رحلت ابنة الإسماعيلية الفنانة رجاء الجداوي عن عالمنا فى مثل هذا اليوم ٥ يوليو ٢٠٢٠ وكان رحيلها صادما، فقد تركت بصمة وعلامة فى قلوب الجميع، فهي الست الشيك الهانم فى مظهرها وأخلاقها وتعاملها مع زملائها داخل الوسط الفنى.
في بداية مشوارها الفني رشحها المخرج هنري بركات للمشاركة في دور صغير في فيلم دعاء الكروان، وعلى الرغم من مشاهدها المحدودة فإنه يعد محطة شديدة الأهمية في مشوارها الفني، وكان بمثابة شهادة ميلاد لها فنياً وقدمت مع المخرج فطين عبدالوهاب فيلم "إشاعة حب" مع سعاد حسني وعمر الشريف ويوسف وهبي أيضا من أهم أدوارها وكذلك دورها في فيلم "موعد على العشاء" أمام سعاد حسني وحسين فهمي وأحمد زكي.
ولا يمكن نسيانها في كرامه زوجتي وحدوتة مصرية وبريق عينيك والبيه البواب وعاد لينتقم وحنفي الابهة وامير الظلام وتيمور وشفيقه.
اما الدراما التليفزيونية فشاركت في الدوامة واحلام الفتى الطائر وهند والدكتور نعمان وبلاغ للنائب العام وانا وانت وبابا في المشمش وقصر فوق الرمال وهارون الرشيدي وللعدالة وجوه كثيره وعائلة الحاج متولي واميرة في عابدين وقضيه رأي عام ونظرية الجوافة وآخر أعمالها لعبة النسيان.
ولدت رجاء علي حسن الجداوي فى ١٦ سبتمبر ١٩٣٤ بمدينة الإسماعيلية لأسرة عربية ميسورة الحال تعود أصولها إلى ينبع في غربي الجزيرة العربية من أب من أصل حجازي وأم من أصل نجدي.
كان والدها الجداوي يعمل في تجارة البحر بين مصر والحجاز، تزوج بسيدة من العقيلات واستقر في السويس وانجب رجاء واخوتها.
وفي ذلك قالت رجاء بأحد اللقاءات التليفزيونية: أن جدها حسن من مواليد جدة، ووالدها علي من مواليد ينبع، وكان يملك صندلا بحريا قبل الانتقال والعيش في السويس بمصر، في ثلاثينيات القرن العشرين.
اهتم جدها حسن بمحافظة أطفاله بجذورهم القبلية، فزوج ابنه عليًا بالسيدة فاطمة وهي ابنة رجل من العقيلات من عنيزة في القصيم فأنجبت رجاء.
انتقلت الجداوي وهي بعمر ثلاث سنوات إلى القاهرة برفقه شقيقها الأصغر فاروق للإقامة مع خالتها الفنانة تحية كاريوكا التي تولت رعايتهما بعد طلاق والدتها. وتحدثت رجاء الجداوى عن دور خالتها في تربيتها قائلة: «والدتي اتطلقت وكنا 5 أشقاء، فقررت خالتي تحية إنها تاخدني أنا وكان عمرى 3 سنوات وشقيقي الأصغر فاروق، لتتولى رعايتنا وانتقلنا من الإسماعيلية للقاهرة ودخلتنا مدارس فرنسية داخلية، وكانت أكثر من أم وأدين لها بكل حياتي وبقيت معها حتى سن 14 سنة».
تربت رجاء في تلك الفترة على يد مربية إيطالية وتعلمت اللغة الايطالية، بعدها قررت أن تتخلى عن نمط حياتها الباذخ، للوقوف إلى جانب والدتها في أزمتها الاقتصادية، بعدما أفقدتها قرارات التأميم بمصر في زمن الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مصدر رزقها.
تلقت الجداوي تعليمها الأول في مدارس الفرانسيسكان في القاهرة حيث تعلمت الفرنسية والإيطالية والإنجليزية في سن مبكرة، ثم عملت في قسم الترجمة بإحدى الشركات الإعلانية.
تزوجت من حارس مرمى النادي الإسماعيلي ومنتخب مصر الأسبق "حسن مختار" في 22 نوفمبر 1970، وأنجبت منه ابنتها الوحيدة «أميرة».
حصلت على «وشاح سمراء القاهرة» في كرنفال بحديقة الأندلس الذي حصلت من خلاله لاحقًا على جائزة «ملكة جمال حوض البحر المتوسط». كما فازت بلقب ملكة جمال القطر المصري عام 1958 وحازت على جائزة ملكة القطن المصري في مسابقة ثقافية باعتباره أشهر المنتجات المصرية التي كان يتم تصديرها في خمسينيات القرن العشرين، وفازت باللقب بعد نجاحها في الإجابة على سؤال حول أنواع القطن المختلفة والفرق بينها. وبعدها عملت عارضه أزياء.
وخاضت خلال ذلك تجربة التمثيل. وكان أولها في دعاء الكروان، مثَّلت في فترة الستينات والثمانينات، ولها أدوار في أفلام شهيرة مثل إشاعة حب مع عمر الشريف وسعاد حسني ويوسف وهبي، وكرامة زوجتي مع صلاح ذو الفقار وشادية. ولها العديد من المسلسلات مثل أهلا بالسكان، وعائلة الحاج متولي، ومع صلاح ذو الفقار في أبيض وأسود. ولها مسرحيات خاصة مع عادل إمام مثل الواد سيد الشغال والزعيم.
خاضت تجربة التقديم التليفزيوني من خلال برنامج تحت عنوان «اسألوا رجاء» مع الإعلامي عمرو أديب.
أُعلن في 24 مايو 2020 عن إصابتها بمرض فيروس كورونا وذلك أثناء تصوير الحلقات الأخيرة من مسلسل لعبة النسيان فنقلت إلى مستشفى أبو خليفة، وهو إحدى مستشفيات العزل بالإسماعيلية.
بقيت تحت العلاج في المستشفى لمدة 43 يومًا، وخلال الأيام الأخيرة لها تدهورت حالتها الصحية بشكل حرج إلى أن توفيت صباح الأحد الموافق 5 يوليو 2020 عن 85 عامًا تاركة إرثا من الأعمال المتنوعة ما بين الكوميدى والجاد ونجحت ملكة الاناقة والست الشيك والهانم فى ترك علامة داخل قلوب جمهورها والوسط الفنى الذى شهد لها باالشياكة فى مظهرها وتعاملها مع الجميع.