أدى الأنبا مقار أسقف الشرقية ومدينة العاشر من رمضان، مساء الخميس، صلاة العشية بدير الأنبا انطونيوس ببيرث في كندا.
وقالت الصفحة الرسمية لمطرانية الشرقية ومدينة العاشر من رمضان، في بيان صباح اليوم الجمعة، إن الأنبا مقار أثناء صلوات العشية قام بتطييب رفات القديس القوي الأنبا موسى الأسود مشتركًا مع الآباء رهبان الدير.
جدير بالذكر أنه في مثل هذا اليوم استشهد القديس العظيم الأنبا موسى الأسود صاحب السيرة العجيبة، حيث كان في حياته الأولى عبدًا لقوم يعبدون الشمس جبارًا قويًا كثير الإفراط في الآكل وشرب الخمر يقتل ويسرق ويعمل الشر ولا يستطيع أحد أن يقف في وجهه أو يعانده، وكان في أكثر أوقاته يتطلع إلى الشمس ويخاطبها، ثم التقي القديس ايسيذوروس القس، الذي لما رآه خاف من منظره فطمأنه موسى قائلا: أنه إنما أتي إليهم ليعرفوه الإله، فأتي به إلى القديس مقاريوس الكبير وهذا وعظه ولقنه الأمانة وعمده وقبله راهبا وأسكنه في البرية فاندفع القديس موسى في عبادات كثيرة تفوق عبادة كثيرين من القديسين وكان الشيطان يقاتله بما كان فيه أولا من محبة الآكل والشرب وغير ذلك فيخبر القديس ايسيذوروس بذلك فكان يعزيه ويعلمه كيف يعمل ليتغلب على حيل الشيطان.
ويروي عنه أنه كان إذا نام شيوخ الدير يمر بقلاليهم ويأخذ جرارهم ويملأها من الماء الذي كان يحضره من بئر بعيدة عن الدير وبعد سنين كثيرة في الجهاد حسده الشيطان وضربه بقرحة في رجله أقعدته وطرحته مريضا، وعندما علم أنها من حرب الشيطان ازداد في نسكه وعبادته حتى صار جسده كخشبه محروقة فنظر الرب إلى صبره وأبرأه من علته وزالت عنه الأوجاع وحلت عليه نعمة الله ثم بعد زمان اجتمع لديه خمسمائة أخ فصار أبا لهم وانتخبوه ليرسموه قسا، وعندما حضر أمام البطريرك لرسامته أراد أن يجربه فقال للشيوخ: "من ذا الذي أتي بهذا الأسود إلى هنا، اطردوه " فأطاع وخرج وهو يقول لنفسه : " حسنا عملوا بك يا اسود اللون "، غير أن البطريرك عاد فاستدعاه ورسمه ثم قال له : “ يا موسى لقد صرت الآن كلك أبيض”.