ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية في عددها الصادر اليوم/الأحد/ أن الأزمة الراهنة في أوكرانيا، وما سببته من تزايد المخاوف حول العالم من روسيا وقدراتها العسكرية، زادت أيضًا من الدعوات القومية في بولندا ودول شرق أوروبا لحمل السلاح والدفاع ضد أي تهديدات محتملة من قبل موسكو.
وقالت الصحيفة - في معرض تقرير نشرته عبر موقعها الرسمي في هذا الشأن - إن استطلاعات الرأي، في جميع أنحاء شرق وشمال أوروبا، أظهرت دعما قويا بين شعوب هذه المنطقة لتعزيز القدرات العسكرية لحلف شمال الأطلسي "الناتو"،ودعم الولايات المتحدة ودورها في احترام معاهدات الدفاع المشترك في حال قرر الكرملين، الذي لا يزال يواجه معركة أكثر صعوبة بكثير مما تخيله في أوكرانيا، تهديد دول أخرى في السنوات المقبلة، كما أن الدول التي لا تزال تعيش في ظل روسيا بدأت هي الأخرى في السعي لبناء قوة عسكرية وطنية.
وأضافت: أن بولندا على سبيل المثال، وهي إحدى دول حلف وارسو وظلت تدور في فلك الاتحاد السوفيتي لأكثر من أربعة عقود، أضحت اليوم أشد منتقدي موسكو في أوروبا، وفيها تعهد المسئولون بمضاعفة قوام قواتهم المسلحة إلى 300 ألف جندي، حتى في الوقت الذي يسعى فيه بعض السياسيين إلى تخفيف حدة قوانين حمل الأسلحة لصالح السماح بوضع المزيد من الأسلحة في أيدي المدنيين.
وتابعت: أن حوالي 94 بالمائة من البولنديين يرون أن روسيا تشكل "تهديدًا كبيرًا"، ارتفاعًا من 65 بالمائة في عام 2018، وفقًا لاستطلاع رأي حديث أجرته مؤسسة "بيو" للأبحاث، كما أن عددا كبيرا من البولنديين أيدوا إعادة شكل من أشكال قوانين التجنيد الإجباري للشباب.. مع الإشارة إلى أن بولندا، وهي الدولة التي لديها أدنى معدل لامتلاك السلاح في أوروبا، تشهد حاليًا زيادة في معدلات الالتحاق بقوات الدفاع الوطنية، على غرار الحرس الوطني الأمريكي، فضلا عن الاهتمام الشديد بدورات القتال داخل ميادين الحرب وكيفية البقاء على قيد الحياة في حالات الطوارئ.
وأردفت "واشنطن بوست" تقول إن النجاح الأوكراني في نشر مدنيين مسلحين لزيادة ودعم القوات النظامية، قد ألهم بولندا والدول المجاورة الأخرى لدراسة تطبيق نموذج "الجندي المدني"، وأصبحت الدعوة إلى حمل السلاح خارج الجيش التقليدي تنتشر مثل النار في الهشيم، حتى أن هناك حملة من المقرر أن تبدأ في سبتمبر المقبل لتدريب الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 13 عامًا بشكل محدود على استعمال السلاح.
وتعليقا على ذلك، قال وزير التربية والتعليم البولندي برزيميسلاف كزارنيك: من الواضح أن هذا هو تأثير الحرب.. فقبل عشر سنوات، إذا اقترح وزير في مثل منصبي أن يحصل طلاب المدارس الابتدائية على هذه الأنواع من الفصول الدراسية، لكان قد تعرض للسخرية، ومع ذلك فإن ما شهدناه في أوكرانيا، أظهر لنا أن الخطر حقيقي.
وأضاف: أن مهارات حمل السلاح أصبحت مطلوبة..والأمر لا يتعلق بعسكرة الأطفال، بقدر ما يتعلق بالمهارات التي قد تكون مفيدة للسلامة والأمن لهم إذا تصاعد الصراع. // على حد قوله//.