نجحت وزارة الداخلية خلال أقل من 48 ساعة من اكتشاف مقتل الإعلامية شيماء جمال في القبض على زوجها المستشار أيمن حجاج نائب رئيس مجلس الدولة بعد هروبه .
وشهدت مصر فى الفترة الأخيرة العديد من المتغيرات التي أثرت بشكل مباشر على طبيعة الحياة وبالتالي على خصائص السلوك وأشكال الجريمة الأمر الذى أدى إلى ظهور أنماط جديدة ومختلفة من الجرائم مما جعل مهمة الأجهزة الأمنية بالغة الدقة والصعوبة لما تتسم به تلك الجرائم من خطورة وعنف وتطور فى الأسلوب الإجرامى وزيادة حدته.
في نفس السياق تمتلك وزارة الداخلية خبرات أمنية وتقنيات مستحدثة تم استخدامها في القبض على المتهم أيمن حجاج الذي قام بقتل زوجته الإعلامية شيماء جمال نرصدها في سطور.
شكل قطاع الأمن الوطني والأمن العام برئاسة اللواء علاء سليم مساعد وزير الداخلية والمباحث الجنائية بالقاهرة والجيزة والإسماعيلية والسويس ومطروح فريق عمل يضم أكفأ ضباط الوزارة مهمته القيام بالتحريات واستجواب الشهود وتفريغ المراقبة .
وأدار فريق أمني على أعلى مستوى العملية “ نسر” من داخل وزارة الداخلية وتحديدا من داخل مركز إدارة الأزمات الذي يتصل عبر الأقمار الصناعية والتقنيات الحديثة وهو مركز محصن تحت الأرض مزود بأحدث أجهزة الاتصال و"الفيديو كونفرانس"و متصل بكل مديريات الأمن ومتصل بكل قواعد بياناتها على مستوى الجمهورية ويستطيع السيطرة عن بعد على كل الميادين المهمة ورصد الحالة الأمنية في البلاد على مدى 24 ساعة.
بناء على المعلومات والتحريات الذي قدمها الفريق الميداني تم التنسيق مع مركز إدارة الازمات في الوزارة لتحليل البيانات المعلومات المتاحة لتتبع خط سير المستشار أيمن حجاج الهارب بعد قتل زوجته الإعلامية شيماء جمال وبعد تحديد مكانه داهمته القوات الخاصة في مخبئه بمحافظة السويس عقب رصده .
وكانت قد تمكنت الأجهزة الأمنية من تحديد مكان اختباء المستشار أيمن حجاج المتهم بقتل زوجته الإعلامية شيماء جمال بمحافظة السويس والقبض عليه وذلك من خلال إستخدام أجهزة البحث الجنائى للتقنيات الأمنية الحديثة وتكثيف التحريات وجمع المعلومات تنفيذًا للإذن القضائى الصادر بضبطه وإحضاره وقد تم اتخاذ الإجرءات القانونية حياله وتم عرضه على النيابة المختصة التي امرت بحبسه على ذمة التحقيقات .
وكانت النيابة العامة قد باشرت التحقيقات في واقعة قتل الإعلامية شيماء جمال، حيث كانت النيابة العامة قد تلقت بلاغًا من عضوٍ بإحدى الجهات القضائية بتغيب زوجته المجني عليها شيماء جمال التي تعمل إعلامية بإحدى القنوات الفضائية بعد اختفائها من أمام مجمع تجاريٍّ بمنطقة أكتوبر دون اتهامه أحدًا بالتسبب في ذلك، فباشرت النيابة العامة التحقيقات، إذ استمعت لشهادة بعضٍ من ذوي المجني عليها الذين شَهِدوا باختفائها بعدما كانت في رفقة زوجها أمام المجمع التجاري المذكور، وقد ظهرت شواهد في التحقيقات تُشكك في صحة بلاغه.
ثم بتاريخ السادس والعشرين من شهر يونيو الماضي مثَلَ أحدُ الأشخاص أمام النيابة العامة أكَّد صلته الوطيدة بزوج المجني عليها، وأبدى رغبتَه في الإدلاء بأقوالٍ حاصلها تورط الزوج المُبلِغ في قتل زوجته على إثر خلافات كانت بينهما، مؤكدًا مشاهدته ملابسات جريمة القتل وعلمه بمكان دفن جثمانها.
وإزاء ذلك ولعضوية زوج المجني عليها بإحدى الجهات القضائية استصدرت النيابة العامة من تلك الجهة إذنًا باتخاذ إجراءات التحقيق ضدَّه بشأن الواقعة المتهم فيها، وبموجبه أمرت النيابة العامة بضبطه وإحضاره، وتتبعت خطَّ سيره في اليوم الذي قرَّر الشخص الذي مثَلَ أمام النيابة العامة أنه يوم ارتكاب الزوج المتهم واقعة القتل، وضبطت أدلة تُرجّح صدق روايته، وانتقلت برفقته إلى حيث المكان الذي أرشد عن دفن جثمان المجني عليها فيه، فعثرت عليها به، وكان في صحبة النيابة العامة الطبيب الشرعي، حيث اعترف هذا الشخص الذي أرشد عن المكان باشتراكه في ارتكاب الجريمة، وعلى هذا أمرت النيابة العامة بحبسه أربعة أيام احتياطيًّا على ذمة التحقيقات، وجارٍ استكمالها.