رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

ليبيا تشتعل.. مصادر رفيعة المستوى تكشف لـ«البوابة نيوز» مخطط الفوضى

محتجين في ليبيا
محتجين في ليبيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أجواء مشتعلة تعيشها المدن الليبية بعد فشل اجتماع جنيف الذي ترعاه الأمم المتحدة للتقارب بين مجلس الدولة ومجلس النواب والذي انتهى دون التوصل إلى اتفاق للنقاط الخلافية، ما أثار حفيظة المواطنين بسبب تعنت جماعة الإخوان وحلفائها.

وأدت الخلافات إلى خروج المظاهرات والاحتجاجات للمطالبة بإجراء انتخابات نيابية مبكرة، حيث خرج الليبيون في الساحات بمختلف المدن الليبية، بما في ذلك طرابلس وبنغازي وسبها ومصراتة، وقام بعض المحتجين بإحراق مقر البرلمان الليبي في طبرق.

ورغم التقدم الذي تم الوصول إليه في ثلاثة اجتماعات متتالية بالمسار الدستوري في العاصمة المصرية القاهرة، وما عرف باجتماعات الفرصة الأخيرة، والتي تبعها اجتماع برعاية أممية بين رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح وما يعرف بالمجلس الاستشاري خالد المشري في جنيف، والذي انتظر الشعب الليبي من ورائه الاتفاق على النقاط الخلافية العالقة، إلا أن هذا لم يحدث.

ورجح خبراء ليبيون فشل المسارات التفاوضية إلى تعنت تنظيم الإخوان الإرهابي، ورغبته في تفصيل المواد لصالح مرشحيه.

وفي هذا السياق، قامت «البوابة نيوز» باستجلاء الحقائق حول ما يدور على الساحة الليبية، عبر مصادر رفيعة المستوى.

حيث أكدت مصادر ليبية لـ«البوابة نيوز» أن الذين هاجموا مقر البرلمان التابعين لمدينة طبرق رافعين شعارات واحتجاجات بسبب تردي الأوضاع المعيشية، ولكن الحقيقة أن وراءها أجندات سياسية، مشيرًا إلى أن المحتجين كانوا يرفعون صور القذافي أثناء حرق البرلمان.

وأشارت المصادر إلى أن المحتجين الذين أضرموا النيران في البرلمان وسرقوه هم تابعون لسيف الإسلام القذافي ولهم أجندات وأهداف سياسية.

أما بالنسبة لمدينة طرابلس، فقالت المصادر إن هناك صراعات سياسية وأجندات سياسية بشكل عام متفرقة بين مؤيدين للحكومات المختلفة حكومة فتحي باشاغا وحكومة عبدالحميد الدبيبة وكل هذه المظاهرات الهدف منها مواجهة  الجيش الليبي تحت شعارات تردي الأوضاع المعيشية ورفع شعارات ضد القوات المسلحة الليبية وحتي شعارات ضد مصر وتناولوا بيانا كاملا موجها ضد مصر وراءه الإخوان تحديدًا.

وأشارت المصادر، إلى أن الغطاء الخارجي للمظاهرات وهو تردي الأوضاع المعيشية في ليبيا ولكن الهدف الأساسي سياسي، مشيرًا إلى أن سيف الإسلام القذافي يقف خلف هذه الاضطرابات لأنه أصبح بعيدًا عن المشهد السياسي ويريد العودة مرة أخرى عبر الانتخابات.

وتابعت المصادر، أن سكان طبرق، غاضبون من الإجراءات التنظيمية التي يقوم بها الجيشان المصرى والليبى لمنع التسلل عبر الحدود، وذلك لأنهم يتربحون من تسهيل الهجرة والتهريب والتأشيرات، لذلك أقدموا على الاحتجاج والتظاهر، وهو ما يستغله سيف الإسلام القذافى لمصلحته من أجل العودة للمشهد مرة أخرى، ويريد إرسال رسالة مفادها أنه متواجد بقوة على الأرض.

وأكدت المصادر، لـ«البوابة نيوز»، أن الأمر نفسه لا يختلف عند عبدالحميد الدبيبة الذي يسعى لإحداث فوضى بعيدًا عن أي حل سياسي حتى لا يكون خارج المشهد، فيما يحاول فتحي باغاشا إلى السيطرة على الحكومة، لذا كل طرف من الأطراف يحاول استغلال المتظاهرين لصالحه.

وأضافت المصادر: «أما فيما يخص أعضاء المجلس الليبي من جماعة الإخوان وتصريحاتهم حول وجود يد للمشير خليفة حفتر فيما يحدث فإنهم إسلاميون وسجناء سابقون وكانوا في حزب التحرير الإسلامي خاصة محمد معزب وكان سجينا سابقا في سنة ١٩٧٣ في حزب علي الصلابي وهذا أول حزب إسلامي تأسس في السبعينيات في ليبيا وسجن جميع جماعته والحزب لن ينجح فيما بعد وكل أعضائه انضموا إلي جماعة الاخوان وانصهروا تحت عباءتها باعتبارها كانت أول تجربة إسلامية».

وأضافت المصادر، أن جماعة الإخوان هي المسئول الأول عن الفوضى التي تحدث في ليبيا، ويستمدون شرعيتهم فقط من الفوضى، وهم الآن بيحاولوا قدر الإمكان أن يوجهوا هذه المظاهرات أن تؤدى إلى حرق وتدمير ونهب وأعمال عنف، وهم العنصر الأساسي الذين يحركون كل الأدوات سواء متظاهرين أو سيف الإسلام أو أى قبائل وسيف الإسلام ليس بجديد استخدامه من قبل الإخوان سبق وإن تم استخدامه في المصالحات عامي ٢٠٠٦ و٢٠٠٩ في الإفراجات والمراجعات الاسلامية فليس بجديد أن يستخدموه من جديد، ولكن المؤسف أن أي شخص خارج المشهد يريد أن يستخدم الآخر حتي أن سيف الإسلام يعتقد هو نفسه أنه يستخدم الجميع وهذا غير صحيح، فسيف الإسلام نفسه يعتقد أنه يستخدم الإخوان والمتظاهرين ويبحث عن أي شيء يعيده الي الساحة ويخلق له اسما من جديد لأن عندما تتحدثين الآن عن مرحلة انتقالية وحكومة انتقالية وتأجيل العملية الانتخابية فهذا معناه أنه سيجلس بعيدا عن المشهد السياسي وقتها أقل شيء ثلاث سنوات أو سنتين وهذا كثير وكل ما زاد الزمن سينسي الناس القذافي وأولاده.

وبالنسبة لاتفاقية جنيف أكدت المصادر أن الإخوان يخشون من شيء واضح وهو دعم مصر لحكومة فتحي باشاغا لأنها حكومة قادرة علي السيطرة علي الوطن وقادرة علي تحالفها مع القيادة العامة للبلاد والجيش وحكومة لكل ليبيا فهذا التحالف هم ينظرون إليه بأنه نهايتهم فهم أي انتخابات سيأتي بها هذا التحالف فهم لن تكون لديهم حرية التزوير بها أو التمكين بها هم يخشون هذا التحالف الوطني والتيار الوطني الذي يقوده باشاغا في المنطقة الغربية والمشير حفتر في المنطقة الشرقية وتدعمه مصر والسعودية كدول راعية للتيار الوطني.

وأضافت المصادر: «هم الآن يبحثون عن أي ثغرة مثلًا عندما قالوا الجنسية الأجنبية، هم يعرفون أن هناك بعض المعارضين لأسباب سياسية وأجبروا على الحصول على جنسيات أجنبية، لكي تكون حماية لأسباب سياسية».

وأكدت المصادر، أن مشكلة الجنسية الأجنبية افتعلتها الجماعة لمنع المشير خليفة حفتر، من دخول الانتخابات لأنهم يعرفون أنهم إذا دخلوا الانتخابات مع هذا التيار الوطني لن يستطيعوا التزوير وهم بدون تزوير لا ينجحون، حتي الدستور الذين يسوقون له الآن وغيره ويرفضون تعديله لأنهم يريدون دستورا على مقاسهم.

وأشارت المصادر، إلى أن تمسك جماعة الإخوان بعبد الحميد الدبيبة بسبب خوفهم من القادم لأن هذه الجماعة ليس لديهم مانع من التعاون مع أي شخص أو فصيل عدو للمشير حفتر حتي لو ابن حفتر معادي حفتر سيعطون له الحكومة، لأنهم خائفون من شعبية المشير رغم اتفاقهم برعاية مصرية.

وأشارت المصادر، إلى أن رئيس مجلس النواب عقيلة صالح تفاجأ خلال اجتماع جنيف، بخالد المشري يفتح من جديد الاتفاق ويطالب بشرط الجنسية الأجنبية فلم يجد حجة أخري ويعرف أن عقيلة لن يوافق هو يطلب منك شيئا مستحيلا وبالتالي هو يعرقل المفاوضات وهي كلمة حق يراد بها باطل وشعارات من قبيل نحن دولة عربية إسلامية لا يحكمنا شخص بجنسية أجنبية، ولكن هي شعارات يراد بها شخص معين وهم يريدون تفصيل الدستور لأجل إقصاء شخص معين.

وعن مقاومة الجيش والشرطة لأحداث العنف والحرق والنهب التي حدثت اليوم في ليبيا قالت المصادر الليبية إن المنطقة الشرقية لم تحدث بها أحداث عنف إلا في مدينة طبرق وهي ذات طبيعة قبلية ولها خصوصية ويحل أفراد المدينة مشاكلهم بأنفسهم فالمنطقة الشرقية ليس بها شرطة ولكن بها جيش والجيش تكوينه اجتماعي صعب يتحرك في النطاق الاجتماعي والحركة تكون محسوبة.

وأشارت المصادر، لـ«البوابة نيوز»، إلى أن المنطقة الشرقية قرارها بيد أهلها فهذه المنطقة سقطت في أحداث ٢٠١١ فى ١٢ يوما لأن ما يؤثر علي قراراتها هم قبائلها بأنفسهم فالناس متخوفة من التدخل والتسلح وغيره وللأسف الناس دائما يتم التلاعب بهم والضحك عليهم بالشعارات فمن خرجوا اليوم بالفعل لديهم تردٍ في الأوضاع المعيشية ولكن هناك أطرافا أخري تستخدمهم، وهذه المظاهرلأن تحل مشكلتهم ولن تأتي لهم بالمياه أو الكهرباء الذي يأتي لهم بهذا هو العمل السياسي والضغط علي الأطراف السياسية والاحتجاجات السلمية قد تحرك المجتمع الدولي والإرادة السياسية الداخلية لكن الحرق والتدمير لا يفيدان، فمثلا قرية مثل طبرق كان يعمل بها البرلمان الليبي والذي كان يعمل به أهل القرية، هؤلاء الشباب غدًا سيكونون بلا عمل والبرلمان الليبى سيعمل من بنغازي ولن يتأثر.