أجواء احتفالية مميزة، يعيشها الشعب المصري اليوم، بمناسبة الذكرى التاسعة لثورة٣٠ يونيه، التي انتقض فيها الشعب المصري للتخلص من حكم الإخوان، من خلال تظاهرات احتشد فيها الملايين من جميع محافظات مصر، وكان للفن دور بارز في المشاركة في تعزيز دور تلك الثورة كونه القوة الناعمة لمصر، وإبرازها من خلال حث الجمهور على ضرورة حماية بلدهم من أي مخاطر تطرأ عليها.
وكان لثورة ٣٠ يونيه أيضًا دور بارز في اهتمام صناع الأعمال الفنية بتقديم أعمال درامية وسينمائية ذات محتوى هادف ووطني، يعزز حالة الشغف بحب الوطن، وضرورة الانتماء التام له، من خلال أعمال شكلت وجدان جيل كامل بالمجهود الجبار الذي قامت به قوات الجيش والشرطة لحماية الشعب المصري وأرضه، وهنا ترصد "البوابة" أبرز تلك الأعمال:-
" الاختيار"
يعد مسلسل الاختيار واحدا من أبرز الأعمال الدرامية التي اجتمع عليها الجمهور، والتف حولها لمتابعة حلقاتها دون كلل أول ملل، لمعرفة التضحيات التي قام بها الجيش المصري والشرطة، لحماية الشعب المصري من خطر حكم الإخوان، ورصد جميع كواليس الانتهاكات والمخططات الإرهابية التي قاموا بها خلال فترة حكمهم، والذين اعتقدوا أنها ستستمر كثيرًا، ولكن ببسالة وقوة وإرادة طوائف المصريين من شعب وجيش وشرطة، استطاعوا التخلص منهم والحفاظ على مصر من ذلك الإرهاب.
ولم يكن مسلسل الاختيار عملًا وطنيًا دراميًا مجسدا لحقبة زمنية هامة في تاريخ مصر الحالي فحسب، ولكنه كان بمثابة إشارة تنبيه لصناع الأعمال الدرامية، للبحث عن أعمال فنية هادفة، تزرع في نفوس الجمهور قيمًا ومبادئ هامة، وترسخ بداخلهم قيمة وطنهم، فعقب النجاح الكبير للجزء الأول لمسلسل الاختيار، كان الجمهور في حالة ترقب كبيرة لمتابعة الجزء الثاني والثالث، لمتابعة أيام عاصروها ومعرفة تفصيلها بشكل أكبر وأهم، وعن رجال أفنوا حياتهم من أجل الحفاظ على وطنهم، ومدى الصعاب التي يعيشها أبناء الجيش والشرطة وعائلتهم .
"هجمة مرتدة"
استكمالًا لسلسة الأعمال التي يتم الاستعانة فيها بملفات المخابرات المصرية، أطل علينا مسلسل هجمة مرتدة، الذي يتحدث عن الجاسوسية خلال أحداثه، ويسرد المسلسل أحداث يتم التطرق لها للمرة الأولى، وهي من ملف المخابرات العامة، التي تعتبر في غاية الأهمية.
ورصد العمل قصة حقيقية عن دور منظمات المجتمع المدني وأجهزة الاستخبارات منذ 2011، كما أنها سلطت الضوء على واقعة حدثت في غرب الموصل في 2008 رصدتها المخابرات العامة المصرية، والتي رصدت أحد قيادات التنظيم الإرهابي في العراق، ودخلوا الأراضي العراقية لضبط الإرهابي، ثم العودة لمصر دون أن يشعر أحد.
وساهم "هجمة مرتدة" في الكشف عن كواليس كيفية استقطاب المصريين وتجنيدهم لصالح جهات معادية لوطنهم، والمخططات التى كانت تحاك ضد مصر والبلدان العربية من منظمات حقوق الإنسان التى اتخذت كذريعة لعمل الفتن داخل الشعب الواحد.
وهجمة مرتدة من بطولة الفنان أحمد عز، هند صبري، يوسف عثمان، أحمد فؤاد سليم «فاروق السوهاجي»، هاجر الشرنوي، مايان السيد، شمم الحسن، محمد جمعة، فيدرا، لاشينة لاشين، على قنديل، نور محمود، خالد أنور، محمد عادل محمود البزاوي، ندى مسعود، صلاح عبدالله، نضال الشافعي.
"القاهرة كابول"
أما مسلسل «القاهرة كابول» الذى عرض فى السباق الرمضانى الماضى، فقدم أيضًا نموذجًا جديدًا يستهدف كشف الوجه القبيح للإرهاب، من خلال تناول ثلاثة خطوط درامية، حول المؤامرات التى يقوم بها الإرهاب ضد المنطقة العربية، خاصة فى مصر في الفترة الأخيرة، مسلطًا الضوء على الأعمال الإرهابية التى نفذت، من خلال الخط الدرامى الأول الخاص بـ«الإرهابى رمزى» الذى جسد شخصيته الفنان طارق لطفى، ويتصدى له ضابط الشرطة «عادل» الذى جسد دوره الفنان خالد الصاوى، وينقل الصورة المذيع «طارق كساب» الذى جسد دوره الفنان فتحى عبدالوهاب.
القاهرة كابول" تأليف عبدالرحيم كمال، إخراج حسام على، وبطولة طارق لطفي، خالد الصاوي، فتحي عبد الوهاب، حنان مطاوع، نبيل الحلفاوي، نور محمود، خالد كمال، حسنى شتا، كريم سرور، يسرا مسعودى، عبدالرحيم حسن، كارولين خليل، معتز هشام، محمود الشرقاوي، كريم سامي، مايا طلام، سامح السيد.
"العائدون"
قدم مسلسل العائدون وجبة وطنية توعوية هامة خلال الماراثون الرمضاني الماضي، واستقبل الجمهور المسلسل، الذي اعتقد البعض انه الجزء الثاني من مسلسل " هجمة مرتدة" ولكن الشركة المنتجة نفت ذلك، وتدور احداثه في الفترة بين 2018 و2020 وتتناول قضية العائدون من أوكار الإرهاب ومن التنظيمات الإرهابية التى تهدف دخول مصر وحدوث إخلال بالأمن الوطنى المصرى وتريد تقسيم المنطقة العربية وتصبح مفككة.
كما يرصد المسلسل كيف واجهت أجهزة الدولة المصرية التنظيم المتطرف ” داعش ” والذي مارس العمليات الإرهابية، وقد استطاع جهاز المخابرات المصرية القيام بالعديد من البطولات في مواجهة هذه العمليات الإرهابية.
"العائدون": تأليف باهر دويدار وإخراج أحمد نادر جلال، ويشارك في بطولته: أمير كرارة، أمينة خليل ومحمود عبدالمغني وجيهان خليل، كما يشارك فيه بعض النجوم العرب مثل جنيد الدين وأحمد الأحمد.
الشاشة الذهبية
ولم يتوقف التأثير الإيجابي التي أولته ثورة ٣٠ يونيو عند حد الدراما فحسب، فقد طغت هذة الاعمال الهادفة على اعمال اخرى كان هدفها الأول هو تحقيق الأرباح ومغازلة أهواء المراهقين، والتي كان يبررها صناع الأعمال السينمائية بأن هذا ما يطلبه الجمهور، مرددين مقولة "الجمهور عايز كده".
لتأتي ثورة ٣٠ يونيو بمثابة العقل الواعي وجرس صحوة الضمير لتقديم أعمال سينمائية ذات مغزي قويم، يبث روح الوطنية في نفوس وعقول متابعيها، ليكون هو الهدف الأسمي للفن، كونه القوى الناعمة المؤثرة في الجمهور، ليبعدهم عن الافكار الإرهابية التي يحاول زرعها في نفوسهم أعداء الوطن.
" الممر"
واحد من أبرز الأعمال التي تركت أثرها الكبير في تاريخ السينما المصرية، حيث يوثق فيلم الممر قصة حقيقية وقعت خلال حرب ١٩٦٧، مرورًا بالفترة التي تلت حرب الاستنزاف، وصولًا إلى انتصار 6 أكتوبر، حيث يجسّد الفيلم العمليات العسكرية التي سبقت انتصار 6 أكتوبر واستعدادات الجيش المصري لاستكمال الحرب التي لم يستسلم الشعب المصري لنتائجها، بل أعدّها معركة بداية وتمهيد لانتصار كبير على العدوان الإسرائيلي، كما سلّط الفيلم الضوء على الدور البطولي الذي لعبه بدو سيناء، والذي تمثّل بدعمهم لجيش بلادهم ضد العدو أثناء تلك الفترة.
وأثبت العمل أنه من الممكن للمحتوى الجيد المهم أن يحقق إيرادات خيالية، حيث حقق الفيلم نجاحًا كبيرًا، وتصدر الإيرادات بسبب إقبال الجماهير على هذا العمل الملحمى والذى تجاوزت إيراداته حاجز 100 مليون جنيه.
"جواب اعتقال"
تناول فيلم «جواب اعتقال» قصة الإرهابى خالد الدجوى، الذى يلتحق بإحدى الجماعات الإرهابية التى تنفذ أعمال قتل ومتاجرة بالدين، وعندما يحاول شقيقه «أحمد» أن ينضم للجماعة الإرهابية يرفض خالد، غير أن شقيقه يصر على موقفه، ويدخل بعدها أحمد فى خلاف مع أحد أفراد الجماعة التكفيرية فيقتله، فيقرر خالد الانتقام لشقيقه، وهى اللحظة ذاتها التى يصدر لخالد جواب اعتقال.