قال الناقد الأدبي الدكتور يسري عبدالله: إن الكاتب أسامة ريان يوظف تكنيك الحلم في قصته "الرؤيا"، يبدأ به منذ الاستهلال القصصي، وتلوح ظلال الموت عبر عم جرجس المتغيب منذ يومين، ودخول جمعة معلنا وفاته، والمشاكلة بين حلمي السارد البطل وحلم جمعة في رؤية شخص في الحلم وتعقبه لهما في الواقع. وربما كانت هذه القصة بحاجة إلى تعميق صورة الرجل/الحلم الذي يظهر ثم يختفي.
وتابع: في الصامت الذي ملأ حياتي صخبا تظهر ملامح قص السيرة الذاتية، عبر استحضار شخصية الأب المفعم بالفن، والمحاصر نسبيا في سياق بالغ التعقيد. هنا تلوح سردية المثقف الفنان الذي يحضر داخل النص الحميم بشغفه الإنساني، و تبدلات الأدوار داخله، والكتابة عن حصار المحكي عنه المركزي بنعومة شديدة، ودالة على وسط بيئي يعرف التداخل بين الأنواع، وجدل الفنون "التشكيل، والأدب"، والعلاقة المركبة بين الأب والابن، وحذر الكتابة الأولى لدى الابن من ابيه الكاتب الكبير، والمدخل للنص من رحم الحياة الثقافية ليس غريبا عن أجواء القصة ولا كتابتها "سألني ناقد شاب...".
جاء ذلك خلال مناقشة المجموعة القصصية "بجعات ابن حزم" للقاص أسامة ريان، والمنعقد ة الآن بمكتبة خالد محيي الدين في حزب التجمع الوطني، والذي يقيمها منتدى المستقبل للفكر والإبداع، بحضور الكاتب والناقد الدكتور يسري عبدالله، والكاتب الروائي صبحي موسى ، والكاتب والإعلامي عمرو الشامي.
صدرت مجموعة "بجعات ابن حزم" عن دار النسيم للنشر، وتعد "بجعات ابن حزم" المجموعة القصصية الخامسة للكاتب أسامة ريان بعد مجموعاته القصصية "تانجو"، و"الأساتوك"، و"ان تكون بلا بهية"، و"ذلك المكان الآخر".
ويعد منتدى المستقبل للفكر والإبداع إحدى اهم الحلقات النقدية في الثقافة المصرية والعربية، وتعضيد الثقافة الوطنية.
ويطمح المنتدى كما جاء في بيانه التأسيسي"إلى أن يكون أعلى تمثيلات الموضوعية عبر إعادة الاعتبار لمفهوم القيمة من خلال تقديم النماذج الإبداعية المعبرة عن القيم الطليعية المتجددة".