تمتلك مصر واحدًا من أقدم وأهم المراصد الفلكية في العالم، فهو من أقدم المعاهد العلمية في منطقة شمال أفريقيا والشرق الأوسط، وضع نواته العلماء الفرنسيين خلال الحملة الفرنسية على مصر خلال القرن قبل الماضي أي منذ أكثر من مائتي سنة، ثم تم إنشاؤه بالفعل عام ١٨٣٩ في منطقة بولاق بالقاهرة كمرصد للأجرام السماوية وظل يعمل حتى أغلق عام ١٨٦٠ لكن في عام ١٨٦٨ أقيم مرصد فلكي آخر برئاسة إسماعيل باشا بالعباسية في شمال شرق القاهرة في الميدان المعروف بميدان «الرصد خانة» بالقرب من مدينة البعوث الإسلامية الآن.
واستقر في حلوان عام ١٩٠٣، وتغير اسمه عدة مرات من المرصد الملكي إلى المرصد الخديوي إلى مرصد حلوان ثم معهد حلوان للأرصاد ثم معهد حلوان للأرصاد الفلكية والجيوفيزياء ثم استقر الاسم على المعهد القومي لبحوث الفلك والجيوفيزياء، لكن الاتساع العمراني الذي تعرضت له حلوان والمصانع التي شيدت في النصف الثاني من القرن العشرين وزيادة إضاءة المدينة وتلوث الجو بالأتربة ودخان المصانع، جعل حلوان غير صالحة للرصد الفلكي الدقيق، خاصة للنجوم والسدم الخافتة ووقع الاختيار للموقع البديل على ربوة القطامية بصحراء السويس على بعد ٧٠ كيلومترًا شمال شرق حلوان، ثم توالت الافتتاحات لعدة مراصد ومحطات في كافة أنحاء الجمهورية وأصبح بيتا من بيوت الخبرة على المستوى العالمي في مجال تخصصاته المختلفة.