تستقبل المدن السياحية الشاطئية في مصر، المواطنين لقضاء إجازة عيد الأضحى التي سوف تمتد لنحو أسبوعا كاملا، وعلى الرغم من استمرار امتحانات نهاية العام للثانوية العامة، إلا أن حجوزات الفنادق وشقق الإقامة تدل على توافد ضخم يصل في بعض المدن الساحلية لنحو 100% من حجم الإشغالات.
من جانبه، قال عبد الحميد راضي، مدير أحد الفنادق بالإسكندرية، إن الحركة الأجنبية لمصر متراجعة في الوقت الحالي، وذلك يرجع لعدة أسباب أهمها الصورة الذهنية التي لم تنجح هيئة تنشيط السياحة في تغييرها خلال الفترة الماضية، وخاصة في أوروبا التي تشهد نشاطا مكثفا للمتخصصين في الترويج من المقاصد المنافسة بينما لا توجد مكاتب مصرية ذات خبرات كافية وإمكانات تؤهلها على جذب الحركة والتواصل مع منظمي الرحلات والإعلاميين في الخارج للترويج لمصر.
وأضاف أن الطاقة الفندقية للإسكندرية لم تشهد أية زيادة خلال ٢٠ عاما مضت، باستثناء فندق وحيد جديد على البحر، بطاقة لا تتعدى ١٥٠٠ غرفة، مقابل نحو ٨٠ ألف غرفة في شرم الشيخ على سبيل المثال، ما يجعل الإسكندرية بالكاد كافية للحركة المحلية من المصريين، والتي تنعش المحافظة، لافتا إلى أن أسعار فنادق الإسكندرية والساحل شهدت ارتفاعا كبيرا في العام الحالي، حيث تبدأ فنادق الخمس من ٣ آلاف جنيه للفرد في الليلة، ما سوف يجعل نسبة الإشغالات في عيد الأضحى تصل إلى نحو ٩٠٪، نظرا لارتفاع السعر ومن ثم التوجه لايجار الشقق، وكذا استمرار امتحانات الثانوية العامة لما بعد العيد.
أما مدحت فكري، عضو غرفة الفنادق بالساحل الشمالي ومرسى مطروح والإسكندرية، فقال أن حجم الإشغالات في الساحل الشمالي ومرسى مطروح سيصل الى نحو ٩٥٪ خلال أيام عيد الأضحى المبارك، مشيرا إلى أن الفنادق سعت لعدم زيادة الأسعار بشكل كبير رغم ارتفاع تكلفة التشغيل والخدمات المقدمة، ولكنها اضطرت لزيادة مقبولة في أسعار الغرف التي تبدأ من ٤ آلاف جنيه، مع الأخذ في الاعتبار قلة عدد الفنادق المتاحة في المنطقة، نظرا لتوافر الشاليهات والفيلات الخاصة.
ولفت فكري، إلى أن الساحل الشمالي ومرسى مطروح هي منطقة صيفية بامتياز، تعمل وتنشط خلال موسم الصيف فقط، وكان مستغربا أن توقف شركة مصر للطيران رحلتها لمطار مطروح خلال الصيف، غير أنه تم الاتفاق مع شركة خاصة على تسيير رحلة طيران من القاهرة لمطروح لمرة واحدة أسبوعيا على نفقة الفندق لتنشيط الحركة، وتستقبل المنطقة الشمالية جنسيات أجنبية بنحو ٥٠٪ من الطاقة، أهمها البولندية والإيطالية والخليجي، لافتا الى ان الفنادق تطبق الإجراءات الاحترازية ومستمرة بها كما هي وفقا لتعليمات وزارة السياحة والآثار، كما أن جميع العاملين تلقوا جرعات اللقاح المضاد لكورونا.
ونوه إلى أن الفندق إذا امتلك ١٠٠ غرفة، فإنه يبيع ٧٠ غرفة بسعر بداية الموسم، ثم ٣٠ غرفة بسعر أعلى، وهي سياسة بيعية سياحية، تستخدم في العالم أجمع وقت المواسم، ومن هنا قد تتفاوت أسعار الغرف كلما اقترب عيد الأضحى المبارك، مشيرا إلى أن مصر استردت امنها واستقرارها وانتصرت على موجات كورونا، ما يجعلها المقصد المحبب للسائحين من كافة أنحاء العالم.
أما سامح عبد المنعم، مدير أحد الفنادق بشرم الشيخ، فقال إن حركة الإشغالات جيدة للغاية، وتكاد تقترب من ١٠٠٪ في بعض الفنادق بحلول العيد، بين مصريين بنسبة ٧٥٪ و كازاخستان و إيطاليين وإسرائيليين، علاوة على الأردنيين واللبنانيين ثم الجزائريين بداية من ٢٠ يوليو الجاري، كما تلتزم الفنادق كافة بالإجراءات الاحترازية، وتوفر كمامات الوجه والمطهرات والتباعد الاجتماعي اتساقا مع تعليمات وزارة السياحة والآثار، وأوضح أن سعر الليلة لفردين في الغرفة الخمس نجوم تبدأ من ٣ آلاف جنيه، بينما تنخفض حتى ١٠٠٠ جنيه في فنادق الثلاث نجوم.
ومن جانبه، أكد تامر نبيل عضو جمعية مستثمري البحر الأحمر، أن نسبة الإشغالات في الغردقة العيد تبلغ نحو ٩٠٪ بين مصريين وألمان وإنجليز وبولنديين وروس، مشيرا إلى أن السوق الروسي سوف يزداد برحلات جديدة من سان بطرسبرج وياكتنبيرج، إلى مطار الغردقة بداية من ١٥ يوليو الجاري، فيما يترقب الجميع تبعات وفاة سائحتين بسبب سمكة القرش والتي أكدتها وزارة البيئة، وقد تثير قلق بعض السائحين.، لكن التبعات لن تظهر حاليا، بل يمكن خلال الشهر المقبل.
