شهدت الأيام الماضية انطلاق حملات وزارة التضامن الاجتماعي بعدد من محافظات الجمهورية ضد زواج الأطفال تحت شعار "جوازها قبل 18 يضيع حقوقها"، وذلك ضمن إطار عمل برنامج "وعي" للتنمية المجتمعية تحت شعار "بالوعي مصر بتتغير للأفضل"، والتي شهدت إقبال كبير من المواطنين للتعرف على أهداف الحملة والتوعية بمخاطر الزواج المبكر، حيث شاركت عدد من ضحايا الزواج المبكر تجاربهن وتأثير الزواج المبكر على حياتهن.
وتهدف حملة "جوازها قبل 18 يضيع حقوقها"، إلى توعية الأسر المعرضة لخطر زواج أطفالها في سن مبكر، والمخاطر الصحية والاجتماعية والمدنية الناتجة عن زواج الفتيات قبل سن 18 سنة، وتكوين رأي عام مناهض لزواج الأطفال، وتجريم كافة أشكال زواج الأطفال في مصر.
ومع انتشار حملة "جوازها قبل 18 يضيع حقوقها"، في عدد من محافظات الجمهورية خلال الأيام الماضية، بدأت الحملة في تحقيق أهدافها وهي زيادة وعي المواطنين بمخاطر الزواج المبكر، حيث علمت الكثير من الأسر المصرية بالحملة وبأهدافها.
والتقت "البوابة نيوز" بعدد من المواطنين داخل القاهرة الكبرى والذين تحدثوا عن حملة "جوازها قبل 18" بيضيع حقوقها وكيف تفاعلوا معها.
البداية كانت مع أم ملك والتي تعمل بائعة خضروات، حيث أشارت إلى أنها من ضحايا الزواج المبكر حيث أنها تزوجت في سن الـ 16، وبالطبع لم تحظى بفرصة للتعليم بجانب تحملها المسئولية في سن مبكر للغاية بعدما أنجبت أولى بناتها في سن الـ 17، وبالطبع أثر ذلك عليها.
وأكدت أم ملك أنها حرصت على تأخير زواج ابنتها الكبرى لحين اتمامها دراستها، حيث لم تتزوج إلا بعد حصولها على الدبلوم، والذي أتاح لها فرصة أفضل في الزواج وأصبحت قادرة على تحمل المسئولية، مؤكدة أنها لن تتسرع في زواج ابنتها الصغرى أيضا.
وقالت، إن الزمن تغير وأصبح هناك وعي أكثر لدى الناس، مشيدة بحملة "جوازها قبل 18 يضيع حقوقها"، وضرورة نشر الوعى لدي المواطنين بمخاطر الزواج المبكر وأضرارها على الفتاة.
ومن جهة أخر تحدث عمار، والذي يعمل سائق دليفري، عن حملة "جوازها قبل 18 يضيع حقوقها"، فبالرغم من عدم معرفته كثيرا بالحملة وأهدافها إلا أنه تحمس كثيرا لفكرة الحملة وأهدافها، حيث أن لديه ابنة في المراحل الأولى من التعليم، مؤكدا أنه يعمل على توفير سبل الراحة لابنائه كي يحصلوا على فرص متميزة في التعليم والرعاية الاجتماعية والصحية، معبرا عن أماله في أن يصل ابنه وابنته إلى أعلى الدرجات العلمية وأن يحققوا ما لم ينجح هو في تحقيقه، وبالطبع لن يتسرع في في أن تتزوج ابنته قبل سن الـ 18 قبل أن تنهي تعليمها وأن تصل الى الدرجة الكافية من النضج حتى تستطيع أن تتحمل مسئولية رعاية أسرة، وأن تتمكن من رعاية ابنائها في المستقبل.
وعن حملة "جوازها قبل 18 يضيع حقوقها"، أعرب عمار عن تفاؤله بالحملة وبأهدافها، وأشاد بمجهود وزارة التضامن الاجتماعي خلال الآونة الأخيرة وسعيها لنشر الوعي بين المواطنين والتوعية بمخاطر زواج الأطفال قبل سن الـ 18، متمنيا أن يزاد الوعي لدي المواطنين وتتوقف ظاهرة الزواج المبكر في المستقبل القريب.
ومن جانبه تحدث محمد رجب الذي يعمل بائع ملابس عن حملة "جوازها قبل 18 يضيع حقوقها"، حيث أنه تزوج منذ خمس سنوات، مشيرا إلى أنه عندما تزوج كانت زوجته قد تخطت سن الـ 25، وبالطبع كان لديها الوعي الكافي لتحمل المسئولية ورعايته ورعاية ابنائه ومساعدته على تحمل صعوبات الحياة.
وأشاد رجب بحملة وزارة التضامن الاجتماعي للتوعية بمخاطر الزواج المبكر وأضراره على المجتمع، معربا عن أماله باختفاء كافة الظواهر السلبية من المجتمع، مشددا على ضروة انتشار حملات التوعية في الشوارع ووسائل الإعلام.
أما عم سعيد الموظف على المعاش والذي تزوجت ابنته خلال السنوات الماضية، فأعرب عن سعادته بوجود حملة تهدف إلى التوعية بمخاطر الزواج المبكر، ورغم أنه كان لديه الوعي بمخاطر الزوج المبكر وحرص على إتمام ابنته مرحلة الدراسة الجامعية قبل الزواج، إلا أن هناك بعض الأسر لا تمتلك الوعي الكافي بمخاطر الزواج المبكر وأضراره على الفتاة والأسرة والمجتمع.
وأشاد سعيد بحملة وزارة التضامن الاجتماعي "جوازها قبل 18 يضيع حقوقها"، وبالدور والمجهود الكبير الذي تقوم به وزارة التضامن من أجل نشر الوعي في المجتمع.
وللزواج الفتاة المبكر قبل سن الـ 18، العديد من المخاطر الصحية على الفتاة حيث أن الحمل المبكر يعرض الفتاة إلى مخاطر الإجهاض المتكرر وارتفاع ضغط الدم، كما أن مخاطر وفاة الأمهات قبل الولادة تزداد إلى الضعف إذا حدث الحمل قبل سن الـ 18، كما أن المولود يكون أكثر عرضة إلى الولادة قبل الميعاد ونقص الوزن، كما أن الزواج قبل سن الـ 18 يضيع حقوق الفتاة المدنية والاجتماعية أيضا، حيث أنها لاتستطيع أن تستخرج وثيقة زواج إذا تزوجت قبل سن الـ 18 وبالتالي يصبح زواجها غير موثق، ولن تستطيع أن تستخرج شهادة ميلاد لابنائها دون توثيق الزواج، كما أن قد تفقد كافة حقوقها المدنية في الزواج إذا انتهى زواجها سواء بالانفصال عن الزوج أو وفاته.