قال أسامة زرعي، خبير اقتصادي، إن البنك المركزي سيحرك سعر الفائدة بنسبة بين 1% إلى 1.5% في اجتماعه المقبل ولكن هذا سيكون مرهونًا بالنتائج بين فترة المراجعة بعد قرار التثبيت الأخير والاجتماع المقبل وآثار الإبقاء على سعر الفائدة على العوامل المختلفة.
وأضاف زرعي في تصريح لـ"البوابة نيوز"، أن السياسة النقدية لديها أولويات تراعيها في اتخاذ القرار ويبدو أن أزمة وزارة المالية في مواجهة زيادة عجز الموازنة كانت لها أولوية أولى في قرار تثبيت المركزي للفائدة في اجتماعه الأخير.
وأكد ، أنه لابد من الأخذ في الاعتبار أن رفع الفائدة يعد أحد الحلول السريعة في السيطرة على التضخم ولكن قد تكون له تداعيات صعبة على تراجع معدل الإنتاج للقطاع الخاص، بسبب تراجع القوى الشرائية الناجمة من زيادة الأسعار، لأن سعر الفائدة يعد أحد العوامل ولكنه ليس الوحيد في زيادة السعر لدخوله في مكونات تحديد سعر المنتج النهائي.
وعند سؤاله عن هل في السوق بدائل لأصحاب المدخرات عن الشهادات البنوك قال زرعي، إن الذهب يعد الاستثمار الأمن فى تلك المرحلة خاصة ان قيمته السعرية لم تفقد مهما كانت الأحداث، واضاف ان الاستثمار ايضاً يعتبر الطريق الي بناء الثروة والأمان والاستقلال المادي، وتنويع الاستثمار يجعل هناك أمانا ماليا، مما يرسخ استقرارا واحتياطا استراتيچيا ضد مخاطر المستقبل القريب والمتوسط والبعيد، ويجب تعديد مصادر الدخل كاهم قواعد الامان المالي وكحصن آمن ضد الانكماش الاقتصادي.
وأكد ضرورة تنويع محفظه الاستثمار للفرد أو الأسرة أو العائلة، حتي لو كان استثمارا بسيطاً أو صغيراً، ويؤكد أن هناك صوراً متعددة للاستثمار والتي يمكن الدخول فيها للمحافظة علي قيمة العملة، فمن الممكن الاستثمار في الأسهم بأي مبلغ صغير أو متوسط أو كبير، وذلك بحزمة أسهم متنوعة من عدة شركات مختلفة، ومن الممكن شراء شهادات استثمار بنكية والأوعية لها متعددة، وبالنسبة للذهب كان استثماراً جيداً عند شرائه عام 2021 ولكن الآن فقد أهميته لارتفاعات متتالية في سعره، كما يمكن الاستثمار في العقارات، مبني، أرض، محل، شقة، ڤيلا، شاليه، ومن الممكن تأجير العقار بعائد شهري، ومن الممكن بيعه بتحقيق أرباح في المستقبل القريب أو المتوسط أو البعيد.
كما يمكن الاستثمار بإقامة مشروع خاص، متناهي الصغر أو صغير أو متوسط أو كبير، خاص أو بشراكة مع الغير، فمشروعات المدن قد تكون صناعية او تجارية او مشروع نقل وهي مشروعات مهمة للتنمية، ومشروعات الريف في المواشي أو الدواجن أو الضان أو الماعز واقتصاديات الزراعة، وكلها مشروعات انتاجية يحتاجها الوطن وتسهم في الأمن الغذائي لمصر، كما يمكن الاستثمار في النفس بالتعليم وبالتعلم وبتطوير ملكات وقدرات النفس بإتقان مجال أو خبرة في تخصص أو مهاره في عمل، وسيعود علي الانسان بكل تاكيد عائد من ذلك التوجه الاستثماري بأفاق أفضل في العمل وفي الدخل والعائد الشخصي، ونستنتج من العرض السابق ضرورة المضي قدما في استثمار المال وعدم اكتنازه، فالتوجه نحو الاستثمار سيحقق فائده لصاحب المال ولأسرته وللمجتمع وللوطن .
وعند سؤاله عن كيف يرى منافسة البنوك في استقطاب مدخرات المواطنين بأسعار فائدة تنافسية قال زرعي، إن هذا أمر طبيعي لأن كل بنك يريد استقطاب أكبر عدد ممكن من المواطنين لكن لا أعتقد ان سيكون هناك ارتفاع على شهادات الودائع فى الفترة المقبلة وذلك لأن عائدتها مجزية وتتوافق مع معدلات التضخم في السوق المصري.