأن يكون أقرن أملح وبدنة قد تكون ذكور أو إناث، والعجول فى الأضحية لابد أن تكون مكتملة مندية من الفم ولا تظهر عليها مظاهر الإرهاق أو الهذال أو انخفاض الوزن ومتوسط وزنها يكون من ٣٠٠: ٣٥٠ كيلو، لأن فوق الـ ٤٠٠ يكون مليئ بالدهون.
ويستكمل «درويش»: عند ذبح الأضحية والتشفيه والسلخ لا يمكن وضع اللحوم فى أكياس بلاستيكية، حتى لا يحدث احتباس حرارى وتفسد اللحمة، فلابد من وضعها فى التبريد فى المرحلة الأولى وتكون «مفرودة» غير معبئة سواء فى الثلاجة أو خارجها، ثم تجميدها، لافتًا إلى أنه من الضرورى شراء اللحمة أو الأضحية من مصدر معروف ومختومة من المجزر الموجود فى المنطقة أو المحافظة التى يتم الشراء منها، وعندما تكون اللحمة مدورة فهى صغيرة فى السن، ومربعة تعنى أنها كبيرة فى السن، وإذا كانت مثلثة فى الأغنام تكون كبيرة ومثلثة فى الأبقار تكون كبيرة فى العمر، وعند شرائها يتم تقطيعها من مكان واحد أو قطع جزء من السن، ولكن التنقل بتقطيع اللحوم من الذبائح المختلفة فهو أمر خاطئ.
ويوضح، أن اللحوم عندما تكون الفتلة سميكة وطويلة تعنى أنها كبيرة فى العمر، ولكن اللحوم الصغيرة تكون الفتلة رفيعة وقصيرة، والبقرى تكون ذات اللون الأحمر الفاتح والجاموسى تكون ذات اللون البنى الغامق، والدهون فى اللحوم الجاموسى عالية جدًا، ولكن فى البقرى تكون داخل اللحوم.