لم يخطر على عقل أحد خروج الملايين من المصريين للميادين حتى يبهروا العالم مرتين خلال ثلاث سنوات فقط؛ حينما دق ناقوس وتيرة 25 يناير2011، وعاد صوت تصحيح المسار خلال 30 يونيو 2013، اهتزت أرجاء العالم على صيحات أحفاد الفراعنة المنددة باستئثار الجماعة بالحكم، وتبددت مخططات ومكائد المتآمرين أمام وحدة الشعب العظيم.
حاول الإخوان وأبواق الإعلام المحسوب عليهم أو مساعديهم من دول خارجية أن يصدروا الإحباط وفرض منهجية الأمر الواقع على شعب لا يعرف المستحيل، حلم اليمين المتطرف «الإخوان» السرطان المستشرى فى جسم الوطن عبر 80 عامًا، وسعوا بكل الطرق الخبيثة للوصول إلى سدة الحكم حالمين بأن يحولوا مصر الحضارة موطنا للخلافة، وأن يعصفوا الأخضر واليابس، ولكن للوطن رجالا تحميه تحفظ حدوده وتؤمن بمقدراته وتصون أمنه وسلامه.
تمرد المصريون على الجماعة، وثار الشعب وشهدت ميادين مصر كلها وأرجاؤها ثورة تكتب حروف نهاية الإخوان، ذاك الطاغوت الذى صنعه وعظمه دول وأجهزة مخابرات معادية للبلاد، تبددت أحلام الإخوان وحولها الشعب المصري إلى كابوس مرير على هتاف «يسقط حكم المرشد.. 30 ستة آخر يوم».
كان المطلب واحدا والهدف ثابتا والرغبة جامحة فى الخلاص من براثن جماعات الشر والإرهاب، لم يخرج أحد بمطالب فردية أو فئوية، كان نسيج مصر الواحد صوتا وسندا وعضّد بعضهم البعض، واستطاع الشعب أن يحقق إرادته وحماها جيشه الجسور وحفظ سلامة واستقرار البلاد رغم تضافر قوى الشر عليها، فكانت وما زالت وستظل أم الدنيا صخرة صلدة عصية على المتآمرين والكارهين؛ كان الأقباط مسلمين ومسيحيين صوتا واحدا ولهما يقين واحد أن مصر الباقية رغم أنف الكارهين.
ومن أرض يونيو، طرحت بذرة الجمهورية الجديدة بقيادة رشيدة إرساء مبدأ المواطنة وتحقيق دولة المؤسسات والخروج من طائلة الوصاية لصنع القرار، وإبطال مفعول قنبلة الإرهاب الموقوتة ومساعي الاجتثاث الكامل له من أرضنا، كرامة المصري أولًا على أرضها وخارج حدودها، مصر الرائدة القائدة المتصدرة للساحة والبلدان، مصر الحصن والحاضنة وسند الأشقاء، مصر التاريخ تعود فى ثوب جديد.
وبين الثورة والخلاصة الكثير من الأسرار والكواليس التضحيات والبذل والعطاء سهر وجهد صوت وهتاف دماء بريئة تطهير لأرض الكنانة، شهود وشهادة للتاريخ والإنجاز، ثورة المصريين أبطلت مخطط حدود الدم، وإعادة رسم صورة بلادنا الراقية على الخريطة العالمية.. ترصد« البوابة نيوز» فى التقرير التالي شهادات بعض من شاركوا في الثورة لإزاحة حكم الجماعة الإرهابية:
مؤسسة الرجاء للرعاية: الأقباط تعرضوا للتهديد والتكفير والثورة حققت الأمان لهم
قالت الدكتورة أميرة فؤاد، رئيس مجلس أمناء مؤسسة الرجاء للرعاية والتنمية، إن الأقباط قبل 30 يونيو تعرضوا لأحداث متتالية من التهديد والتكفير في ظل حكم الإخوان، وشهد الوطن أحداث عنف بين جميع المصريين والأقباط نالوا النصيب الأكبر من الاعتداءات بشكل دفعهم للنزول في ٣٠ يونيو لتحقيق الأمان والسير على الطريق الصحيح لمصلحة الوطن.
وأضافت لا ننسي أن ما قبل ٣٠ يونيو تعرضت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لأول مرة منذ إنشائها لهجوم والاعتداء عليها بالخرطوش والمولوتوف والقنابل المسيلة للدموع، فضلا عن بث العديد من الخطب لكراهية الأقباط عبر قنوات الإخوان واعتبارهم من الكفار9.
ويرى بيشوي جورج، نائب رئيس مجلس أمناء مؤسسة الرجاء للتنمية، أن 30 يونيه الخالدة حررت الوطن من حكم جماعة الاخوان، وأضاف علينا أن نتذكر أن أهم المكتسبات التي حصل عليها الأقباط وضحت في إعادة بناء، وترميم الكنائس المحترقة في صعيد مصر التي شنها أتباع ومناصرو الجماعة خلال حرب الكراهية انتقاما من مشاركة الأقباط في الثورة على حكم جماعته، وكذا تقنين أوضاع عدد كبير من الكنائس لأن ذلك لم يكن مطروحًا من قبل.
رامى كامل: الإخوان تعاملوا مع الأقباط كـ«أسرى».. وليس شركاء الوطن
قال رامى كامل، رئيس مجلس إدارة مؤسسة شباب ماسبيرو، إن ما بين ٣٠ يونيو ٢٠١٢ و٣٠ يونيو ٢٠١٣ مر الوطن بفترة عصيبة كاد يفقد فيها هويته الجامعة ويتحول من أرضية الإجماع إلى الشقاق، بعد أن صعد إلى سدة الحكم تيار يمينى متطرف لم يضع نصب عينيه الوطن، وإنما المشروع الخاص بالجماعة الذى يتجاوز الوطن؛ مؤكدًا أن الأقباط كان فى مركز مشروع الإخوان للشقاق والتفريق، فبعد السيطرة على مفاصل الدولة كان الأقباط هم الفئة التى ينعكس عليها المشروع الدينى، فيتم التعامل معهم كآخر، وبالتالى يمارس عليهم التنكيل للمزايدة لكسب تأييد الشعوبيين اليمينين، وهو ما ظهر بوضوح فى حصار الكاتدرائية المرقسية أكثر من مرة ومنهم المرة الشهيرة التى تم الاعتداء عليها.
وأضاف أن الشباب القبطى المسيس والمنغمس فى فاعليات ثورة ٢٥ يناير كان يدرك أن الإخوان أصبحوا يتعاملون مع الأقباط كـ «أسرى» وليس كمواطنين شركاء، فما كان من الشباب القبطى إلا أن رفض نتيجة الانتخابات وإصدار بيان ثاني يوم إعلان فوز مرشح الإخوان لرفض النتيجة والدعوة لإسقاط المشروع، ثم قام الشباب القبطى بالحشد بكثافة لمظاهرات القوى المدنية فى ٢٤ اغسطس ثم بعدها مع قوى اليسار بمناسبة مرور ١٠٠ يوم على حكم الإخوان.
وتابع، على مدار عام شارك وساهم ودعا الشباب القبطى فى أكثر من خمسين مسيرة ومظاهرة وكانوا فى طليعة شباب جبهة الإنقاذ التى تشكلت من القوى الوطنية، ثم انغمسوا بالكامل فى حملة تمرد وجمعوا ملايين التوقيعات ثم اعتصموا فى ميدان التحرير وأمام قصر الاتحادية؛ لم تكن دعوة الشباب القبطى ضد دين أو رجال دين إنما كانت من أجل وحدة الوطن وهويته، وما حذر منه الشباب القبطى تجلى فى أقوى صورة يوم فض اعتصام رابعة بأن رفع الأقباط على مذبح الوطن عشرات الشهداء، وأكثر من ٨٠ كنيسة تم حرقها ليخرج بعدها قداسة البابا ويؤكد إنهم إذا حرقوا الكنائس فسيفتح لنا أخوتنا المسلمون المساجد لنصلى فيها، ويخرج الأنبا مكاريوس وأبناؤها ليكتبوا أعظم جملة على جدران الكنائس المحروقة فى المنيا «حن نغفر».. نغفر فيما لنا لكن لا نغفر فى هوية الوطن.
صفوت برزي: مصر خرجت من النفق المظلم بفضل شعبها
يقول الدكتور صفوت برزي، رئيس لجنة المواطنة بالكنيسة الكاثوليكية، وأحد القيادات المجتمعية، إن يونيو فرحة النجاة من براثن الظلام وطوق الهموم الذى كان يرهب الجميع خشية على مصر الباقية للأبناء والأحفاد، جاءت الثورة تزيح الغمة وتفتح أبواب الأمل، وكان نسيج الوطن شاهدًا في شوارعها؛ لدينا رصيد كبير من الذكريات والأحداث.
وأضاف أن مؤشرات الخطر كانت تصاعديه للغاية، وذات يوم ألقيت علينا ونحن نجلس فى فناء الكنيسة «سكين»، ولكن مصر خرجت من النفق المظلم بفضل شعبها وأمانة مؤسساتها ورجل له التقدير ونقدر جهوده بامتنان، وهو الرئيس عبد الفتاح السيسي الذى ساند الشعب فى رغبته وطلبه في النجاة من قبضة الإخوان.
وأوضح أن الطمأنينة سادت قلبي من خلال مشهد 3 يوليو الذى حضره وشارك فيه قداسة البابا تواضروس، وحديث المشير السيسي آنذاك، عن رؤية وخارطة طريق واضحة لفترة انتقالية منح الجميع السلام الداخلي للخروج من الواقع المرير الذى لو استمر ما كنا، فكانت البلاد علي حافة الانهيار في كل شيء.
وتابع إن مصر يقودها رجل أمين وصادق ورجال تعمل ليل نهار لصالح هذا الوطن وأهله، مشاريع هنا وبنية تحتية هناك، أعمال ومدن جديدة تسعد القلوب، ولولا سوء الحظ الذى أصاب العالم كله جراء جائحة كورونا والحرب الروسية الأوكرانية لكان الوضع أفضل بكثير.
البياضي: استقلنا من شورى الإخوان.. والنضال في الشارع
قال الدكتور فريدي البياضي، عضو مجلس النواب، أن ثورة ٣٠ يونيو شكلت نقطة مفصلية في تاريخ مصر، ولا يمكنني الحديث عن الثورة بدون الحديث عن موجة التغيير الأولى وهي ثورة ٢٥ يناير، التي قفز تيار الإخوان عليها ليختطفوا المشهد السياسي، إذ لم تكن هناك قوى حقيقية أخرى موجودة على الساحة السياسية ولها قواعد في الشارع.
وتابع بدأنا من أول يوم تواجدنا في مجلس الشورى آنذاك تكوين ما سميناه «التيار المدني» داخل الغرفة النيابية الوحيدة آنذاك بعد حل مجلس الشعب وتحويل صلاحياته للشورى؛ وكان العدد لا يتعدى العشرين نائبًا، لكن كان واضحًا أنه حركة وتكتل لمعارضة الأغلبية الساحقة من تيار الإسلام السياسي بقيادة الإخوان، وكانوا يحاولون في معظم الوقت منعنا من المداخلات ومن التصريحات، ولكننا كنا نجد طريقنا للحديث داخل المجلس وكنّا نحتل مساحة في الإعلام لفضح ممارسات تيار الإخوان.
وأضاف أنه كان للتيار المدني صوت مسموع واستطعنا إيقاف بعض القوانين مثل قانون السلطة القضائية على سبيل المثال، والذي كان محاولة لإقصاء عدد من القضاة غير الموالين للنظام وإحكام سيطرة النظام على السلطة القضائية، وعندما ظهرت على الساحة حركة تمرد ؛ كان التيار المدني من أول المؤيدين لها؛ وتحدثنا في أكثر من لقاء شعبي لدعم الحركة.
وقال فى يوم ٢٨ يونيو أثناء المؤتمر الصحفي لحركة تمرد والذي تم عقده في نقابة الصحفيين لإعلان إشارة البدء للثورة،أعلنت على الهواء استقالتي مع ثمانية زملاء من مجلس الشورى تضامنًا مع الثورة، وقتها قررنا أنه حان وقت انتقال النضال من تحت القبة إلى الشارع لتشجيع الشعب على الخروج ومطالبة الرئيس مرسي بالتنازل عن السلطة والدعوة لانتخابات مبكّرة..
وتابع في الساعات الأولى لصباح يوم ٣٠-٦ كنت على الهواء ضيفًا على إحدى الفضائيات مع الدكتور أحمد عارف المتحدث الرسمي لجماعة الإخوان؛ وقتها قلت له: الآن آخر فرصة أمام الرئيس للتنازل عن السلطة؛ وإلا سيكون مجبرًا وسيطالب الشعب بإعدامه ووقتها رد المتحدث الرسمي للجماعة مستبعدًا ذلك، فلم يكن الإخوان يتخيلون الملايين الغاضبة ولا انحياز الجيش لرغبة الشعب وتدخلهم لعزل الرئيس.
وأشار إلي أن ثورة يونيو جمعت مختلف أطياف الشعب، ومنهم فئات لم تشتغل أو تنشغل بالسياسة من قبل، وجمعهم كلهم هدف واحد وهو استرجاع مصر من قبضة التيار الديني الذي كان قد بدأ في إحكام السيطرة على مفاصل الدولة وشرع في تغيير هوية الوطن.
كمال سليمان: لم نمرر قانون ضد الدولة.. ودعمنا «تمرد» لإنجاح الثورة
قال النائب كمال سليمان، عضو مجلس الشوري السابق، إن المجلس أثناء فترة الإخوان ورئاسة محمد مرسي للدولة كان الغالبية العظمى إخوانا وسلفيين، وبعد إجراء التعيينات التي أجراها «مرسي» في أواخر ديسمبر 2012، أصبح ثُلث المجلس من التيار المدني.
وكشف عن بعض المواقف خلال فترة وجوده بالمجلس، كانت رغبة الإخوان في إحالة أكثر من 3000 قاضٍ للتقاعد وإحلال محامي الإخوان محلهم، بتخفيض سن التقاعد للقضاة، واعترضنا بقوة علي تمرير القانون حتي خضع رئيس المجلس لطلبنا، وقرر تأجيل مناقشة مشروع القانون لدورة مقبلة، وفوجئنا في اليوم التالي بأحد نواب الإخوان يطلب مناقشة المشروع فورا طبقا لحقه في ذلك، طبعا بعد الاتفاق مع رئيس المجلس عن التأجيل وخروج الإخوان من المجلس إلي حق الحزب أو إلي مكتب الارشاد اتفقوا علي هذا الإجراء حتي يحققوا هدفهم من السيطرة علي السلطة القضائية.
وتابع مما كان منا إلا أن نقف لهم بالمرصاد بل خرجنا إلي الشارع متضامنين مع قضاة مصر حتي أبطلنا مشروعهم الخبيث.
وأضاف رغم قله عددنا لم نسمح لهم بتمرير أي قانون يهدد هوية الدولة المصرية، وكنا نعقد المؤتمرات الصحفية داخل المجلس للاعتراض علي أي مشروع قانون يمس أركان الدولة المصرية.
وتابع لا ننسي أننا قمنا بدعم حركة تمرد بكل السبل، ووفرنا لهم أماكن بالقرب من ميدان التحرير، كما قمنا بإنشاء منصة الاتحادية، بالإضافة إلي مقر دائم للشباب بالقرب من الاتحادية، ولا ننسي وقفتنا بالاتحادية بعد إعلان مرسي للإعلان الدستوري الذي بموجبه جمع كل السلطات في يده، ولا ننسي المستشارة تهاني الجبالي التي أصدرت بيانًا تعلن فيه إسقاط شرعية مرسي.
مدحت مراد: السيسي وضع أسس وطن واحد يسوده مبدأ المواطنة الحقيقية
يقول الدكتور مدحت مراد، أستاذ القانون، إن ذكري ثورة 30 يونيو المجيدة، أكدت أن الشعب المصري ما زال يدهش العالم بثوراته علي الظلم، إذ يزخر التاريخ المصري منذ العصر الفرعوني بالكثير من الانتفاضات والثورات التي قام بها المصريون.
وأضاف أن الإخوان استغلوا حالة الفوضى والانفلات التي أعقبت أحداث ثورة 25 يناير 2011 وقاموا بالسطو علي مقدرات البلاد وفرض الوصاية علي الشعب المصري، وإذ بالتاريخ يعيد نفسه ويهب الله مصر والمصريين قائدا مغوارا جمع بين صفات الشجاعة والإقدام والذكاء ليس فقط عسكريا وإنما في كل الميادين وعلي سائر الأصعدة، فضلا عن حبه المتفاني لمصر والمصريين، فانتفض للم شمل المصريين بكل طوائفهم فالتف الجميع حوله في مسيرة تحرير الوطن من الرجعية والتخلف والنهوض به من مستنقع العنف والإرهاب والتخريب، فخاض معهم وبهم حربا شرسة ضد كل محاولات إسقاط الدولة، فاسترد الدولة من براثن تلك العصابة وأعاد لها هيبتها ومكانتها القارية والدولية والإقليمية.
وتابع: أن الرئيس وضع أسس وطن واحد يسوده مبدأ المواطنة الحقيقية بين أبنائه لا تفرقة فيه بين مواطنيه بحسب الدين، وأكد بأسلوب عملي ملموس أنه لا فارق بين مسلم ومسيحي متجاوزا بذلك كل محاولات التفرقة بين الشقيقين التي سادت في عهود سابقة، ولعل من أبرز مظاهر ذلك انتفاضته للثأر من قتلة أبنائه الشهداء المسيحيين الذين طالتهم يد الغدر والإرهاب والتطرف في ليبيا، كذلك حثه الدائم علي بناء كنيسة في كل تجمع أو مدينة جديدة ومشاركته الشخصية والفاعلة في كل مناسبة كنسية، نثق في أن لديه الكثير الذي سيقدمه لأبنائه المصريين جميعا ونعقد عليه آمالا عريضة في مزيد من الجهد نحو مستقبل أكثر أمنا وعدلا ومواطنة حقيقية كاملة.
مريم عزت: المنيا كانت وكرا لعصابة الإخوان.. والثورة حررتها
قالت النائبة مريم عزت، عضو مجلس النواب عن محافظة المنيا، إن ثورة 30 يونيو لها معانٍ كثيرة لمحافظة المنيا، حيث شهدت المنيا مظاهرات ضد الإخوان جمعت كل فئات الأمة لأول مرة منذ ثورة 1919، وكانت المنيا وكرا لعصابة الإخوان بما فيها المحافظ، واعتصموا في ميدان بالاس، أحد أكبر ميادين المنيا ووضعوا علامات علي منازل ومحلات الأقباط.
وأضافت، أن الجماعات قاموا بتخريب وحرق أغلب كنائس ومحلات الأقباط في المنيا، ولكن بقيادة الرئيس السيسي قامت القوات المسلحة بإعادة بناء كل الكنائس والمؤسسات التي خربتها عصابة الإخوان، ولا ننسي أن اهتمام الرئيس السيسي بالمرأة عامة جعلني نائبة شابة علي المدينة التي شهدت كل ذلك التخريب.
نجلاء باخوم: يونيو أخرجت مصر من الظلمة إلي النور
قالت النائبة نجلاء باخوم، عن دائرة قنا، إنه عبر تاريخها مرت بالعديد من اللحظات الفارقة التي شكلت وغيرت من مستقبلها وحاضرها، ولعل أبرز هذه اللحظات في التاريخ مصر المعاصر هي ثوره ٣٠ يونيو ٢٠١٣، والتي انتصرت فيها مصر على الظلم والفساد وخرجت من الظلمة إلى النور ومن الفشل والتأخر إلى الازدهار والتقدم.
وأضافت هناك العديد من العوامل جعلت من ثورة ٣٠ يونيو لحظة فارقة في تاريخ مصر لعل أبرزها تلاحم جميع أطياف الشعب المصري من مصريين مسلمين ومصريين مسيحيين وكبار وصغار ورجال ونساء فقد اختلفوا في ثقافتهم وأعمارهم وجنسهم ودنياتهم ولكنهم اتفقوا على حب مصر وحبهم لبعضهم البعض.
وأكدت أن القوات المسلحة المصرية كان لها دور كبير في تحقيق مطالب الشعب، فلولا انحيازها لرغبة المصريين ووقوفها بجانبهم كجزء أصيل لا يتجزأ منهم لم يكن ليكتب النجاح لهذه الثورة العظيمة.
وأشارت إلى أن البعض حاول هدم النسيج الوطني بين الأقباط والمسلمين، فقاموا بهجمات منظمة على الكنائس والأقباط وزادت العمليات الإرهابية التي كان هدفها زعزعة الثقة في الدولة المصرية، ولكن خرج البابا تواضروس، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، بكلمات عظيمة توضح مدي ارتباط المصريين الأقباط بوطنهم عندما صرح « وطن بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن ».
وأكدت أن مصر بدأت عقب ٣٠ يونيو بإرساء مبادئ المواطنة والحب والإخاء بين جميع المصريين المسلمين والأقباط، ومن أهم مظاهر المواطنة زيارة الرئيس السيسي للكنيسة في عيد الميلاد المجيد الذي أصبح تقليدا وعادة توضح مدى حرص القيادة المصرية على الحفاظ على النسيج المصري.
ناجح بولس: المواطنة أول مكتسبات ثورة يونيو.. والأقباط شغلوا المناصب
يقول الدكتور نجاح بولس، باحث سياسي وإعلامي، إن مكتسبات ملف المواطنة من ثورة 30 يونيو هي الأكثر بروزًا بين ما حققته الثورة من إنجازات، والأمر غير مستغرب لو ربطنا تلك المكتسبات وطبيعة ثورة 30 يونيو، التي استهدفت إقصاء التيارات الراديكالية المتطرفة واستعادة الهوية المصرية أو الحفاظ عليها من العبث المخطط له، فكانت الثورة حدثا إستثنائيا وغير مسبوق للتكريس لمبادئ المواطنة في الشارع المصري.
وأضاف أنه كان ضمن أولويات نظام حكم 30 يونيو إنهاء حالة الانقسام، ودعم مبادئ العيش المشترك بين فئات الشعب التي عاشت ثلاث سنوات تحت نير الصراع السياسي والأيديولوجي، وكما تحدثنا كثيرًا في مناسبات سابقة، أن ما لا يستطيع المفكرون والمثقفون إحداثه عبر سنوات طويلة قد تنجزه السلطة الحاكمة بقرار بين عشية وضحاها متى توافرت الإرادة السياسية للتغيير، وهو ما حدث بالفعل بعد 30 يونيو مع توافر قدر من رغبة القيادة السياسية لإحداث خلخلة لحالة الجمود والتشدد الأيديولوجي في الشارع المصري.
وتابع، من الطبيعي أن يكون المواطنون الأقباط الأكثر تأثرًا بمكتسبات ملف المواطنة، لأنهم بالأساس كانوا الأكثر تضررًا لغياب تفعيل مبادئه من الشارع لسنوات طويلة، ورغم تحفظاتنا على الكثير من السياسات بعد 30 يونيو، وخصوصًا المتعلقة بالملفات السياسية والإعلامية وملف الحقوق والحريات، إلا أن أحدا لا ينكر وجود قدر من الانفراجة فيما يتعلق بالملف القبطي على مستوى الشكل والمضمون".
وقال إنه أول مرة بعد 30 يونيو 2013 نرى رئيس الجمهورية المؤقت، المستشار عدلي منصور، يزور الكاتدرائية لتهنئة البابا بالعيد، وبعدها بشهور نرى أول رئيس جمهورية مصري في قداس عيد الميلاد، كما رصدنا خطابا رسميا على مستوى القيادة السياسية العليا ينص صراحًا ويشجع على دعم انخراط الأقباط في المجتمع، بعدما كان الخطاب الرسمي دائمًا لقرابة أربعة عقود مغازلًا لمشاعر التيارات الإسلامية المتطرفة على حساب الأقباط.