عقب فشل مفاوضات جنيف بين الأطراف الليبية، اندلعت احتجاجات في عدة مدن ليبية، منها مدينة طبرق الساحلية، التي أحرق المحتجون فيها مقر مجلس النواب الليبي المؤقت، وهاجموه بـ"بلدوز"، وخلعوا أبوابه قبيل احتراقه بالكامل.
كما اندلعت المظاهرات في مدن أخرى منها طرابلس، وسبها، وبنغازي، بسبب فشل المفاوضات الليبية بشأن الانتخابات الرئاسية الليبية، وقالت مستشارة الأمم المتحدة الخاصة المعنية بالشأن الليبي ستيفاني وليامز إن المحادثات الليبية التي انعقدت في جنيف انتهت اليوم الخميس دون تحقيق تقدم كاف للمضي قدما لإجراء انتخابات.
وأضافت في بيان: "الخلافات لا تزال قائمة بشأن متطلبات التأهل للترشح في أول انتخابات رئاسية"، مشيرة إلى أنها ستطرح توصيات بشأن البدائل المتاحة للمضي قدما".
فشل المفاوضات التي أدت إلى نشوب الاحتجاجات الليبية في مدن مختلفة سببها تعنت المجلس الأعلى للدولة الليبية الذي يسيطر عليها الإخوان، الذين تعنتوا لتفصيل منصب الرئيس الليبي وفقًا لهواهم ليأتي الرئيس الليبي منهم.
شروط الترشح
أكد الكاتب الليبي الدكتور كامل المرعاش، أن النقاط الخلافية تتركز حول شروط ترشح رئيس البلاد، ولأن تنظيم الإخوان وغيرهم من زعماء المليشيات القبلية يخشون من ترشح شخصيات وطنية مستقلة وتمثل تيار السيادة الوطنية، والذين لديهم شعبية قوية و خزان انتخابي كبير، فهم يسعون إلى وضع مواد في القانون الانتخابي مفصلة لإقصاء هذه الشخصيات القوية والفاعلة.
وقال "المرعاش" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز": للأسف هذا الموقف الشاذ والغريب تتناهي معه بعض القوى الغربية التي تدعى إنها تدعم الديموقراطية وما ينتج عن صندوق الاقتراع. تنظيم الإخوان المسلمين العالمي ومن ورائه قطر وتركيا لا يريد انتخاب شخصيات وطنية ليبية ستنهي التدخلات الأجنبية في ليبيا وتعيد سيادة ليبيا واستقلالية قرارها السياسي والأمني والاقتصادي.
وحول حجم وثقل الجماعة الإرهابية، شرح الكاتب والمحلل السياسي أن تنظيم الإخوان في ليبيا ضعيف وليس له جذور في المجتمع الليبي المحافظ بطبعه، وليس له مرجعية وطنية ليبية، نشأته كانت من خلال التنظيم المصري للإخوان المسلمين، وبالتالي تبعيته العمياء للتنظيم الإخواني المصري جعلته أداة طيعة في يد قطر وتركيا المؤيدتين للتنظيم الإخواني المصري الذي كشف عن وجهه الإرهابي الحقيقي، وتجلي ذلك في عشرات الهجمات الإرهابية التي تعرضت لها مصر خلال السنوات الماضية.
تدني شعبية الإخوان
ولفت "المرعاش" إلى أن الانقسام الذي يعيشه التنظيم الليبي بين حزبين يدعي كل منهما أنه الأصل، يضيف إلى تدني شعبية الإخوان وشعورهم أنهم سوف يخسرون كل شيء اذا دخلوا رهان الانتخابات بالهزيمة الساحقة الماحقة في انتظارهم.
وحول تعنت رئيس مجلس الدولة، ورفضه الحضور إلى القاهرة حيث مفاوضات التوافق حول قاعدة دستورية، أكد "المرعاش" أن رئيس ما يسمى بالمجلس الأعلى للدولة هو نموذج السياسي المبتذل، الذي لا يملك ذرة من الوطنية، وكل همه الحفاظ على الامتيازات التي يتمتع بها كرئيس لهذا الجسم المترهل والذي يريد الاستمرار رغم أن أعضاءه لم ينتخبوا وإنما جري انتقائهم من نواب المؤتمر الوطني العام لانتخابات عام 2012.
وتابع: هناك شبه عصابة تسيطر على المجلس رغم أقليتها وكلهم أعضاء في تنظيم الإخوان، حولوا هذا المجلس إلى أداة هدامة لأي محاولة للاستقرار والمصالحة الوطنية وإعادة سيادة ليبيا، ورهنوا ليبيا للمحتل التركي، ليستمر مسلسل النهب والفوضى والدولة الفاشلة في ليبيا. وموقف خالد المشري من مفاوضات القاهرة كان معروفا مسبقًا، بأنه مازال معول هدم لأي جهود بناءة للسلام في ليبيا.