صدر عدد شهر يوليو 2022 من المجلة النقدية الشهرية "نقد 21" برئاسة تحرير الناقد محمود الغيطاني، وقد جاءت صورة الروائية المصرية سلوى بكر مُتصدرة للغلاف، بينما حرصت المجلة على كتابة اسم سلوى بكر فقط على غلافها بدلا من وجود أي عناوين أخرى إضافية.
كتب الغيطاني في افتتاحية رئيس التحرير بعنوان "حفلة التفاهة" مُستعيرا في ذلك عنوان رواية الروائي التشيكي ميلان كونديرا، ناقدا ما يدور في الوسط الثقافي المصري من سيادة الجهل، والحملة السلفية التي واجهتها الروائية سلوى بكر في الشهر الماضي بقوله: "في الشهر الماضي ظهرت الروائية المصرية سلوى بكر في برنامج "رأي عام" الذي يقدمه الإعلامي عمرو عبد الحميد على قناة Ten، ورغم أن الروائية القديرة تحدثت في العديد من الموضوعات المهمة على مدار ساعة كاملة، إلا أن حديثها عن الحجاب، وتحفيظ القرآن للأطفال كانا هما الموضوعان اللذان ركزا عليهما من شاهد الحلقة- ساهم في ذلك الصحافة المصرية التي لم تعد صالحة لوصفها بالصحافة، ووسائل السوشيال ميديا، السبب الرئيس لانهيار المُجتمع المصري وسيادة الفوضى فيه!".
كما علق على ما حدث قائلا: "لعل ما ذهبت إليه الروائية القديرة يتميز بالكثير من العقلانية والمنطقية؛ فلقد بتنا في مُجتمع ماضوي غير قادر على التعامل مع آليات العصر، مُجتمع راغب في دفن نفسه في حقب بعيدة، ليست لديه المقدرة على التفكير، أو النقاش، أو تحليل الأمور وتأملها، مُجتمع يرى في النقل من السابقين الذين ماتوا مُنذ قرون الفضل على من يحاولون إعمال عقولهم، وكأنما هؤلاء السابقين كانوا يمتلكون من ملكة التفكير ما لا نمتلكه اليوم- يبدو الأمر في جوهره كشكل من أشكال احتقار الذات وتفضيل عقول الأموات على الأحياء!".
وأوضح خطر ما دار: "لم تكن الكارثة الحقيقية في الهجوم على ما قالته الروائية، بل كانت الطامة الكبرى في أنهم كالوا الاتهامات لها باعتبار أن ما قالته يُعد ازدراء للدين، بل وتحدثت جحافل الغوغاء عنها من دون علم ليدعوا بأنها مُجرد كاتبة مغمورة تبتغي الشهرة والسير على خطى نوال السعداوي؛ ومن ثم يُعد حديثها مُجرد رغبة في هذه الشهرة!
هل ثمة حفلة للتفاهة أكثر مما ذهبوا إليه؟ روائية في قيمة وقدر ومكانة سلوى بكر "مُجرد كاتبة مغمورة تبتغي الشهرة"!
هذا هو جوهر ما نتحدث فيه، فجحافل السوشيال ميديا من الجهلاء لا يقرأون، وليست لديهم أي معرفة يرتكنون عليها- اللهم إلا المعارف الغيبية الميتافيزيقية- وهو ما جعلهم يطلقون ألسنتهم فيما لا يدركونه؛ ومن ثم ذهبوا إلى ما يرونه يقينا من المُمكن أن يشعرهم بالراحة حتى حين".
كما أكد بأن ما دار كان هو السبب الأساس للتفكير في هذا الملف: حفلة التفاهة التي نعيش فيها، والتي نالت سلوى بكر مُؤخرا- بالتأكيد ستنال الكثيرين منا مُستقبلا- كانت سببا مُهما دفعتنا إلى إعداد هذا الملف عن الكاتبة القديرة لتعريف الكثيرين من الجهلاء بقيمتها، وأهمية ما قدمته للثقافة العربية، والمصرية منها بوجه خاص.
جاء ملف الروائية سلوى بكر ليكتب فيه الناقد المصري أحمد إبراهيم الشريف بعنوان "سلوى بكر والتاريخ: الزمن يصير بساطا للفن والهامش يصبح متنا للحياة"، كما كتبت الناقدة المصرية حنان ماهر بعنوان "نوستالوجيا التلقي والإنثربولوجيا في المجموعة القصصية "عن الروح التي سُرقت تدريجيا"، بينما كتبت الناقد المصرية رشا الفوال "الثيوصوفيا والانعتاق من وثنية الذات في رواية "شوق المُستهام"، ليكتب الناقد المصري عايدي علي جمعة بعنوان "رواية العربة الذهبية لا تصعد إلى السماء وحلم الخلاص"، بينما كتبت الناقدة المصرية هويدا صالح دراستها "مركزية سؤال الهوية في رواية "ليل ونهار".
خارج ملف العدد جاءت العديد من الدراسات النقدية المتنوعة؛ فكتب الناقد الجزائري الهادي بوذيب بعنوان "العقل الجزائري وقابلية التفلسف!"، بينما جاء مقال الروائي السوري باسم سليمان بعنوان "من إرخاء الإزار إلى "كميش" الإزار"، وترجم المُترجم المغربي مُصطفى سنون عن الإنجليزية مقال "ماذا يمكن أن نتعلم من الآداب العالمية الأقدم؟" للكاتبة الأمريكية دانييل ألين، وكتب الناقد المغربي عبد الغني الخلفي بعنوان "صور الأوبئة في أدب حنا مينه من خلال "بقايا صور" و"المُستنقع""، كما جاء مقال الناقد المغربي عبد الله المُتقي بعنوان "تراجيديا البوح الأنثوي في قصص "حبس النساء" لروان بن رقية"، لينتهي قسم النقد الأدبي بدراسة الناقد الجزائري لونيس بن علي بعنوان "الرواية الجزائرية المكتوبة باللغة الفرنسية: أسئلة الكتابة زمن الحرب".
في قسم الفوتوغرافيا كتب الناقد الأردني صالح حمدوني مقاله "فوتوغرافيا السحر الياباني"، بينما جاء قسم السينما لتخصص له المجلة ملفا عن سينما المقاولات، وهو الملف الذي جاء زاخرا بالعديد من الدراسات التي تلقي بنظرة جديدة على سينما المقاولات، فكتب المُمثل المصري أشرف سرحان مقاله "سينما المقاولات اليتيمة: حالة التعالي الثقافي والفني"، كما كتب الناقد المصري جورج صبحي بعنوان "سينما المقاولات: دائما ما تأتي لملء الفراغ!"، بينما كتبت الناقدة والمونتيرة المصرية صفاء الليثي مقالها "تعبئة شرائط الفيديو: ناصر حسين مُخرجا لأفلام المقاولات"، كما كتب الناقد البحريني طارق البحار بعنوان "مُنذ بداية السينما المصرية في 1907م إلى أفلام المقاولات!"، لتكتب الناقدة المصرية ماجدة خير الله "ضحايا سينما المقاولات!"، ويكون مقال الناقد المصري محمود الغيطاني هو آخر دراسة في هذا الملف بعنوان "سينما المقاولات"، أما خارج الملف السينمائي فنقرأ ترجمة المُترجمة اللبنانية المُقيمة في مصر تغريد فياض عن الإنجليزية بعنوان "الفيلم الإسباني "الضيف الخفي"" للكاتب الإسباني جوناثان هولاند، كما كتبت الناقدة المصرية شيرين ماهر مقالها "ناجي العلي ما بين المنع الرقابي والتشويه الإعلامي".
في قسم فن الكوميكس كتب الفنان التشكيلي المصري ياسر عبد القوي بعنوان "عين على روايات الجرافيك"، أما في قسم الفن التشكيلي فقد كتب ياسر عبد القوي أيضا مقاله "محمد صبري: يأتي بالنحت إلى الألوان!"، وفي المسرح يكتب المُخرج المسرحي والروائي العراقي المُقيم في بلجيكا حازم كمال الدين دراسته "طقوس مسرحية: كيمياء الحكي"، وفي مجال المُوسيقى كتب الناقد المصري يوسف كمال مقاله "أغاني الثورة المصرية: أغاني للوطن أم للسُلطة؟"، لتأتي الصفحة الأخيرة التي يكتبها مُدير التحرير ياسر عبد القوي بعنوان "كل الأباطرة العراه".