قال الناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله: فضاء مغاير ترتحل إليه قصة أسامة ريان "اصباغ"، حيث ثمة مجتمع يتبدل، يحتفظ دوما بطابعه التراتبي، فالملك والملكة والابن يضعهم الجميع في مرتبة الآلهة، والكهنة يعززون هذا المعنى، منسحقون أمامهم، ومتأففون من الجماهير المتحلقة حول المعبد.
وتابع: حكايات الملك الهارب تغزو الأسماع، والانتظار الطويل من المعلم الأعرج يتحول إلى حيرة، والبحار المغامر يسهب في الحكايات عن الملك الذي هرب وشاغل الملكة في بلاد بعيدة، والجنود ذوو الشعر واللحي الصفراء يزيدون المشهد ارتباكا، والجماهير غافلون باحثون عن ولائم لن يجدوها مرة أخرى. والولد الصغير المصاحب للمعلم يغرق في الطعام الفاخر وينسي معلمه، والقردة في نهاية المشهد مصبوغة هي الأخرى باللون الأصفر عدا اجزاءها التي لا يفارقها لونها. إنها دوائر من الحكي المتتابع تنهض عليها القصة وتبني عليها.
جاء ذلك خلال مناقشة المجموعة القصصية "بجعات ابن حزم" للقاص أسامة ريان، والمنعقد ة الآن بمكتبة خالد محيي الدين في حزب التجمع الوطني، والذي يقيمها منتدى المستقبل للفكر والإبداع، بحضور الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، والكاتب الروائي صبحي موسى ، والكاتب والإعلامي عمرو الشامي.
صدرت مجموعة "بجعات ابن حزم" عن دار النسيم للنشر، وتعد "بجعات ابن حزم" المجموعة القصصية الخامسة للكاتب أسامة ريان بعد مجموعاته القصصية "تانجو"، و"الأساتوك"، و"ان تكون بلا بهية"، و"ذلك المكان الآخر".
ويعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع إحدى اهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية.
ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي"إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة".