الأربعاء 08 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ظاهرة الانحلال الأخلاقى

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

إن الانحلال الأخلاقى من المشاكل الاجتماعية الخطيرة والتى تهدد أمن واستقرار المجتمع، وذلك لأنها تعتمد على أخلاق الأفراد التى تحدد  أشكال السلوك، وبسبب انعدام الأخلاقيات وظهور سلوكيات معادية وأفعال خاطئة سينتج العديد من المشاكل الاجتماعية الخطيرة والتى تحتاج لتدخل من أجل معالجتها، إن الكراهية والعنصرية والظلم الاجتماعى والفظاظة والاحتيال هى مجرد أمثلة قليلة على الأنحلال الأخلاقى فى المجتمع، وقد حدثت هذه الأشكال المتطرفة من السلوك بسبب تدهور الأخلاقيات وغياب القدوة وتقلص الدور التربوى للأسرة أمام هيمنة الأعلام ووسائل التواصل الاجتماعى على عقول الشباب.


 إن الأخلاق هى النظام الذى يحدد من خلاله السلوك الصائب والخطأ أى المرشد إلى السلوك الصالح أو الصحيح، وتصف النظرية الأخلاقية كيف يتخذ الناس فى أفعالهم وأحكامهم اليومية قرارات بشأن الصواب والخطأ، فالسلوك الأخلاقى هو مجموعة من المعايير مثل تلك المنصوص عليها فى مدونة الأخلاق، والأخلاق هى معايير السلوك السائدة التى تمكن الناس من العيش بشكل تعاونى فى مجموعات، لأنها توفر إرشادات للسلوك، وغالبًا ما تتطلب الأخلاق أن يضحى الناس بمصالحهم قصيرة الأجل لصالح المجتمع.
إن مشكلة النزعة الإنسانية باعتبارها المصدر الوحيد للأخلاق هى أنها تعتمد أكثر على التحديد الذاتى للصواب مقابل الخطأ، ويمكن لكل شخص تحديد الصواب والخطأ لأنفسهم، ونتيجة لذلك لا توجد معايير سلوك مقبولة بشكل عام للمجتمع بأسره، ان لكل شخص حقوق معينة حيث انه يكون مسؤول امام نفسه وعن أفعاله خارج نفسه، وتحديدًا فإن ما تطلبه الديانات السماوية بشكل عام من أفعال الفرد الأخلاقية هى دليل على ضرورة وجود النزعة الإنسانية الأخلاقية فى كيانات الفرد، لكن لايتم رؤية ذلك يحدث فى المجتمع اليوم، حيث الأمة ممزقة واختلطت معايير الصواب والخطأ عند الكثيرين، إن المبادئ الأخلاقية ثابتة لا تتغير فى كل زمان ومكان والبعض الأخر يرى أنها تتغير بتغير الظروف الاجتماعية والتحولات الاقتصادية فلكل مجتمع وحقبة زمنية واقتصادية أخلاقها، لكن يظل الأساس فى أن الأخلاق هى ضوابط السلوك للفرد فى مجتمع معين وخلال حقبة زمنية أو أجتماعية واقتصادية محددة، وأن بقاء الدول واستمرارها مرهون بتمسكها الأخلاقى والتزام مواطنيها بالقيم الأخلاقية فى التعامل مع الأخرين.
 تم تعريف معيار السلوك بشكل متزايد من خلال ثقافة الإلغاء، لقد قلبت التكنولوجيا والاتجاهات السريعة المتزايدة فى العولمة المجتمع رأسًا على عقب، فالشباب هم الضربة السريعة فى هذه الاتجاهات المتغيرة، وهناك انحلال أخلاقى هائل فى المجتمع ويرجع ذلك إلى عدم وجود رقابة على الأفلام ومقاطع الفيديو والموسيقى التى يشاهدها الأطفال ويستمعون إليها ويشعر الآباء والأوصياء باهتمام أقل بما يتعلق بأطفالهم ورفاهية القاصر.
أن الأفلام والمسلسلات التى يغلب عليها العنف والبلطجة ساعدت بشكل كبير فى نشر الفساد والفوضى بين الأسرة بشكل خاص، وأفراد المجتمع بشكل عام، مما جعلها من الأسباب الرئيسية فى زيادة معدلات الجرائم الأسرية، كما أن الخلافات والمشاجرات الدائمة بين أفراد الأسرة من السلوكيات الخاطئة التى تساعد فى زيادة الانفلات الأخلاقى وزيادة الجريمة بالمجتمع، لافتًا إلى ضرورة تكثيف التوعية الدينية والأجتماعية بالمدارس والمساجد، باعتبارهم من المؤثرات الهامة فى تنمية وتدريب الأطفال والشباب حول تفادى هذا السقوط الأخلاقى خاصة أنه تزايد بشكل مخيف فى الفترات الأخيرة، فمن الضرورى إعادة تأهيل الأبناء عن طريق التربية السليمة سواء بالبيت أو المدرسة أو الجامع، أن الخلافات الدائمة بين الأسر على الميراث والطمع بين الأشقاء، هى من العوامل المهمة فى انتشار الجرائم الأسرية، الأمر الذى قد ينتهى فى كثير من الأحيان بالتعدى على رب الأسرة هذا بخلاف البعد عن العادات والتقاليد الشرعية، وعدم تحمل المسئولية وعدم استخدام العقل.
أن الحرية والمسئولية عاملان متوازيان من أجل تكوين أفراد قادرين على المبادرة والإبداع والتكيف وتحمل المسئولية فى حياتهم الشخصية والمدنية والمهنية، وضرورة تفعيل دور الرقابة أيضًا على السوشيال ميديا، لتقديم مواد هادفة وتثقيفية تتناسب مع الثقافة المصرية والبعد عن المواد العنيفة التى تقدم للأجيال وتساهم فى زيادة سلوكهم العدوانى الخاطىء مما يزيد من معدلات الجرائم الأسرية.