تداولت مواقع التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية قصة وجود ممرات أسفل تمثال أبو الهول تقود هذه الممرات إلى مدينة، فمع وجود العواصف الرملية القوية، تم تغطية جسد أبو الهول لآلاف السنين، إلي أن تم اكتشافه بالكامل عام 1925م برعاية العالم الفرنسي ومؤسس المتحف المصري بالتحرير مارييت باشا، كما أدت العواصف والرمال إلي تحويل لون تمثال أبو الهول من اللون الأحمر إلي لونه الحالي الأصفر.
ويعتبر تمثال أبو الهول أحد أشهر المعالم السياحية في العالم فهيكله المثير للإهتمام الذي يجسد شخصية إسطورية برأس بشري وجسد أسد يجعل من تمثال أبو الهول مميزا، وهو أحد أهم المعالم السياحية في العالم كما يعد أبو الهول من بين المناطق الأثرية الأكثر زيارة من قبل السياح جميع أنحاء العالم، وهو نصب تذكاري عملاق أقيم في زمن مصر القديمة ويقع بالقرب من أهرامات مصر بمحافظة الجيزة، على الضفة الغربية لنهر النيل.
يعد وجود تمثال أبو الهول كوصي أو حارس علي الأهرامات المصرية الثلاثة ( خوفو ، خفرع ومنقرع ) يجعل مقبرة الجيزة من أشهر المواقع الأثرية في مصر وإفريقيا والعالم، ويقع تمثال أبو الهول العظيم في هضبة الجيزة، ويعتقد الباحثون أن تاريخ بناء تمثال أبو الهول يعود إلي حوالي سنة ٢٥٠٠ قبل الميلاد، في عهد خفرع ومع ذلك، يشير البعض إلى أن عمره أكبر بكثير قد يصل إلي حوالي 10000 سنة قبل الميلاد، ويعد أقدم رأي أصيل عن أبو الهول جاء من أمنحتب الثاني حيث أشار في لوحه له بالحجر الجيري الى أن أبو الهول كان موجودا قبل بناء الأهرامات وكان يشير إلي تمثال أبو الهول بأسم حور مأخت وحور أختي.
تم صنع تمثال أبو الهول من خلال نحت تل من الحجر الجيري يقع على هضبة الجيزة، ويبلغ إرتفاعه حوالي عشرين متراً، ويبلغ وجهه أكثر من خمسة أمتار، ويعتقد أن تمثال أبو الهول يمثل رأس الفرعون خفرع، بينما جسده على شكل أسد مثال القوة، وتمثال أبو الهول مصنوع من الحجر الجيري، يبلغ طوله 73 مترًا وعرضه 19 مترًا وإرتفاعه 20 مترًا ويعتبر تمثال أبو الهول أكبر تمثال على وجه الأرض وأيضًا يعد تمثال أبو الهول أكبر تمثال منحوت من كتلة حجرية كبيرة في العالم.
إختلفت الأراء حول ماهيه أبو الهول فبعض المؤرخين يعتقد أن تمثال أبو الهول هو تجسيد للملك خوفو وأخرون يعتقدون أنه تجسيد للملك خفرع بينما يري مفتي الديار المصرية السابق علي جمعة أن من قام ببناء الأهرامات هو نبى الله أدريس وهو أول من بدأ ببناء الأهرامات وأن أبو الهول هو تجسيدا له معللا ذلك أن نبى الله ادريس هو أول من خط بالقلم وهو مثال للحكمة والعلوم الرياضية والفلكية التي تمكنه من بناء صرح عظيم كهذا وأيد هذا الرأي بعضا من علماء المسلمين مثل الشيخ محمود أبو الفيض المنوفي في كتاب العلم والدين وفيه كتب الشيخ المنوفي أن وجه أبو الهول هو وجه سيدنا إدريس.
ويري عالم الآثار الدكتور زاهي حواس أن تمثال أبو الهول العظيم بالجيزة يرجع للملك خفرع مؤسس الهرم الثاني مؤكدا أن خفرع عندما شرع في بناء هرم خفرع بالقرب من هرم أبيه الملك خوفو صاحب الهرم الأكبر أمر النحاتين ببناء هذا الصرح العملاق أبو الهول كما أمر ببناء معبد للشمس، وعن سبب إختيار جسم الأسد لتمثال أبو الهول يرجع إلى إتخاذ المصريين القدماء من الأسد كرمز للفرعون فكانوا يشبهون الملك بالأسد الضاري ، حيث إتخذ المصريين القدماء كغيرهم من بلاد العالم وحتي الأن من تجسيد صورة الأسد كرمز للقوة والشجاعه للحاكم .
أبو الهول بمثابة حارس على هضبة الجيزة ، ويرمز إلي القوة، ويعتبر أبو الهول أكبر وأقدم التماثيل في العالم ويعتقد أنه أقدم الآثار في مصر ، ويعتبر أبو الهول من أكثر الآثار في العالم غموضا فعلي الرغم من ضخامته وعظمتة وشهرته إلا أنه لا يوجد أي نقوش في مكان تصف أبو الهول أو توضح الغرض من بناءه أو حتي تشير إلي تاريخ بناء تمثال أبو الهول .
والموجود داخل التمثال يعتبر هذا السؤال من أشهر الأسئلة التي تثار حول تمثال أبو الهول ماذا يوجد داخل تمثال أبو الهول، وإزدادت التساؤلات والغموض عندما أشيع بأن تحت تمثال أبو الهول يوجد مدينة وأن هناك ممرات أسفل التمثال الضخم تقود إلي مدينة حضارية ، وقالت صحيفة إكسبريس البريطانية أن الثقب الموجود برأس أبو الهول يقود إلي سراديب وممرات تؤدي إلي مدينة كبيرة، ويؤكد زاهي حواس عالم الآثار أن تلك الإدعاءات لا تمت للواقع بصلة وليس لها دليل علمي مؤكدا أن تمثال أبو الهول من صخرة صماء ولا يوجد تحته أي ممرات مؤكدا أنه عندما أرتفع منسوب المياه الجوفية أمام أبو الهول قام مركز هندسة الآثار بجامعة القاهرة بحفر 22 حفرة حول تمثال أبو الهول من جميع جوانبه بعمق 20 مترا تحت الأرض فى الصخرة، ثبت بما لا يدع مجالا للشك عدم وجود أى ممرات حول التمثال أو أسفله وأنه منحوت من صخرة واحدة صماء .
كما أجاب حواس عن سبب وجود ثقب فى رأس أبو الهول ، وقال أن تلك القصة ترجع إلى الرحالة "هيوارد فيز"، عندما إستخدم الديناميت للكشف عن السراديب المزعومه ، وتسبب التفجير فى إحداث الفتحة برأس تمثال أبو الهول، وأضاف زاهي حواس أن السردايب التي حول أبو الهول قام بها بشر كانوا يبحثون على الكنوز ومنهم فراعنة في العصر المتأخر والدليل على ذلك العثور على فخار داخل السراديب يدل على أنه تم حفرها في عام 500 قبل الميلاد .